البطاركة الموارنة يحذرون من الاصطفاف الطائفي وراء محاور إقليمية أو دولية.. ومن هجرة الشباب اللبناني

TT

دعا المطارنة الموارنة في اجتماعهم الشهري الذي عقد أمس إلى مراجعة ما استجد في السنة المنصرمة، وما ينبغي الاحتياط له في السنة المقبلة تجنبا للمفاجآت غير السارة.

الاجتماع الشهري للموارنة برئاسة البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير تزامن مع موعد ندائهم العاشر الذي يتضمن استعراضا لمجريات السنة الماضية ومستجداتها على الصعيد الداخلي في لبنان أو على الصعيد الإقليمي والدولي.

المجتمعون نوهوا بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا، والذي كان الحدث الأهم عام 2008، كونه أخرج لبنان من أزمة الفراغ الدستوري. كما نوهوا بجهود سليمان لإعادة بناء الدولة على أسس متينة، ودرء الأخطار المحدقة به.

وفي حين اعتبر النداء أن تنظيم الانتخابات النيابية وإجراءها في يوم واحد «بأقل ما يمكن من الشوائب، هو إنجاز إيجابي»، انتقد الانقسام الكبير و«استحكام العداء»، ودعا الجميع إلى التعالي على الأحقاد والمطامع الشخصية أو الفئوية والتعاون لخدمة المجتمع وتأمين الخير العام.

وأشاد المطارنة بصمود الاقتصاد اللبناني في وجه الأزمة العالمية، و«عدم تأثره بها بمقدار ما تأثر غيره من بلدان، وذلك بفضل الخيارات الحكيمة التي اتخذها القيمون على السياسة النقدية». كما اعتبروا أن «انتخاب باراك أوباما رئيسا جديدا للولايات المتحدة الأميركية أعطى آمالا عريضة لجهة انتهاجه سياسة جديدة تسهم في حل القضايا المزمنة التي تؤجج الصراعات في منطقتنا، لا سيما القضية الفلسطينية، والصراعات المتشعبة في العراق، والعلاقات مع إيران وغيرها من القضايا التي يثيرها التطرف والإرهاب في مختلف البلدان». إلا أنهم حذروا من أن بروز «حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل زاد من وضع العراقيل أمام أي حل عادل لهذه القضايا، لا سيما القضية الفلسطينية التي يتأثر بها لبنان كل التأثر». كما حذروا من «طرح قضية توطين الفلسطينيين في البلدان التي يعيشون فيها».

وسألوا القادة السياسيين عن كيفية «مواجهتهم الأخطار الأخرى المحدقة بلبنان من كل صوب، ومعالجة الأزمات المعيشية، ومحاربة الفساد، وبناء الدولة اللبنانية على أسس صحيحة، ما دامت تتحكم فيهم اصطفافات وراء محاور إقليمية أو دولية، وانتماءات طائفية ضيقة تجعل كل طائفة تنطوي على ذاتها وكأنها تتوهم أنها باستطاعتها أن تشكل وطنا لذاتها بمعزل عن الآخرين، وما دام أهل الحكم عندنا في معظمهم منجرين وراء مصالحهم الخاصة وصراعاتهم على السلطة». ونبهوا إلى أنه «إذا ظل هذا الصراع القاتل بين الطامعين في جنة الحكم مستمرا، فقد يفاجأ اللبنانيون يوما بإقصائهم جميعا عنه، إذا وسوست شياطين الطمع للطامعين بوضع يدهم عليه، ولا ينفع ساعتئذ الندم، وأشاحت الدول الكبرى بنظرها عنه بحثا عن مصالحها الخاصة». كما نبهوا من تفاقم ظاهرة هجرة الشباب والكفاءات.