شيوخ قندهار يتهمون فريق كرزاي بتزوير 23900 صوت

قالوا إنهم أغلقوا اللجان الانتخابية الـ45 وملأوا صناديق الاقتراع بأوراق مزورة

مؤيدو الدكتور عبد الله عبد الله مرشح الرئاسة الأفغانية ومنافس الرئيس حميد كرزاي يرحبون به في تجمع بالعاصمة كابل تحدث فيه عن الانتهاكات التي جرت في الانتخابات أمس (ا.ف.ب)
TT

قبل أسبوع واحد من الانتخابات الرئاسية، اجتمع شيوخ قبيلة من جنوب أفغانستان يطلق عليها «باريز»، لكي يتخذوا قرارا جريئا: فهم سوف يتخلون عن مرشحهم المفضل المنتهية ولايته حامد كرزاي ويؤيدون منافسه عبد الله عبد الله.

وقد سافر عبد الله عبد الله، وزير الخارجية الأسبق، إلى مدينة قندهار الجنوبية لكي يحصل على مساندة القبيلة، وكان قادة القبيلة الذين يعيشون في منطقة يطلق عليها «شوراباك» يستعدون لكي يحققوا نصرا كاسحا، لكن شيوخ القبائل يقولون إن ذلك لم يتحقق؛ حيث مارس مساعدو كرزاي ضغوطا على أحمد والي، رئيس المجلس المحلي لقندهار والرجل الأقوى في جنوب أفغانستان، واحتجزوا حاكم شوراباك، ديلاغا باريز، وأغلقوا اللجان الانتخابية الخمس والأربعين في المنطقة في يوم الاقتراع. وقد نقلت صناديق الاقتراع إلى المركز الرئيسي لشوراباك، حيث ملأها رجال الشرطة المحليون بالآلاف من أوراق الاقتراع؛ وفقا لشيوخ القبائل.

ويقول باريز إنه بنهاية اليوم تم نقل 23900 ورقة اقتراع إلى كابل تحمل كل منها رمز الرئيس كرزاي.

فيقول باريز في حوار أجري معه هنا في العاصمة كابل، خلال مجيئه بصحبة مجموعة من شيوخ القبائل لكي يرفعوا شكوى: «لم يدل أي شخص في منطقة شوراباك بصوته- على الإطلاق. فقد ملء الأشخاص التابعون لكرزاي صناديق الاقتراع بأوراق تؤيد السيد كرزاي».

وتعد الاتهامات التي يقدمها باريز وعدد آخر من شيوخ القبائل في شوراباك من أكثر المزاعم التي أثيرت ضد الماكينة الانتخابية لكرزاي، التي تواجه طوفاناً من شكاوى التزوير في كافة أنحاء البلاد.

وذكرت لجنة الشكاوى الانتخابية الأفغانية يوم الثلاثاء أن عدد الشكاوى المتعلقة بسرقة التصويت وغيرها من أشكال التزييف وصلت إلى 2615؛ وذلك حيث تواجه الحملة الانتخابية لكرزاي اتهامات بتزوير أوراق الاقتراع، وسرقة الأصوات، ومنع الناس من الوصول إلى اللجان الانتخابية.

وفي مقاطعة قندهار الخاضعة لسيطرة أسرة كرزاي، أثيرت مزاعم مماثلة لتلك التي أثيرت في شوراباك في المناطق السبع عشرة للمقاطعة.

وتظهر النتائج الأولية للانتخابات أن كرزاي تمكن من الحصول على حوالي 48000 صوت مقارنة بـ 3000 لعبد الله وهو أقوى منافسيه، وأظهرت أوراق الاقتراع التي أحصي نصفها حتى الآن تصدر كرزاي بحوالي 46% من الأصوات مقارنة بحوالي 33% لعبد الله.

من جهة أخرى، ينكر كرزاي ومعاونوه وقوع أي نوع من التزوير، وهم يقبعون حاليا بالقصر الرئاسي في انتظار النتائج النهائية، لكن تلك المزاعم تضفي بظلالها على حملة إعادة انتخابه مما يزيد من احتمالات وصم حملته الانتخابية بالفساد حال فوزه بالمنصب الرئاسي.

وفي نفس الوقت، تزيد تلك المزاعم من الضغوط على المسؤولين الأميركيين التي تطالبهم بالتحقيق في مزاعم الفساد تلك، حيث ينظر لهذه الانتخابات على نطاق باعتبارها مزيفة، وهو ما سوف يمثل تحديا كبيرا بالنسبة لإدارة أوباما، التي ألزمت نفسها بتحقيق النصر هنا في الحرب التي دامت لمدة ثماني سنوات ضد طالبان و«القاعدة».

كما تطرح مثل تلك المزاعم التي تحدث عنها باريز مصداقية تلك الانتخابات للمساءلة. وعلى الرغم من أنه من المستحيل التأكد من صدق رواية باريز وغيره من مشايخ القبائل، إلا أنها تبدو صادقة؛ فقد تحدث الرجال الثلاث بالتفصيل ورحب ثلاثتهم بنشر أسمائهم وصورهم.

وكان باريز قد قال قبل عشرة أشهر إنه يعتبر نفسه حليفا لكرزاي. ويذكر أن مجموعة من شيوخ قبائل باريز كانت قد اختارت باريز لكي يكون حاكما لمنطقة شوراباك، المنطقة المهجورة من الرمال والشجيرات الصغيرة على الحدود الجنوبية الغربية من باكستان. وقد صادق حاكم مقاطعة قندهار، تووريالاي ويسا، المعين من قبل الرئيس كرزاي على قرار اختيار باريز.

لكن عندما اقترب يوم الانتخابات، قال باريز وغيره من قادة القبيلة إنهم لن يؤيدوا كرزاي لدورة انتخابية ثانية. والسبب هو أن حكومة كرزاي لم تحسن العمل؛ فيقول باريز: «لا توجد عيادات أو مدارس أو طرق أو سدود مائية- لا شيء على الإطلاق، وبالتالي فقد قررنا مساندة شخص يعمل على توحيد البلد». وقد اختار قادة قبيلة باريز عبد الله وزير الخارجية السابق.

* خدمة «نيويورك تايمز»