اليمن: الهدنة تنهار بعد 4 ساعات.. وعشرات القتلى في معارك جديدة بين الجيش والحوثيين

علماء اليمن: ما يجري في صعدة خطر على وحدة الأمة.. ومجلس التعاون الخليجي يؤكد وقوفه مع الرئيس صالح

TT

بعد هدنة معلنة لم تدم غير 4 ساعات، استؤنفت المعارك العنيفة فجر أمس بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في شمال البلاد.

وكانت الحكومة قد أعلنت أمس هدنة استجابة لدعوة هيئات من الأمم المتحدة أكدت أن الوضع الإنساني في منطقة النزاع «مأساوي إلى أبعد الحدود ويتفاقم»، وأن نحو 150 ألف شخص نزحوا من جراء المعارك.

وقال مصدر عسكري يمني في صنعاء إن معارك طاحنة دارت بين الجيش والحوثيين طيلة ليلة أول من أمس، واستمرت حتى فجر أمس «في الملاحيظ وحرف سفيان» في محافظة صعدة، معقل المتمردين في شمال البلاد، ومحافظة عمران. وأضاف المصدر أن «معارك أمس أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في الجانبين».

وقال ناطق باسم اللجنة الأمنية العليا (الحكومية) إن المتمردين «خرقوا الهدنة واستأنفوا أعمال التخريب» في منطقتي الملاحيظ وحرف سفيان، وذلك بعد أقل من أربع ساعات من إعلان تعليق العمليات العسكرية، متوعدا بأنهم سوف يتحملون «عواقب» أعمالهم. وكان قرار الهدنة قد اتخذته اللجنة الأمنية العليا بموافقة الحكومة.

واعتبر نائب وزير الداخلية اليمني صالح حسين الزوعري في تصريح بثه موقع وزارة الدفاع «26 سبتمبر نت» أن «عصابة التمرد في صعدة عناصر خارجة عن النظام والقانون، لا ينفع معها إلا الحسم العسكري». وعلى الصعيد الدبلوماسي، أوفدت دول مجلس التعاون الخليجي إلى صنعاء أمين عام المجلس عبد الرحمن العطية، ليؤكد للرئيس اليمني علي عبد الله صالح تضامن هذه الدول معه. وقال العطية بعد لقائه صالح إن «الاستقرار والأمن في اليمن يشكلان جزءا لا يتجزأ من استقرار وأمن المنطقة»، وحثه في الوقت نفسه على اعتماد «الحوار» لتسوية مشاكل البلاد.

واعتبرت جمعية علماء الدين في اليمن أن «ما يجري في صعدة من قبل عناصر التخريب والتمرد خطر كبير يهدد كيان الأمة ووحدتها وأمنها واستقرارها، لما فيه من ترويع للآمنين، وإثارة للنعرات، وإحياء للعصبية الجاهلية، وعودة للتشرذم والتطرف». وقال بيان صدر عن هذه الجمعية التي تضم علماء الدين في اليمن، عقب اجتماع خصص لبحث الوضع في صعدة على خلفية الحرب التي دارت منذ 11 أغسطس (آب) الماضي: «لا شك أن ما يجري في صعدة هو تمرد مسلح، خرج فيه مجموعة من المتردين بالسلاح على الدولة والشعب، متجاوزين الثوابت الدينية والوطنية والدستورية والقانونية النافذة، ومعززين تمردهم بأفكار غريبة على المجتمع اليمني المسلم تخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة».

وقال البيان: «لقد اتضحت صورة التمرد ومرتكزاتها الفكرية والعقائدية، وترجم ذلك إلى ممارسات عملية، من إعلان للحرب، وقتل للأنفس البريئة من عناصر الجيش والأمن وعامة المواطنين، على الرغم مما قامت به الدولة من محاولات لإقناعهم بالرجوع عن مسالكهم المهلكة للحرث والنسل، فأرسلت اللجان، وعفت عن المساجين، وأوقفت الحرب أكثر من مرة». وأكد العلماء الدينيون تجريم أي تدخل خارجي في شؤون اليمن من أي قوى خارجية، وتجريم أي تعاط معها باعتبار ذلك أمرا محظورا، وحثوا المواطنين على الوقوف صفا واحدا مع القيادة السياسية والجيش للتصدي لهذا التمرد «ومثيري الفتن والكراهية، ودعاة الانفصال والتشطير».