تشافيز يعلن اعتراف بلاده باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية

أجرى مباحثات مع ميدفيديف في موسكو حول التعاون العسكري والنفط

TT

أعربت موسكو عن ارتياحها لقرار الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، الذي أعلنه من الكرملين أمس حول اعتراف بلاده باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية. وخص الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، ضيفه بشكر خاص على موقفه من الاعتراف بابخازيا واوسيتيا الجنوبية في الوقت الذي تتعثر فيه جهود موسكو نحو إقناع حلفائها بالاعتراف بالجمهوريتين اللتين أعلنتا عمليا عن استقلالهما عن جورجيا في مطلع تسعينيات القرن الماضي ولم تعترف بهما روسيا سوي في أغسطس (آب) 2008 في أعقاب حرب القوقاز.

ويتوقف مراقبون في موسكو عند مسألة الاعتراف بالجمهوريتين حيث اقتصرت قائمة الدول التي أقدمت على مثل هذه الخطوة على نيكاراغوا التي أعلن زعيمها دانييل اورتيغا اعتراف بلاده بهما دون تأكيد رسمي حتى اليوم رغم مضي ما يقرب من العام على تاريخ الاعتراف. وأشارت مصادر إلى أن برلمان نيكاراغوا لم يطرح الأمر للمناقشة بعد وإن كان اندريه نيستيرينكو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية قال إن دستور نيكاراغوا، وحسب علمه، ينص على أن قرار الرئيس لا يمكن أن يلغيه البرلمان.

وتركزت مباحثات ميدفيديف وتشافيز أمس حول التعاون العسكري والطاقة. وقالت تقارير إن الرئيس الفنزويلي يأمل التأكد من الحصول على شحنات أسلحة روسية. وقالت وكالات الأنباء الروسية إن تشافيز يأمل في شراء دبابات «تي ـ72» و«تي ـ90» ومروحيات وعربات لنقل الجنود وغواصات وأنظمة مضادة للصواريخ. ويفترض أن تحصل فنزويلا بهذا الهدف على قرض من روسيا، إذ إن سياسة الإنفاق التي يتبعها تشافيز والأزمة العالمية حرما فنزويلا من وسائل مالية.

وذكرت صحيفة «كومرسانت» أن موسكو تريد في المقابل الحصول على عدد من عقود استثمار الحقول النفطية في فنزويلا ولا سيما وضع اللمسات الأخيرة على إقامة شركة مشتركة روسية فنزويلية لاستثمار الامتياز جونين ـ6 في بحيرة اورينوكو. وإذا وقع اتفاق مبدئي في هذا الاتجاه بين شركة النفط الفنزويلية والكونسورسيوم النفطي الوطني الذي شكلته خريف 2008 شركات عدة، تأمل روسيا في أن تبدأ الشركة العمل قبل نهاية العام. ويضم الكونسورسيوم النفطي الوطني روسنفت ولوك اويل وغازبروم نفت و«تي ان كي ـ بريتش بتروليوم» وسورغوت ـ نفت ـ غاز.

وبدأ الرئيس الفنزويلي زيارته إلى روسيا مساء أول من أمس بخطاب أمام طلاب شبه فيه الولايات المتحدة بثعبان يبتلع الأمم الصغيرة قبل أن يصف القوة الأميركية بأنها «اكبر إرهابي في العالم». وقال تشافيز في خطاب في جامعة الصداقة بين الشعوب إن «الولايات المتحدة تريد السيطرة على العالم اجمع، لكن إمبراطورية اليانكي في طريقها إلى الفشل». كذلك، أشاد الرئيس الفنزويلي الذي لم يتردد في الغناء أمام الطلاب، بأداء رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والرئيس ديمتري ميدفيديف. وقال «اعتقد بأن بوتين وميدفيديف سيتركان وراءهما إرثا عظيما ليس لروسيا وحدها بل للعالم اجمع».

وكان تشافيز الذي يختتم في موسكو جولة قادته إلى ليبيا والجزائر وسورية وإيران وتركمانستان وبيلاروسيا، وجه لنظيره البيلاروسي الكسندر لوكاتشنكو «تحية من محور الشر» التعبير الذي استخدمه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لتحديد الدول التي يشتبه بأنها تدعم الإرهاب.