مرض السكّري والصوم: واقع يتطلّب مراقبة طبية وغذائية

المريض في حيرة من أمره بين تلبية واجبه الديني أو الإذعان للطبيب

الصوم قد يفيد بعض المرضى وقد يضر بآخرين
TT

يعيش مريض السكّري في شهر رمضان المبارك في حيرة من أمره بين تلبية واجبه الديني أو الاستجابة لطلب الطبيب والمحافظة قدر الإمكان على سلامة صحّته. ومما لا شكّ فيه أن مرض السّكري من الأمراض المرتبطة بشكل مباشر بطبيعة المأكولات التي يفترض أن تخضع لمراقبة دقيقة والتقيّد بمعايير غذائية وطبية محدّدة كفيلة بالسيطرة إلى حدّ كبير على تفاقمه.

وفي هذا الإطار عقدت مختبرات (sanofi-aventis العلمية مؤتمرا طبيا في بيروت تحت عنوان «الصوم ومرضى السكّري» بحضور أطباء متخصصين في محاولة منهم للإضاءة على هذا الموضوع وتوعية المريض حول كيفية التعايش مع مرضه خلال شهر رمضان المبارك، ولا سيما أولئك الذين يرغبون في الصوم. تركّزت التوصيات التي صدرت عن «اللجنة الاستشارية لرمضان والسكري» حول الحالات التي يجب فيها الامتناع عن الصوم وأهم الخطوات التي على المريض اتباعها إذا قرّر الصوم.

- الصوم والأعراض التي قد تصيب مريض السكري في ما يتعلّق بتأثير الصيام على مريض السكري هناك احتمال هبوط السكر في الدم إذا صام المريض بين 12 أو 14 ساعة في اليوم، وهذا يعتمد على طبيعة الموسم الذي يحلّ فيه رمضان. كذلك قد يصاب المريض بارتفاع معدّل السكر إذا لم يتناول الدواء بشكل منتظم، وقد يؤدي هذا الأمر في بعض الأحيان إلى ما يسمّى الكيتوأسيدوسس «Ketoacedosis» أي الإغماء بسبب ارتفاع السكر أو انخفاضه.

مرضى السكري من النوع الأول: يستحسن الامتناع عن الصيام.

المريض الذي يتناول بين 3 و 4 جرعات في اليوم خاصة إذا كان مصابا بالسكري غير المستقر. (Brittle Diabetes).

- المرضى الذين يستعملون مضخة الأنسولين . Insulin Pump - المرضى الذين يتناولون أكثر من 3 أو 4 جرعات أنسولين في اليوم ويعانون من حالة الـ Ketoacedosis أو الإغماء بسبب ارتفاع السكر أو انخفاضه.

- المرضى الذين يعانون من هبوط مستوى السكري في الدم.«Hypoglycemia» - الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم، والذين لا يجدون من يساعدهم إذا تعرضوا لعارض في الكلى أو القلب أو جلطة.

- الأشخاص الذين يعانون من مشكلات حادة في شرايين القلب والدماغ.

وتكون نسبة الخطر أقلّ للمرضى الذين يتناولون الأنسولين والدواء بطريقة منتظمة، ولم يحصل عندهم هبوط في الدم ولا يتناولون أكثر من جرعتين في اليوم، ومع هذا يفضّل عدم صيامهم.

مرضى السكري من النوع الثاني:

يستحسن عدم صيام المرضى المصابين بمرض السكّري من النوع الثاني الذين يعانون من المشكلات الصحية التالية:

- المصابون بقصور كلوي ومشكلات في الشبكية والجهاز العصبي.

- من يعانون من حالة الـHypoglycemia Unawareness أي الإصابة بهبوط في معدل السكري من دون الشعور بذلك.

- من أصيب بجلطة في القلب أو جلطة دماغية.

- من عانى في فترة قريبة ارتفاعا في معدّل السكري أو من كان معدّل السكري لديه في بداية شهر رمضان يفوق الـ 300 أو من يتناول جرعات متعددة . Multiple Injections ويلعب الطبيب دوراً مهمّا في هذه الحالات، وهو الذي يقع على عاتقه مهمة إرشاد المريض وتقديم النصائح الطبية له، ولا سيما كيفيّة توزيع الوجبات والتخفيف من الحركة البدنية خلال النهار وزيادتها في الليل. ومن الأمور البديهية أيضاً الامتناع عن تناول المأكولات المحظور تناولها أصلاً خارج الصيام كالحلويات.

توصيات حول الأدوية والعلاجات:

- إذا كان العلاج يرتكز على حبة واحدة في اليوم يجب أخذ الحبة عند الإفطار.

- إذا كان العلاج يرتكز على أكثر من حبة في اليوم بجب أخذ الجرعة الكبيرة قبل الإفطار والجرعة الخفيفة عند السحور.

- لمرضى السكري من النوع الثاني يجب تناول «أنسولين» متوسط المفعول عند موعد الإفطار.

توصيات حول أسلوب الحياة:

تنبيهات لتجنّب الإصابة بهبوط في الدم:

- تناول السحور في وقت قريب من الإمساك (الشروق).

- تغيير في كمية الأكل وأنواعه للتكيّف مع الأدوية التي يتناولها المريض.

- عدم القيام بنشاطات بدنية تتطلّب جهدا كبيرا خلال النهار، إلا أنّها ضرورية بعد الإفطار بحوالي الساعة تقريبا وتشجيع ممارسة الرياضة الخفيفة.

- المحافظة على نوعية الأكل نفسها كالسابق.

- أهمية المراقبة الطبية الدورية والمراقبة الذاتية من خلال قياس معدل السكري بعد السحور والإفطار بحوالي ساعة.

أما في ما يتعلّق بالمصابين بداء السكري، فلكي يحافظوا على صحة سليمة ينبغي عليهم اتباع علاجٍ طبيّ صارم واحترامه. وإذا كان بوسع هؤلاء السيطرة على المرض من خلال اتباع حمية غذائية، فعليهم أن يكونوا أكثر دقّة لأنّ غذاءهم في هذه الحالة يستخدم بديلا عن الدواء بهدف تحقيق استقرار في نسبة السكر في الدم.

وتُشبه حمية المصابين بالسكري الغذائية الحمية المتبعة من الأصحاء مع بعض الفروقات المتعلقة بالحصص وبنوعية السكريات المتناولة. إذ ينبغي على هؤلاء السيطرة على كميات السكر الموجودة في الفاكهة والحبوب.

وعلى المصابين بالسكري الإحجام عن تناول الدهون المشبعة لأنها تؤدي إلى مشكلات في القلب وإلى زيادة في ضغط الدم. لذا ينبغي أن يولي المصاب بالسكري اهتماما كبيرا لمؤشّر سكر الدم، وعليه أن يتوخى في حميته الغذائية الحفاظ على مؤشر دم منخفض أو معتدل.

إذا أصرّ مرضى السكّري على الصوم، من الأفضل في تلك الحالة أن يتناولوا وجبتيْن: الإفطار، والسحور التي يجب عدم التخلي عنها، كما ينبغي أن يزيدوا إلى لائحة وجباتهم وجبةً خفيفة بين العاشرة والحادية عشرة. كما ينبغي على هؤلاء تأخير السحور قدر المستطاع.

في السحور، على المصابين بالسكري تناول سكريات معقدة، كالخبز بالقمح الكامل. وإذا أرادوا تناول ملعقة صغيرة من المربى، فليزيدوا إليها قطعةً صغيرة من الجبنة لكي لا يهضمها الجسم بسرعة، وعليهم بتناول فاكهة غنية بالألياف، فمثلا ثلاث حبات من المشمش المجفف أفضل من عصير قمر الدين أو عصير تفاح.

أثناء الإفطار يُفضل أن يعطي المصاب بالسكري الأولوية للشوربة بالخضار والسلطات كالفتوش، وأن يتناول كميات محدودة كثيرا من المقالي والحلويات. كما عليه شرب كميات كبيرة من الماء.

وقد أعطت كارلا حبيب نموذجين عن لوائح طعام لرمضان مُخصّصة للمصابين بالسكري وهما:

إفطار: فتوش، شوربة بالخضار، صيادية أو أرز بالدجاج (100 غرام من السمك أو الدجاج أو حصّة من الأرز)، ورق عنب محشي، وحبتان من الفاكهة.

سحور: حبتا بلح، 30/40 كلغ من الجبنة البيضاء، قطعتا توست من الخبز الكامل، كوب من الحليب قليل الدسم.