الهند تشكو «انتهاكات صينية» لأجوائها.. وبوادر توتر بين البلدين

البلدان فشلا في تسوية نزاع حدودي رغم عقدهما 13 اجتماعاً بشأنه

TT

وسط تخمينات إعلامية بأن الصين تخطط لشن اعتداءات ضد الهند، دخلت مروحيتان صينيتان أخيرا أجواء منطقة لاداخ التابعة لجامو وكشمير الهندية. وأسقطت المروحيتان التان شوهدتا على امتداد بحيرة بانغونغ، أغذية معلبة من بينها لحم خنزير مجمد تجاوزت مدة صلاحيته.

وكان الجيش الهندي تلقى خلال الأشهر القليلة الماضية، تقارير من رعاة بقر في مرتفعات هندية عن أحداث مماثلة. شعرت السلطات الهندية باستياء من تلك التحركات، لكنها كانت دائما تقرر عدم التحدث عنها علانية.

وأقر رئيس أركان الجيش الهندي الجنرال ديباك كابور أخيرا أن المروحيتين الصينيتين انتهكتا المجال الجوي الهندي في منطقة لاداخ. وقال: «هناك العديد من الانتهاكات الحدودية من جانب القوات الصينية خلال الأشهر الماضية، ومنها انتهاك مروحيتين وما زلنا نحافظ على أعلى درجة من الاستعداد القتالي». وقد رفع الجيش الهندي من مستوى الحذر والاستعداد إلى أعلى المستويات في منطقة لاداخ على امتداد الحدود مع الصين التي يبلغ طولها 646 كيلومترا، فيما يعرف باسم خط السيطرة الفعلي.

وعزا مسؤول بوزارة الخارجية الهندية حوادث الانتهاكات الحدودية إلى الخلافات في الرؤى حول خط السيطرة. وقال المسؤول لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك اتفاق مشترك حول خط السيطرة الفعلية. طلبنا توضيحاً لكننا لا نزال بانتظار رد من الجانب الصيني». ولا تزال تسوية خط السيطرة عالقة رغم عقد الجانبين 13 اجتماعا حتى الآن.

وبدوره، قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الهندية لـ «الشرق الأوسط» إن الحكومة تراقب بجد الوضع، وكل ما نستطيع قوله الآن هو أن الحادث الأخير ناجم عن «خطأ ملاحي».

أما السفارة الصينية في نيودهلي فرفضت التعليق على الحادث وقالت إنها لا تتوفر على معلومات بشأنه. وذكرت مصادر عسكرية هندية أن دوريات صينية دخلت المنطقة الهندية 27 مرة في شهر أغسطس (آب) الماضي، و21 مرة في شهر يوليو (تموز)، و26 مرة في شهر يونيو (حزيران). وأضافت أن الدوريات الصينية كانت تأخذ معها البنزين والكيروزين المخصص للجنود الهنود الذين يحرسون الحدود. ويذكر أن حربا كانت نشبت بين الهند والصين في عام 1962.

وتأتي الدوريات الصينية مرارا إلى شمال وجنوب بحيرة بانغونغ التي يوجد 45 كيلومترا منها في الجانب الهندي فيما يوجد 90 كيلومترا في الجانب الصيني. وتقول المصادر إن هذه مناطق متنازع عليها بين الجانبين. ورغم أن الهند والصين وقعتا معاهدة للمحافظة على «السلم والهدوء» على امتداد الحدود المتنازع عليها، ووافقتا على الوصول إلى حل سياسي للأزمة، لم يكن هناك تقدم في محادثات بخصوص حدود تبلغ 3500 كيلومتر متنازع عليها. وكانت قد وقعت في السابق مناوشات من جانب الصين تحولت إلى حرب عام 1962 بعد أن قالت الهند إن الصين احتلت 38,000 كيلومتر مربع من منطقة في أكساي تشين.