نتنياهو يتعهد ببناء مئات الوحدات الاستيطانية قبل أي اتفاق مع واشنطن

لا ينوي التوقيع على اتفاق مكتوب مع إدارة أوباما.. وسيقيم تجاوب الدول العربية مع التطبيع

TT

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببناء 500 وحدة سكنية جديدة في التكتلات الاستيطانية في القدس والضفة الغربية، قبل أي اتفاق مع واشنطن بشأن البناء الاستيطاني، إضافة إلى استكمال البناء في المباني التي هي قيد الإنشاء.

وجاء هذا التعهد في اتصالات هاتفية أجراها نتنياهو مع وزراء حكومته وأعضاء كنيست من حزبه، لحشد التأييد للاتفاق الذي تجري بلورته مع الإدارة الأميركية لتجميد مؤقت للبناء في المستوطنات. واستخدم نتنياهو في محادثاته كلمة «تقليص» وليس «تجميد».

وقال مسؤولون مقربون من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن وزارته ستصادق على خطة نتنياهو ببناء 500 ـ 700 وحدة سكنية في التكتلات الاستيطانية، «آرئيل ومعاليه أدوميم وغوش عتسيون»، ومستوطنات أخرى، قبل بدء التجميد، بينما سيستمر العمل في 2500 وحدة سكنية هي قيد الإنشاء، دون أي علاقة بالتجميد.

وحسب صحيفة «هآرتس»، قال نتنياهو خلال اتصالاته إن إعلان إسرائيل عن «تقليص» نطاق البناء يعني أنها قدمت إسهاماتها، بانتظار «رؤية أي بوادر تطبيع ستوافق عليها الدول العربية». وأبلغ نتنياهو محدثيه بأنه لا ينوي التوقيع على اتفاق مكتوب مع الأميركيين بل سيدلي ببيان باسم الحكومة.

وامتنع نتنياهو عن التطرق إلى قضية البناء في المستوطنات في سياق الكلمة المقتضبة التي ألقاها لدى بدء جلسة مجلس الوزراء أمس، ومن المفترض أنه ترأس في وقت لاحق جلسة مشاورات باشتراك الطاقم الوزاري المصغر الذي يضم 6 من كبار الوزراء.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنه يتضح من التفاهمات الآخذة بالتبلور بين نتنياهو والمبعوث الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل أن سريان تجميد البناء في المستوطنات سيبدأ في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) ـ نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين.

وحسب الاتفاق مع الإدارة الأميركية فإنه سيتم إجراء تقييم كل عدة شهور بشأن التزام الدول العربية بخطوات التطبيع مع إسرائيل، مقابل هذا التعليق المؤقت للبناء الاستيطاني، وتشمل هذه الإجراءات إعادة فتح مكاتب مصالح لعدد من دول الخليج ودول شمال أفريقيا، وإقامة علاقات تجارية مع هذه الدول، وتبادل الرحلات الجوية مع إسرائيل.

ويعتزم نتنياهو الإعلان في خطابه في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي ستبدأ في 23 سبتمبر (أيلول) الجاري، عن «تقليص الاستيطان»، ابتداء من مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وتجنب نتنياهو ذكر القدس في أي حديث عن تجميد الاستيطان، وأكد وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي، رئيس حزب شاس، أن إسرائيل لن تتخلى عن البناء في القدس، وأن البناء سيتواصل، وأن إسرائيل ستبني مئات الوحدات السكنية. ومن شأن إعلان نتنياهو عن «تقليص النشاطات الاستيطانية» أن يفتح الباب لعقد لقاء ثلاثي بينه وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقد يعلن في ختام هذا الاجتماع عن تجديد العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين.

ومن المفترض أن يصل المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل إلى تل أبيب الخميس المقبل، وأبلغ نتنياهو وزراءه بأنه سيحسم في اجتماعه مع ميتشل المدة الزمنية لتجميد الاستيطان، مشيرا إلى أن المدة تتراوح ما بين 6 و9 شهور.