إسرائيل ترفض نفي أو تأكيد وقوف «الموساد» وراء خطف السفينة الروسية للجزائر

وزير الداخلية الجزائري رفض الخوض في التفاصيل

TT

رفضت إسرائيل التعقيب على تقرير صحافي يؤكد أن عملاء جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية «الموساد» أو أشخاص من طرف هذا الجهاز هم الذين يقفون وراء عملية خطف السفينة الروسية «آرتيك ـ سي». وتركت للصحافة أن تفهم ما تريد من نشر هذه المعلومات.

وكانت مجلة «تايم» الأميركية قد نشرت تقريرا تفصيليا قالت فيه إن عملاء الموساد هم الذين خطفوا السفينة وأنهم وجدوا على متنها مجموعة صواريخ متطورة مضادة للطائرات، وأنها كانت متوجهة إلى ميناء الجزائر في طريقها إلى إيران أو سورية. يذكر أن السفينة الروسية المذكورة كانت قد انطلقت من فنلندا في 22 يوليو (تموز) الماضي، وحسب الرواية الروسية الرسمية كانت تحمل أخشابا بقيمة مليوني دولار. وفي طريقها إلى الشرق الأوسط عبر نهر المانش (ما بين فرنسا وانجلترا)، سيطر عليها ثمانية أشخاص وتابعوا إبحارها في المسار المقرر لها باتجاه الجزائر. وانقطع الاتصال بها تماما بعد يومين. وفي 12 أغسطس (آب) أعلن الأسطول الروسي عن بدء التفتيش عن السفينة. وبعد خمسة أيام أعلن أن قواته تمكنت من تحرير السفينة واعتقال الخاطفين. لكن الصحافة الروسية لم تقتنع برواية سلاح البحرية هناك وراحت تحقق. وكتبت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا»، واسعة الانتشار، أن السفينة لم تكن تحمل الأخشاب فحسب بل صواريخ متطورة من طراز «أس ـ 300» أو الصواريخ البحرية «أكس – 55». واعتمدت الصحيفة على قول جنرال كبير في سلاح البحرية الروسي رفض ذكر اسمه، أن استعادة السفينة وخاطفيها وترحيلهم على وجه السرعة إلى روسيا أنقذ البلاد من فضيحة سياسية كبرى. وأكد أن هذه الأسلحة بيعت إلى أوساط مشبوهة بطريقة غير قانونية بمساعدة عدد من الجنرالات الروس.

وأما «تايم» فاعتمدت على أقوال الأدميرال تارمو كوتس، وهو قائد سابق كبير في سلاح البحرية الأستوني ويعمل حاليا مسؤولا في الاتحاد الأوروبي عن متابعة القرصنة البحرية، الذي قال إن حمولة السفينة لا يمكن أن تكون فقط من الأخشاب، حيث أن روسيا أرسلت إلى هذه السفينة عدة طائرات نقل على متنها مئات الجنود واعتقلت ليس فقط الخاطفين بل أيضا الربان الروسي ومساعديه. وقال كوتس إن المنطق يقول إن الخاطفين يعملون إلى جهة ذات مصلحة في منع وصول هذه الأسلحة إلى إيران أو أي من حلفائها في الشرق الأوسط. وفي هذه الحالة إسرائيل هي المعنية الكبرى، حيث أنها تخشى من وصول هذه الصواريخ إلى حزب الله اللبناني أو حماس.

وربطت هذه الصحيفة بين موعد الاعتقال على السفينة (17 أغسطس) وبين الرحلة المفاجئة إلى روسيا للرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس في اليوم التالي. ففي حينه قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها إن بيريس سافر إلى روسيا للقاء الرئيس ديمتري ميدفيديف والتباحث معه حول «بيع أسلحة وأجهزة حساسة إلى دول معادية لإسرائيل». واتضح أن اللقاء المفاجئ استغرق أربع ساعات واقتصر فقط على بيريس وميدفيديف. وحسب بيان الخارجية الإسرائيلية في حينه فإن بيريس أكد لمضيفه أن إسرائيل واثقة تماما ولديها إثباتات قاطعة على أن أسلحة روسية متطورة تصل إلى دول معادية وتتسرب إلى حزب الله وحماس. لكن مكتب الرئيس ورئيس الحكومة ووزارة الدفاع والمخابرات العامة والموساد رفضوا أمس التعقيب على هذا النشر وتركوا الصحافة تفسر على هواها ما جرى، كما حصل في عمليات قيل إن الموساد يقف وراءها، مثل تدمير منشآت نووية سورية في دير الزور أو اغتيال جنرال سوري ذي علاقة بالمفاعل المذكور أو اغتيال عماد مغنية، قائد الجناح العسكري لحزب الله اللبناني وغير ذلك. وفي الجزائر قال وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني، إن أزمة السفينة الروسية «شأن روسي لا دخل للجزائر فيه». وتحفظ عن الخوض في الأخبار التي تحدثت عن مسؤولية الموساد في اختطافها.

من جهته أوضح محمد موساوي مدير ميناء بجاية (300 كيلومتر شرق العاصمة) في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط»، أن السفينة الروسية «متعودة على نقل الخشب إلينا». واستغرب «ما ورد من أخبار حول اختطافها من طرف المخابرات الإسرائيلية». وأضاف: «كل ما نعرفه أن أشخاصا مجهولين حولوا مسارها عندما أبحرت من ميناء فنلندا نحو بجاية. وما نعرفه أيضا أنها كانت تحمل خشبا ولا نملك معلومات أخرى خاصة ما تعلق بالجهة التي اختطفت طاقمها».