السعودية: مطلوب أمني انضم إلى «القاعدة» في إيران.. يسلم نفسه

التحق بالتنظيم هناك قبل أكثر من عام * اللواء التركي لـ الشرق الأوسط»: لا تؤخذ النوايا السيئة على الراغبين بتسليم أنفسهم

TT

تقلصت قائمة الـ85 مطلوبا الذين تلاحقهم السعودية في الخارج، إلى 80 ملاحَقا، بإعلان وزارة الداخلية أمس عن مبادرة أحد المدرجين عليها بتسليم نفسه، هو فواز الحميدي العتيبي، الذي انضم إلى صفوف «القاعدة» في إيران قبل أكثر من عام.

ويُعتبر فواز العتيبي، رابع مطلوب يسلم نفسه للسلطات السعودية، من قائمة الـ85، خلافا لعبد الله عسيري الذي استهدف الأمير محمد بن نايف في هجوم انتحاري فاشل.

وفي الحالات الـ4 السابقة أسهمت الأسر السعودية بلعب دور كبير في مسألة ترغيب أبنائها بالعودة إلى الأراضي السعودية، وترك «القاعدة».

وقال بيان لوزارة الداخلية السعودية أمس، إن العتيبي بادر بتسليم نفسه للجهات الأمنية. وأوضح أن ذلك «تم بمساندة من ذويه الذين تلقوا اتصالا منه أبدى فيه رغبته في مساعدته بالعودة إلى الوطن، حيث تم ترتيب وتسهيل عودته ولم شمله بأسرته فور وصوله إلى المملكة، كما تم تمكينه من أداء العمرة مساء يوم الثلاثاء الموافق للحادي عشر من شهر رمضان المبارك».

ويأتي هذا الإعلان بعد أقل من أسبوع من استغلال «القاعدة» للإجراءات التي تتبعها وزارة الداخلية السعودية للراغبين في تسليم أنفسهم، في القيام بمحاولة لاغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، باءت بالفشل.

وقال لـ«الشرق الأوسط» اللواء منصور التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، إن المسؤولين لا يأخذون «النوايا السيئة» على كل من يريد تسليم نفسه.

وأشار إلى أن السلطات الأمنية وفرت لفواز العتيبي وأسرته سكنا خاصا، ومكنته من استقبال الضيوف في مقر سكنه، كما مكنته من أداء العمرة برفقة عائلته.

وأوضح المتحدث الأمني أنه سيتم معاملة العتيبي، وفق الإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات، كما سيتم أخذ مبادرته ودور أسرته في الاعتبار عند النظر في أمره. وجدد دعوة وزارة الداخلية للمطلوبين كافة للجهات الأمنية للرجوع عن الأفكار التي أضلتهم والمبادرة إلى تسليم أنفسهم للاستفادة من الظروف التي سيتم مراعاتها عند النظر في وضعهم قضائيا.

وطبقا لمعلومات «الشرق الأوسط»، فإن فواز الحميدي العتيبي تتهمه السلطات السعودية بارتباطه بـ«القاعدة»، والمغادرة لإيران للانخراط في صفوف التنظيم هناك.

وتشير المعلومات إلى أن أخر مكان رُصد فيه العتيبي البالغ من العمر (36 عاما)، كان على الأراضي الإيرانية، التي وصلها عبر الإمارات في نهاية أغسطس (آب)، مطلع سبتمبر (أيلول) العام الماضي.

والعتيبي هو واحد من 35 مطلوبا أمنيا على قائمة الـ85، الذين رُصد آخر وجود لهم، إما على الأراضي الإيرانية، وإما في المثلث الباكستاني الأفغاني الإيراني.

وتفيد آخر المعلومات المتوافرة عن مجموعة الـ35 الذين رُصدوا يتنقلون ما بين إيران وباكستان وأفغانستان، أن آخر التحاق للعناصر الجدد بـ«القاعدة» في الأراضي الإيرانية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ويبرز اسم صالح القرعاوي، والمكني بـ«نجم»، كواحد من أهم الأسماء التي تدير عمليات «القاعدة» من الأراضي الإيرانية. وتفيد المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة، أن عناصر «القاعدة» الموجودين في إيران، يخططون لضرب مصالح سعودية أو أردنية، كما أن بعضهم يعتزم العودة إلى الداخل لتنفيذ العملية بنفسه، فيما يعتزم البعض الآخر الانضمام إلى مجموعة المقاتلين الجدد الموجودين على الأراضي اليمنية.