85% متوسط إشغال مقاعد رحلات الطيران القادمة إلى دبي في فصل الصيف

تشغيل رحلات إضافية إلى عدد من الوجهات لتغطية الطلب في أوقات الذروة

دبي تواجه الأزمة المالية العالمية بتعزيز قطاع السياحة («الشرق الأوسط»)
TT

قدرت شركات طيران دولية متوسط إشغال المقاعد على رحلاتها القادمة من الوجهات العربية والآسيوية والأوروبية إلى دبي، بما يتراوح بين 80 إلى 85% منذ بداية شهر أغسطس (آب) الماضي، وسط توقعات بأن ترتفع هذه النسبة إلى الإشغال الكامل خلال فترة عيد الفطر تزامنا مع نهاية العطلة الصيفية وبداية العام الدراسي.

وقالت شركات طيران رئيسية تصل إلى مطار دبي الدولي أن الحجوزات الحالية تشير إلى ارتفاع ملحوظ في مستوى الإشغال على الرحلات القادمة مقابل انخفاض في معدل الإشغال على الرحلات المغادرة، مؤكدين أن الحركة تسير في مستوياتها الطبيعة في مثل هذا التوقيت من كل عام على الرغم من طول فترة العطلة الصيفية هذا العام.

واعتبرت شركات الطيران متوسط الإشغال على الرحلات القادمة إلى دبي على عدد من الوجهات الرئيسية ما زال قويا على الرغم من التراجع العالمي في حركة السفر، لافتين إلى أن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، التي تعد دبي أحد أبرز محاور حركة السفر بها، ما زالت تحقق مستويات مرتفعة مقارنة ببقية مناطق العالم الأخرى، وفقا للتقرير الصادر أمس من نادي دبي للصحافة الذي أرسلت نسخة منه إلى «الشرق الأوسط».

ولجأت بعض شركات الطيران الرئيسية وفي مقدمتها «طيران الإمارات» إلى تسيير رحلات طيران إضافية إلى عدد من الوجهات بهدف تغطية الطلب المتزايد على الرحلات القادمة إلى مطار دبي الدولي، حيث أعلنت الشركة عن تسيير رحلات إضافية على بعض الخطوط، مثل خط بيروت الذي تلقى تسع رحلات إضافية خلال الشهر الماضي، عدا الرحلات المنتظمة بين دبي وبيروت البالغ عددها 17 رحلة.

وقال خالد بالجافلة، نائب رئيس العمليات التجارية لـ«طيران الإمارات» في الإمارات: «سجلت أعداد الركاب الذين نقلتهم (طيران الإمارات) خلال موسم الصيف الحالي زيادة ملحوظة مقارنة مع الأعداد المسجلة خلال الفترة المناظرة من العام الماضي».

وأضاف: «ولم تقتصر الزيادة على الرحلات المغادرة في بداية الموسم، أو على الرحلات القادمة، لأن دبي لا تشكل منطلقا أو منتهى لنسبة جيدة من الركاب الذين يتابعون سفرهم عبرها إلى مختلف المحطات الناقلة، التي يصل عددها إلى نحو 100 مدينة في قارات العالم الست».

وأوضح نائب رئيس العمليات التجارية لـ«طيران الإمارات» أن جميع الرحلات تشهد معدلات إشغال مرتفعة حاليا، مما دفع «طيران الإمارات» إلى تسيير رحلات إضافية على بعض الخطوط، مثل خط بيروت الذي تلقى تسع رحلات إضافية خلال أغسطس (آب) الماضي، عدا الرحلات المنتظمة بين دبي وبيروت البالغ عددها 17 رحلة.

ولفت بالجافلة إلى أن من أبرز الوجهات التي تلقى إقبالا كبيرا دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان وسورية والأردن ومصر، بالإضافة إلى أستراليا والأميركتين.

أما بشأن عطلة عيد الفطر المبارك، فقال بالجافلة: «إن المؤشرات تبدو جيدة منذ الآن. فقد أعلنت (طيران الإمارات) مؤخرا عن طرح مجموعة من العروض السعرية لجميع المقيمين في الدولة للسفر إلى 17 وجهة ضمن شبكة خطوطها العالمية بأسعار تبدأ من 955 درهما شاملة الرسوم والضرائب. والوجهات هي: البحرين وكراتشي وعمان والقاهرة ومومباي ودمشق ودلهي وإسطنبول وبيروت وكوالالمبور ولارنكا والدوحة والكويت ومسقط وأثينا والدار والبيضاء وإسلام أباد. وتوفر «طيران الإمارات» أيضا عروضا جيدة للإقامة الفندقية لجميع ركابها القادمين إلى دبي وللركاب العابرين (الترانزيت)، وذلك خلال شهر رمضان، بدءا من 20 أغسطس (آب) وحتى 20 سبتمبر (أيلول) 2009.

ويمكن لجميع ركاب «طيران الإمارات» القادمين إلى دبي من جميع المحطات حجز إقامة فندقية لمدة 3 ليال في عدد من أشهر فنادق المدينة وبأسعار تبدأ من 67 دولارا أميركيا للفرد لليلة الواحدة، على أساس الإقامة في غرفة لشخصين، حيث من المتوقع أن تلقى هذه البرامج إقبالا عاليا. كما طرحت «الإمارات للعطلات»، ذراع تنظيم وتسويق البرامج السياحية في الخارج التابعة لـ«طيران الإمارات»، برامج عطلات قصيرة بأسعار ملائمة إلى كثير من الوجهات التي تطير إليها الناقلة.

وبدأت مطارات دبي النصف الثاني من عام 2009 بإشارة إيجابية، إذ سجل مطار دبي الدولي زيادة بنسبة 12.6% في حركة المسافرين في شهر يوليو (تموز) الماضي، وهذا هو أعلى معدل نمو شهري يسجل منذ مايو (أيار) 2008 (13.8%)، والشهر الثاني على التوالي الذي يحقق فيه نموا برقمين في حركة المسافرين هذا العام بعد أن حقق زيادة 10.3% في شهر يونيو (حزيران).

وبلغ عدد المسافرين الذين استقبلهم مطار دبي الدولي 3.7 مليون مسافر في يوليو (تموز) الماضي مقارنة بـ3.3 مليون مسافر في يوليو (تموز) 2008. وأسهم هذا النمو القياسي في رفع أعداد المسافرين عبر المطار ما بين يناير (كانون الثاني) ويوليو (تموز) 2009 إلى 23 مليون مسافر بزيادة 6.1% عن الفترة نفسها من العام الماضي.

من جهته، قال المدير الإقليمي لشركة «مصر للطيران» في دبي والإمارات الشمالية محمد العبادي إن متوسط إشغال المقاعد على رحلات الشركة القادمة إلى مطار دبي الدولي تتراوح منذ بداية شهر أغسطس (آب) الماضي بين 80 إلى 85%، متوقعا أن تزيد هذه النسبة خلال الأيام المقبلة من شهر سبتمبر (أيلول) وحتى فترة عيد الفطر المبارك التي اعتبرها فترة مضغوطة في التشغيل بسبب عودة الموظفين والأسر والطلبة لبدء العام الدراسي.

ولفت العبادي إلى أن الموسم الحالي شهد بعض التحولات نتيجة طول فترة الإجازة الصيفية بعد أن التحم بها شهر رمضان وتأجيل بدء العام الدراسي في غالبية المدارس، الأمر الذي دفع كثيرا من الأسر إلى إرجاء العودة حتى نهاية رمضان.

وكشف أن «مصر للطيران» تدرس تسيير رحلاتها على خط دبي الإسكندرية بشكل يومي بدلا من أربع رحلات في الأسبوع حاليا وذلك لتلبية الطلب المتزايد على هذا الخط.

وأفاد العبادي أن «مصر للطيران» تقوم حاليا بتقديم أسعار خاصة بمناسبة شهر رمضان المبارك على خطوط القاهرة والإسكندرية لرحلات الاتجاهين والاتجاه الواحد للتذاكر التي يتم إصدارها خلال 24 ساعة من الحجز، معتبرا أن طرح أسعار خاصة في هذا التوقيت يأتي في إطار استراتيجيات شركات الطيران لخلق الطلب وتنشيط الحركة.

وأضاف أن «مصر للطيران» تقوم حاليا بتشغيل 25 رحلة في الأسبوع إلى مطاري دبي والشارقة، حيث تسير 14 رحلة أسبوعيا بين دبي والقاهرة بواقع رحلتين يوميا، بالإضافة إلى 4 رحلات أخرى إلى الإسكندرية التي يتم بحث إمكانية تحويلها إلى رحلات يومية، فيما يتم تسيير 7 رحلات في الأسبوع من مطار الشارقة بوقع رحلة واحدة يوميا.

بدوره نوه مدير مبيعات المسافرين في شركة «لوفتهانزا» بالإمارات بيتا بوليك بأن آفاق حركة الحجوزات بشكل عام إلى المنطقة تسير وفقا للتوقعات ولم تشهد تغيرا ملحوظا، مشيرا إلى أن الإشغال حاليا على رحلات «لوفتهانزا» من وإلى منطقة الشرق الأوسط ومنها دبي، ما زالت تسجل ارتفاعا ملحوظا على الرغم من تأثير تراجع الاقتصاد العالمي على المنطقة. وأضاف: «في الوقت ذاته وهو اتجاه معهود في صناعة النقل الجوي، فإن العائدات تتعرض لضغوط، التي تظهر بالطبع في نهاية نتائج الخطة المالية».

وقال: «نتوقع في (لوفتهانزا) أن تحافظ مستويات الحجوزات خلال الأسابيع المقبلة على مستوياتها، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات المناخ الاقتصادي غير المواتي، التي قد تجعل من الصعب وضع تنبؤات تتعلق بالحركة على المدى المتوسط». وكان بول جريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي قد صرح في وقت سابق أن الشرق الأوسط يواصل تحقيق نمو ملحوظ بحركة المسافرين على الرغم من فترة الركود الاقتصادي العالمي ومطار دبي الدولي يحتل صدارة هذا النمو. وأضاف جريفيث: «يعتبر النمو الذي شهدناه خلال الشهرين الماضيين نتيجة مباشرة لزيادة أعداد المسافرين على رحلات طيران الإمارات وشبكة الخطوط الجوية الأخرى التي تنقل الركاب من مسافات طويلة عبر دبي بالإضافة إلى استمرار النمو في قطاع الخطوط الجوية منخفضة التكلفة. أما بالنسبة لحركة شحن البضائع، وإذا ما أخذنا في الاعتبار استمرار كثير من المطارات الدولية في أرجاء العالم في تسجيل هبوط حاد في حركة الشحن، فإن أداءنا كان جيدا».