الصحافيتان الأميركيتان: الكوريون اعتقلونا في الصين بعد دخولنا حدودهم «لأقل من دقيقة»

روتا لأول مرة قصة احتجازهما 140 يوماً في كوريا الشمالية.. ولم تستبعدا تعرضهما لفخ

TT

أكدت الصحافيتان الأميركيتان اللتان احتجزتا لفترة في كوريا الشمالية بسبب دخولهما بشكل غير شرعي أنهما لم تجتازا الحدود إلا «لأقل من دقيقة» وانه تم اعتقالهما في الأراضي الصينية. وقالت لورا لينغ ويونا لي اللتان احتجزتا في مارس (آذار) الماضي وحكم عليهما بالسجن 12 عاما مع الأشغال الشاقة قبل الإفراج عنهما في بداية أغسطس (آب) إثر مهمة للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون: «لم نمض أكثر من دقيقة على التراب الكوري الشمالي قبل أن نقفل راجعتين».

وأوضحت الأميركية الكورية لي، 36 عاما، والصينية الأميركية لينغ، 32 عاما، اللتان كانتا تقومان بتحقيق حول الكوريين الشماليين الفارين إلى الصين: «كنا عدنا إلى الأراضي الصينية حين ألقى الجنود (الكوريون الشماليون) القبض علينا». وأكدتا أنهما كانتا «داخل الصين عندما ألقى الجنود (الكوريون الشماليون) القبض علينا». وإذا صحت هذه الرواية، فإن عبور جنود من كوريا الشمالية الحدود قد يسبب مشكلة لبيونغ يانغ التي تعتمد على الصين للحصول على مساعدات لدعم اقتصادها المنهار.

وقدمت الصحافيتان أول سرد لقصتهما، عبر الموقع الالكتروني لمشغلها «كرانت تي في»، وفي مقال مشترك لهما، نشرته صحيفة «لوس انجليس تايمز» أمس. وأقرت الصحافيتان أنهما كانتا من دون قصد على وشك اجتياز الحدود حين كانتا تسيران على نهر تومان الجليدي مقتفيتين اثر دليلهما الصيني الكوري الذي كان يريهما قرية غير بعيدة يشتبه في إيوائها مهاجرين غير شرعيين. وأضافتا «غير أننا كنا نشعر بالتوتر وعدنا أدراجنا بسرعة باتجاه الصين. وفي منتصف الطريق على الجليد سمعنا من يصرخ. فالتفتنا وشاهدنا جنودا كوريين شماليين يركضون باتجاهنا. وبشكل غريزي بدأنا نركض» هاربين.

وقالت الصحافيتان انه تم توقيفهما في الأراضي الصينية واقتيادهما عنوة إلى كوريا الشمالية. وإضافتا: «حاولنا بما أوتينا من قوة التشبث بالنبات وبالأرض وبكل ما من شأنه أن يبقينا في الأراضي الصينية لكننا كنا ضعيفتين في مواجهة تصميم الجنود». وتابعتا «جرونا بعنف على الجليد نحو كوريا الشمالية ورافقونا إلى قاعدة قريبة للجيش حيث تم احتجازنا».

وأشارت الصحافيتان إلى فرضية أن تكونا وقعتا في كمين نصبه الدليل، فقالتا: «حتى اليوم لا نعرف إن كان تم جرنا إلى كمين. لقد تصرف الدليل بشكل غريب» في ذلك اليوم، «غير أننا نحن من اختار اقتفاء أثره ونحن لا نزال ندفع ثمن هذا القرار مع ذكريات سوداء عن فترة احتجازنا».

وخلال فترة احتجازهما التي امتدت 140 يوما، قالت الصحافيتان: «تم عزلنا واستجوابنا مرارا ثم محاكمتنا والحكم علينا». وتمكن الدليل ومصور تلفزيوني تابع للقناة من الفرار. ولم تذكر الصحافيتان تفاصيل التحقيق معهما، لكنهما أوضحتا أنهما في الأيام الأولى من اعتقالهما نقلتا إلى بيونغ يانغ وتركتا لفترة وجيزة مع أغراضهما. وخلال تلك الفترة، قالتا إنهما استغلتا الفرصة وابتلعتا ما كان بحوزتهما من ملاحظات مدونة ودمرتا أشرطة الفيديو، بهدف حماية مصادرهما.

وقالتا إن عائلتيهما وأصدقاءهما في الولايات المتحدة، خلال فترة احتجازهما، «حافظوا على الصمت التام بشأن عملنا، لمدة شهرين، بهدف التخفيف من أثر عملنا في الصين وأيضا من أجل حمايتنا»، لكننا «تفاجأنا بأن شون (شخص ساعدهما عندما وصلتا للمنطقة في البداية) تحدث إلى الصحافيين علنا بعد فترة وجيزة من اعتقالنا».

وكانت الصحافيتان قد توجهتا إلى المنطقة لإعداد تقرير حول حياة الكوريين الشماليين في الصين والذين تعتبرهم بكين مهاجرين اقتصاديين وترحلهم قسرا وينتهي بهم الحال في الغالب في سجون كوريا الشمالية. وقالت الصحافيتان «إن غالبية الكوريين الشماليين الذين تحدثتا إليهم قالوا إنهم فروا بسبب الفقر ونقص الغذاء». واستشهدتا بحالة «فتاة في العشرينات من العمر قالت إنها بلغت أن بإمكانها العثور على عمل في مجال الكومبيوتر في الصين وبعد تهريبها عبر نهر تومان، وجدت نفسها تعمل عبر أجهزة كومبيوتر لكن ليس بنفس الطريقة التي كانت تتوقعها». وتابعتا: «أصبحت الفتاة واحدة من أعداد متزايدة من النساء الكوريات الشماليات اللواتي يجري استخدامهن في مجال الجنس الإنترنتي، بحيث يجري تصويرهن أمام المتصفحين وعلى وصلات الفيديو الانترنتية». وقالت الصحافيتان «إن بعض الفارين ترددوا في الحديث إلينا لكنهم كلهم اتفقوا أن حياتهم في الصين، رغم قساوتها، كانت أفضل مما تركوه في كوريا الشمالية».

وبعد اعتقالهما، استغلت الصحافيتان فترة كانتا فيها وحيدتين وابتلعتا ما لديهما من ملاحظات مدونة ودمرتا أشرطة الفيديو، بهدف حماية مصادرهما، حسبما قالتا.