قيادات سنية لـ«الشرق الأوسط»: لم تعد لنا مرجعية سياسية.. وجبهة التوافق انتهت

العليان: الطائفية دمرت العراق * الدليمي: الكتل غيرت أفكارها * الهايس: الائتلاف كان شيعيا وصار وطنيا

TT

نفى سياسيون عراقيون من العرب السنة أن يكونوا يسعون لتشكيل مرجعية سياسية سنية أو تكتلات تحت عناوين مذهبية، مؤكدين أنهم سيعملون على العمل ضمن تكتلات وطنية «تنبذ الطائفية والمحاصصة السياسية واستغلال الدين أو المذهب لكسب أصوات الناخبين».

جاء ذلك في أحاديث أدلى بها لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف كل من عدنان الدليمي (مؤتمر أهل العراق)، وخلف العليان (مجلس الحوار الوطني)، من عمان حيث يمضيان عطلة البرلمان العراقي، وحميد الهايس (مجلس إنقاذ الأنبار) من الأنبار، أمس.

وفي الوقت الذي أكد فيه العليان أن «جبهة التوافق قد انتهت وتفرط عقدها»، أكد الدليمي أن «الجبهة لا تزال قائمة وقد تنضم إلى تكتل سياسي آخر». وكانت جبهة التوافق العراقية قد تشكلت قبل الانتخابات البرلمانية الماضية، ما يقرب من أربع سنوات، ردا على الائتلاف العراقي الموحد الشيعي ولتكون جبهة سنية مقابل أخرى شيعية، لكن هذا التكتل لم يحظ بتأييد واسع من قبل العرب السنة في العراق، خاصة أهالي كل من الأنبار ونينوى وكركوك ذات الأغلبية السنية، وكان قد انضمت إليها تكتلات وأحزاب سنية بحتة، مثل الحزب الإسلامي الذي كان بزعامة طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية، ومؤتمر أهل العراق بزعامة الدليمي ومجلس الحوار الوطني (العليان) ثم أعلن العليان عن تركه الجبهة أوائل العام الحالي إثر خلافات بين أعضاء الجبهة حول خلافة محمود المشهداني، رئيس مجلس النواب (البرلمان) العراقي الذي أقيل من قبل أغلبية برلمانية، حيث طالب العليان بأن يكون خلفه من تكتله (مجلس الحوار) كون المشهداني كان من ضمن هذا التكتل، وأن هذا المنصب مخصص لهذه الكتلة، بينما فرض الحزب الإسلامي مرشحه إياد السامرائي ليكون رئيسا بعد فوزه في انتخابات برلمانية.

وقال العليان: «أعتقد أن جبهة التوافق قد انتهت وبقيت اسما يحتفظ به الحزب الإسلامي»، مشيرا إلى أن كتلته (مجلس الحوار الوطني) قد شكلت في المفوضية العليا للانتخابات ككيان مستقل للمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة. وتحدث العليان عن طبيعة التحالفات للمشاركة في الانتخابات النيابية القادمة قائلا: «لقد تحاورنا مع عدة كيانات وأحزاب سياسية أفكارهم وطروحاتهم تتناسب مع طروحاتنا وهناك تحالفات ستتم قبل الانتخابات وأخرى بعدها»، مشيرا إلى أن «مجلس الحوار يسعى للتكتل مع أحزاب وتكتلات غير طائفية ووطنية في توجهاتها». وفي رده على سؤال حول التحولات التي تتحدث عنها الأحزاب الطائفية، شيعية وسنية، وأنها ترفع اليوم شعارات وطنية وتنبذ الطائفية، أجاب قائلا: «إن الأحزاب التي تستخدم اسم الدين هي التي كرست الطائفية في العراق، ثم إن أي حزب لا يقول الحقائق كما هي، وحسب المثل العراقي الدارج فإن لا أحد يقول عن (لبنه بأنه حامض)»، في إشارة إلى من يخفي الحقيقة ويجمل ما عنده، «والجميع يتصور بأنه وطني وغيره لا».

وقال العليان إن «الأحزاب الطائفية، الشيعية والسنية هي التي تحكم العراق والتي تسيطر على الأوضاع، وهذا ما قاد البلد إلى ما هو عليه الآن»، مستدركا بقوله: «انظر ماذا حدث بالعراق والعراقيين جراء سياسة هذه الأحزاب، اقتتال طائفي، تهجير، ومزيد من الفوضى. نحن نريد تكوين تحالف لا يفرق بين سني وشيعي أو بين عربي وكردي، أو بين مسلم وغير مسلم، حفاظا على هوية العراق العربية من دون أن نضع خطا أحمر على أية جهة طالما تتفق مع أهدافنا».

من جهته، أكد الدليمي «بقاء الجبهة مثلما هي عليه»، مشيرا إلى أن «جبهة التوافق تضم الحزب الإسلامي ومؤتمر أهل العراق وتجمع المستقبل، ومجلس الحوار برئاسة خلف العليان الذي يقول أحيانا أنه خرج من الجبهة وفي أحيان أخرى نراه مع الجبهة». ونفى الدليمي أن «تكون في العراق مرجعية سياسية سنية، أو أنهم يسعون إلى مثل هذه المرجعية»، رافعا شعار «الوطنية» بقوله: «نحن نريد تشكيل تحالف وطني غير طائفي فيه السنة والشيعة، وسوف نعلن عن هذا التحالف قريبا». وأشار الدليمي، الذي تتهمه بعض الأطراف السياسية بأنه «طائفي ومتشدد في مذهبيته السنية وأنه كان مسؤولا عن أعمال تهجير قام بها مقربون منه في حي الجامعة ببغداد حيث يقع بيته ومقر حزبه»، إلى «إننا نعمل على أن يكون هذا التحالف وطنيا وبعيدا عن الطائفية». وبرر الدليمي سر التغيير في خطابات الأحزاب والكتل التي تأسست على قيم طائفية، مثل جبهة التوافق، قائلا: «لقد حدث تغيير في تفكير الكتل السياسية»، موضحا أن «الكتل والأحزاب السياسية سوف تتحالف مع بعضها بحيث يكون هناك ثلاث أو أربع كتل تذهب إلى الانتخابات بدلا من هذا العدد الكبير الذي نراه اليوم، فالحزب أو الكتلة الصغيرة يجب أن تنضم للكبيرة وتتحالف معها».

أما حميد الهايس (جبهة إنقاذ الأنبار) فقد غرد خارج السرب تماما عندما انضم إلى الائتلاف الوطني العراقي الذي أعلن مؤخرا كبديل للائتلاف العراقي الموحد. وبرر الهايس، وهو سني ينحدر من عشائر الدليم، كبرى عشائر الأنبار، انضمامه إلى الائتلاف الوطني العراقي، قائلا إن «هذا الائتلاف وطني، وهو يختلف عن الائتلاف العراقي الموحد الذي كان شيعيا، وأفكاره وأهدافه تتناسب معنا، وهي نبذ الطائفية والمحاصصة السياسية والحفاظ على هوية العراق وعروبته، وإن الائتلاف الجديد يضم أيضا قيادات شابة مثل التيار الصدري وحزب الفضيلة».

ونفى الهايس أن يكون الائتلاف الجديد قد استخدم اسمه للتأكيد على عدم طائفيته، وقال: «هذا غير صحيح، هم لم يستغلوا اسمي باعتباري سنيا، بل أنا مؤمن بأفكار هذا الائتلاف الذي سيكون وطنيا، والمعروف عنا أننا ومنذ 2006 نعمل ضد الطائفية والمحاصصات السياسية»، منوها بأن «تشكيلة الائتلاف السابقة كانت طائفية (شيعية)، أما اليوم فقد تغيرت أفكار هذا الائتلاف كما تغيرت قياداته».