«أنا مصري».. فرقة غنائية تبحث عن أفق وحلم أفضل للفن والحياة

تمزج بين التواشيح الدينية والترانيم الكنسية

TT

عناق بين المدائح والتواشيح الصوفية والترانيم الكنسية، في توليفات موسيقية وغنائية مبهرة، طقس تصنعه يوميا وعلى مدار شهر رمضان فرقة «أنا مصري» الغنائية، متجاوزة الواقع الراهن، بحثا عن أفق وحلم أفضل للفن والحياة.

أعضاء الفرقة، الخمسة عشر، وجدوا في هذا العناق الحي حلا لأزمة باتت تثقل كاهل المصريين، وتتنافى مع جوهر الشخصية المصرية الأصيلة التي يحاولون القبض على سرها عبر تراثها الغنائي المتنوع.

«أنا مصري» فرقة موسيقية جديدة نجحت في شق طريقها للجمهور وسط زحمة الفرق الغنائية التي انتشرت خلال السنوات الماضية في الوسط الثقافي المصري، في البداية كفكرة تراود مؤسسها إيهاب عبده الذي بدأ منفردا بمصاحبة عود أو كمان، وحتى حفلها الأول الذي أقامته قبل عامين، أي قبل تدشينها رسميا باسم «أنا مصري» بعد النجاح الكبير التي حققته أغنيتهم التي تحمل الاسم نفسه.

كان ذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 على خشبة مسرح ساقية عبد المنعم الصـــاوي. ولأن الفرقة كانت لا تزال يعـــوزها الاسم فقد حمل الحفل عنوان «أغان من واقع الإنسان المصري والإنساني». يقول إيهاب عبده: «كنا لأول مرة نغنى (أنا مصري)، ولاقت الأغنية نجاحا جماهيريا كبيرا لدرجة أننا أعدنا أداءها ثلاث مرات..وبعد هذا الحفل بدأت الفرقة تتطور فالتحق بها الشيخ زين، وهو أحد أعضاء الفرقة، حيث قدَّم السيرة الهلالية والمديح الصوفي، كما شاركت عضوة الفرقة جانين زكي بتقديم الترانيم الكنسية. كما أننا نحرص على تقديم الغناء النوبي والأغنية الحديثة؛ فقد أحببنا أن تصبح الفرقة معبرة عن الثقافات المختلفة والفنون المتنوعة الموجودة في مصر».

وتمثل فرقة «أنا مصري» حالة خاصة بما تحمله من روح مصرية خالصة تسعى، كما يقول إيهاب عبده، إلى «خلق حالة من التوازن بين الغناء التجاري والغناء الأصيل، بما يحفز الناس بشكل إيجابي، ويعبر عن الواقع، وهو ما جعلنا نحرص على أن تكون أشعار الفريق مكتوبة بلغة عربية وبخط عربي يحمل من التراث جماليات نحاول استرجاعها».

وتقول هبة أحمد، مديرة الفرقة، إنها تأمل أن يستمر فريقها بالقوة والروح والأفكار نفسها التي بدأ بها، وأن ينجح في الوصول لكل مكان بمصر ولكل الناس بمختلف طبقاتهم وانتماءاتهم، لأن تلك هي الرسالة التي نحملها ونسعى لتأكيدها.. مصر واحـــدة بكل تنوعاتها، وهذا هو سر العبقرية في الشخصية المصرية. غير أن أكثر ما يقلق أعضـــاء الفريــــق إلى الآن هو كون جمهورهم لم يتجاوز بعد النخــــب المثقفــة، وأن رجل الشارع العادي ما زال بعيدا عنهم، ولم يسمع شدوهم.