تقرير: مخزونات الأفيون «قنبلة موقوتة».. رغم تراجع إنتاجه في أفغانستان

إنتاجه تراجع بنسبة 10 بالمائة في عام 2009

TT

حذر المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة انطونيو ماريا كوستا أمس من أن تضخم مخزونات الأفيون بشكل كثيف في أفغانستان يشكل «قنبلة موقوتة» كامنة تهدد البشرية. ودق كوستا ناقوس الخطر بقوله في بيان نشر في فيينا وكابل إن فوائض الأفيون التي تراكمت سرا على مر السنين تمثل «على الأرجح أكثر من 10 آلاف طن، أي ما يوازي سنتين من الاستهلاك العالمي للهيروين أو ثلاث سنوات من الاستخدام الطبي للمورفين».

وأضاف كوستا «اين هو هذا الأفيون، ومن يخفيه ولماذا؟ إن على أجهزة الاستخبارات أن تنزع فتيل القنبلة الموقوتة لمخزونات الأفيون قبل أن تتسبب الأخيرة بسيناريوهات مأسوية». ذكر مسؤولون أفغان وآخرون تابعون للأمم المتحدة أمس أن إنتاج الأفيون تراجع بنسبة عشرة بالمائة بينما تراجعت المساحة التي يزرع فيها الأفيون في أفغانستان بنسبة 22 بالمائة في عام 2009 فيما تراجعت أسعاره إلى أدنى مستوى لها منذ عقد من الزمن. غير أن أفغانستان التي تمزقها الحروب والتي ما زالت أكبر مورد في العالم للمخدرات تنتج 6900 طن من الأفيون الذي يستخرج منه الهيروين.

وذكر تقرير للأمم المتحدة أمس أن إنتاج الأفيون تراجع بنسبة عشرة بالمائة بينما تراجعت المساحة التي يزرع فيها الأفيون في أفغانستان بنسبة 22 بالمائة في عام2009. غير أن أفغانستان التي تمزقها الحروب والتي مازالت أكبر مورد في العالم للمخدرات تنتج 6900 طن من الأفيون الذي يستخرج منه الهيروين.

وقال جنرال خودايداد وزير مكافحة المخدرات في أفغانستان أمام مؤتمر صحافي في كابل «هناك 18 إقليما خلا من الأفيون العام الماضي لكن أصبحت تلك الأقاليم الآن 20 وتراجعت زراعة الأفيون بنسبة 22 بالمائة». وقال انطونيو ماريا كوستا المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أمام نفس المؤتمر الصحافي إن معظم المحاصيل ما زالت تتركز في أربعة أقاليم جنوبية حيث تنشط طالبان. وجاء في تقرير صادر عن المكتب أمس «الطلب العالمي على الأفيون ما زال مستقرا (حوالي خمسة آلاف طن سنويا) وهو أقل آلاف الأطنان عما تنتجه أفغانستان سنويا». وتابع التقرير أن الإنتاج لم يتراجع «بشكل مثير» نظرا لان إنتاج الأفيون هذا العام زاد بنسبة 15 بالمائة لكل هكتار. وشوهد التراجع أيضا في إقليم هلمند جنوب البلاد وهو أكبر الأقاليم التي تنتج الأفيون في البلاد حيث ينشط مقاتلو طالبان. وزرع الإقليم ثلثي إجمالي الإنتاج المحلي العام الماضي.

وجاء في التقرير «هذا العام يأتي أكبر تراجع في إقليم هلمند حيث تراجع الإنتاج بمقدار الثلث من 103590 هكتارا في عام 2008 إلى 69833». وتراجعت زراعة وإنتاج الأفيون منذ عام 2007 وتراجع إنتاج الأفيون بنسبة 6 بالمائة وتراجعت زراعته بنسبة 19 بالمائة في عام 2008. وبالرغم من انخفاض إنتاج الأفيون غير المشروع هذه السنة فان أفغانستان أنتجت، 6900 طن، أي 1900 طن أكثر من الطلب العالمي غير المشروع على الأفيون الذي يبقى بحدود 5000 طن سنويا بحسب مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة. وقال المدير التنفيذي للوكالة أنطونيو ماريا كوستا «في وقت يشهد تشاؤما بشأن الوضع في أفغانستان فإن تلك النتائج تمثل أنباء طيبة وتظهر أن التقدم ممكن». وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى خلو نحو ثلثي الولايات الأفغانية من زراعة شجيرات الأفيون بفضل عمليات مكافحة المخدرات وسياسة تشجيع زراعة البدائل مثل الحبوب. وتوقع التقرير أن تبلغ قيمة الأفيون المنتج في أفغانستان 438 مليون دولار أميركي وهو مبلغ يعادل نسبة 4% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد مقابل 7% خلال العام الماضي.

وطالب كوستا في بيان له بمنح مزيد من المساعدات للفلاحين ليتخلوا عن زراعة الأفيون مع زيادة الدعم والتطوير للقطاع الزراعي هناك مثلما يحدث على النطاق العسكري. وحذر كوستا من استغلال الأموال الناجمة عن زراعة وبيع المخدرات في تمويل الإرهابيين مشيرا إلى أن تعاون المتمردين والجماعات الإجرامية من شأنه تعزيز العلاقات بين مافيا المخدرات وحركة طالبان.

وتوقعت الوكالة لجوء التجار إلى تخزين كميات كبيرة من الأفيون بالنظر إلى تغطية احتياجات العالم منه واستقرار سعره وطالبت في الوقت نفسه ببذل الجهد للقضاء على «قنبلة مخزون الأفيون».