الصيام يُعالج الجلوكوما.. ولا يفيد مرضى العيون المصابين بالسكري

فوائد لرمضان كشف عنها الطب الحديث في علاج كثير من الأمراض

الصيام يفيد في علاج بعض أمراض العيون
TT

على الرغم من الفوائد العظيمة للصيام، التي كشف عنها الطب الحديث في علاج كثير من الأمراض، إلا أن هناك بعض المحاذير ونصائح الأطباء التي يجب أن يلتزم بها المرضى، سواء كان ذلك الالتزام بالصيام أو عدم الالتزام به، تأكيدا لقول الله تعالى:«فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر». وعادة ما يتساءل المصابون بأمراض العيون عن موقفهم من الصيام خلال شهر رمضان، وهل بإمكانهم تأدية ما فرضه لله عليهم من صيام أم ماذا يفعلون إذا ما اشتد عليهم المرض، وما هي فوائد الصيام لمرضى العيون إذا جاز لهم الصيام، وما هي النصائح والإرشادات التي يقدمها الأطباء لهم؟ وحول إمكانية الصيام للذين يعانون من أمراض العيون، يقول الدكتور محسن جابر، أستاذ أمراض العيون، المشرف العلمي على معهد أبحاث العيون في وزارة الصحة المصرية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الشخص المصاب بأمراض في العيون يتراوح موقفه بين ثلاثة احتمالات أثناء الصيام، فهناك أمراض تتحسن بالصيام وأمراض أخرى قد تزداد سوءا، إذا قرر المريض الصيام من دون الاستماع لنصائح الطبيب، وهناك نوع ثالث من أمراض العيون لا تتأثر بالصيام». ويشير الدكتور جابر إلى بعض حالات من المرضى، الذين يمكن أن تتحسن حالتهم الصحية مع الصيام، وهم المرضى الذين يعانون من (الجلوكوما)، التي تؤدي لارتفاع ضغط العين بنسبة ضئيلة، وكذلك الذين يعانون من ارتشاحات شبكية العين، الناتجة عن الإصابة بأمراض السكري، أو الكلى أو ارتفاع ضغط الدم.

وأضاف: «إن الصيام ليس مفيدا لكل حالات مرض العيون، بل هناك حالات ننصح لها بعدم الصيام بصورة مؤقتة أو بصورة دائمة، فبعض الأمراض مثل مرض السكري، ومرض الكلى المزمن، ومرض الكبد الوبائي، وكذلك المرضى المصابين بنزيف الدم، والمرضى الذين يعانون من زيادة في الضغط بالسائل المخي أو المصابين ببعض الأمراض الالتهابية الأخرى، كل هذه الأمراض لها علاقة وطيدة بأمراض العين، فبعضهم لا يجوز له الصوم لبعض من الوقت؛ حتى تتحسن حالته ثم يعاود الصيام مرة أخرى، والبعض منهم يحتاج إلى تناول الأدوية بشكل مستمر، خاصة كبار السن، فلا يجوز لهم الصيام، فمثلا مرض السكر غير المتحكم فيه يؤثر سلبا على النظر، ومن ثم تظهر مضاعفات مرض السكر في العين على صورة أنزفة بسيطة تحت الشبكية، تؤدى إلى تورم العصب البصري، ما يؤدى إلى تليف الجسم الزجاجي والشبكية وما يتبعه من انفصال شبكي مدمر، وبالتالي تتأثر قوة الإبصار بدرجة كبيرة، وهذا النوع من المرضى يحتاجون لتناول أدوية بالفم خلال فترات متقاربة من 4 إلى 6 ساعات، وبالتالي فلا يحق لهم الصيام، كذلك مريض ضغط الدم غير الطبيعي، الذي يؤثر على ضغط العين، خاصة إذا كان يشعر بصداع شديد وكان يتناول أدوية مدرة للبول من الكلى، فإنه في هذه الحالة يجب عليه الامتناع عن الصيام ليتناول السوائل لتعويض الجسم عما فقده من سوائل، والأدوية التي تعمل على تخفيض ضغط الدم، ومن ثم ضغط العين قدر الإمكان، فضلا عن الإصابة ببعض الأمراض العامة التي تعمل على تغيير البروتينات الحيوية (الألبومين) في جسم الإنسان، مثل الأمراض الصدرية وأمراض الكبد والكلى، فهذه الأمراض تعمل على تقليل نسبة البروتينات الحيوية، مما يؤثر تأثيرا مباشرا على القدرة على الإبصار، خاصة عند كبار السن، وبالتالي فيجب على هؤلاء المرضى تناول الأدوية والامتناع عن الصيام بشكل دائم، خاصة إذا كانوا من كبار السن؛ لأن مقاومتهم للأمراض أصبحت ضعيفة وهم بحاجة إلى الاحتفاظ بالبروتينات الحيوية (الألبومين) والسكريات المركبة، وما يسمى بـ(جاما جلوبين) بصورة طبيعة، خاصة أن العنصرين الأخيرين مهمان في تكوين الخلايا ومنها الخلايا البصرية.