البحرين: البدء بتسيير أولى الرحلات الجوية الخليجية إلى بغداد.. وإلى النجف الأسبوع المقبل

ارتفاع كلفة التأمين على الطائرات والمسافرين لا يحد من إقبال الشركات على تسيير الرحلات

TT

في أول رحلة جوية خليجية للعراق منذ سقوط النظام العراقي السابق، حطت أول من أمس في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، طائرة تابعة لشركة طيران الخليج قادمة من العاصمة البحرينية، المنامة، في مطار بغداد، فيما كان من المقرر أن توسع الشركة البحرينية ذاتها برنامج رحلاتها إلى العراق، ليشمل مدينتي النجف وأربيل بحلول نهاية الشهر الحالي. وفي السياق نفسه تستعد شركة طيران البحرين، وهي شركة الطيران الاقتصادية الوحيدة في البحرين، لإطلاق رحلاتها من المنامة إلى بغداد اعتبارا من الحادي عشر من الشهر الحالي، بواقع رحلتين أسبوعيا، فيما ستطلق خمس رحلات إلى مدينة النجف اعتبارا من السابع من هذا الشهر.

وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» مع إبراهيم عبد الله الحمر، العضو المنتدب للشركة، اعتبر أن تسيير شركته لوجهتين جديدتين «كبغداد، والنجف الأشرف، ضمن شبكة الشركة فإن ذلك عائد إلى أنهما تتمتعان بأهمية خاصة وطلب متزايد للسفر».

ويأتي قرار استئناف الرحلات نتيجة الاتفاق الذي عقد بين حكومتي البحرين والعراق في التاسع من يوليو (تموز) الماضي، حيث يقضي الاتفاق، بتسيير 7 رحلات أسبوعية من البحرين إلى بغداد، و12 رحلة أسبوعية لمدينة النجف العراقية.

وقال الحمر إن الدراسات التي أجرتها «طيران البحرين» أثبتت أن السوق العراقية سوق واعدة، مضيفا «نحن لا نحصر اهتمامنا فقط في الرحلات بين البحرين والعراق، بل هنا أسواق أخرى يريد المسافر العراقي الاستفادة منها عن طريق البحرين».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول المخاوف الأمنية التي تجعل شركات الطيران الخليجية الأخرى لا تقدم على تسيير رحلات مثل هذه، أجاب إبراهيم الحمر أن «طيران البحرين» أرسلت فريقا فنيا متخصصا لدراسة الإجراءات الأمنية، «ووجدنا أن كل الإجراءات مناسبة لإطلاق هذه الرحلات، سواء في مطار بغداد، أو حتى في الطريق من وإلى المطار ذاته، خاصة أن مواعيد رحلاتنا ستكون في الفترة الصباحية، وهو ما يزيد من مساحة الاطمئنان سواء لنا أو للمسافرين أنفسهم».

غير أن الحمر قال إن كلفة التأمين على الطائرات المتجهة إلى العراق «أعلى من المحطات الأخرى، بل حتى المسافرين أنفسهم فنحن ندفع لكل منهم 30 دولارا لشركات التأمين، وهو مبلغ مرتفع مقارنة بالمحطات الأخرى»، وأضاف: «صحيح أن مبالغ التأمين ربما تكون مرتفعة، لكن اطمئنان شركات التأمين لتسيير الرحلات للعراق، يزيد من مساحة الاطمئنان في انحسار المخاطر للمتجهين للعراق». وبحسب المسؤولين العراقيين، تم إصدار نحو 25 ألف تأشيرة زيارة إلى بحرينيين السنة الماضية. ويأتي استئناف الرحلات المباشرة بين البحرين والعراق، بعد أن توقفت هذه الرحلات المباشرة إلى العراق منذ الحرب على العراق في 2003.

من جهته، الرئيس التنفيذي لشركة الطيران، سامر المجالي، يقول إن ثمة طلب واضح على الخدمات المباشرة من البحرين إلى العراق، «كما نضمن أن رحلاتنا إلى العراق ستكون مكملة لخدمات خطوط الطيران القادمة من أوروبا، لا سيما لندن، التي ستتيح لنا استقطاب حركة السفر بين القارات خلال أقل من ساعتي مواصلات للمسافرين عن طريق مركزنا في البحرين».

ويعتبر العراق وجهة للشيعة البحرينيين الذين يزورون العتبات المقدسة في كربلاء والنجف في العراق، وخصوصا في بعض المناسبات الدينية كأربعينية الأمام الحسين، وعاشوراء وغيرهما، عبر خطي (البحرين ـ دبي ـ البصرة) و(البحرين ـ الكويت ـ البصرة)، في الوقت الحالي.

وتقول شركة طيران الخليج أن إدراج العراق ضمن شبكتها الإقليمية «هو قرار منطقي سواء من الناحية الجغرافية أو الاقتصادية، فهناك دليل واضح على طلب رحلات مباشرة من البحرين إلى العراق».

وستوفر «طيران الخليج» في بادئ الأمر رحلاتها الجوية خمس مرات إلى بغداد أسبوعيا على متن طائرات «إيرباص A320»، لكن الشركة تأمل في زيادة عدد الرحلات لتسييرها يوميا في المدى المنظور، وفق مسؤولين فيها. وتجري «طيران الخليج» حاليا تحضيراتها للبدء في تسيير رحلاتها إلى أربيل والنجف بحلول نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي.

ووفقا للرئيس التنفيذي لطيران الخليج، سامر المجالي، فإن هناك دلائل تاريخية على عمق العلاقات التجارية التي كانت تربط بين البحرين والعراق، «وبصفتنا الناقلة الوطنية لمملكة البحرين أردنا الاستفادة الكاملة من هذا الاتفاق لتسيير الرحلات بين البلدين الذي تم في يوليو (تموز) الماضي، ونحن بصدد خلق علاقة اقتصادية قوية، والإسهام في إعادة إعمار العراق والاستفادة بشكل كبير من النمو المتسارع الذي سيشهده الوضع في العراق على الصعيدين التجاري والثقافي».

وكانت البحرين قد بدأت تسيير أول رحلة بحرية مباشرة، منذ توقف الرحلات البحرية أيضا في أعقاب الحرب على العراق في 2003، إلى بغداد في يونيو (حزيران) الماضي، على متن الباخرة «KGL» المملوكة إلى مستثمرين كويتيين من ميناء الشيخ خليفة بالمنامة، متوجهة إلى ميناء أم قصر العراقي، وعلى متنها زهاء 160 راكبا، معظمهم من البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

وتضم الباخرة «أمير القلوب» المكيفة 240 مقعدا للدرجة السياحية، و102 مقعد للدرجة الأولى، وتستغرق نحو 10 ساعات في الرحلة الواحدة، وشركة «انشكيب» لخدمات الشحن هي الوكيل المعتمد للباخرة.

وبحسب شركة «انشكيب» فإن من أهم أسباب تشغيل الخط البحري عدم وجود مطارات مهيأة في العراق للقيام برحلات مباشرة، «الذي استعصى الوصول إليه بسهولة عن طريق الرحلات الجوية منذ تفجر الحرب العراقية ـ الإيرانية في عام 1980، كما أن التكاليف الباهظة، والرغبة في خدمة زوار الأماكن المقدسة، هي كذلك من الأسباب التي دفعت الشركة لتشغيل الخط».

وكان نحو 23 ألف شخص قد سافروا إلى العراق من البحرين في بداية العام الحالي لحضور ذكرى أربعين الإمام الحسين، عن طريق الطيران إلى دبي أو الكويت، أو سورية أولا قبل التوجه إلى العراق بالطائرة.