بكين تؤكد أنها على الطريق الصحيح لبلوغ معدل نمو أعلى من 8% في 2009

سحب التلوث في سماء هونغ كونغ.. أول دلائل التعافي الاقتصادي في الصين

TT

أكدت الصين الجمعة أنها على الطريق الصحيح لتحقيق الهدف المتمثل بمعدل نمو 8% في عام 2009، وتفادي تدهور الوضع الاجتماعي بعد نشر سلسلة مؤشرات تدل على انعكاسات خطة النهوض المعتمدة.

وبقيت الاستثمارات في المناطق الحضرية قوية (+33%) بين يناير (كانون الثاني) وأغسطس (آب)، لكن الصادرات في الفترة نفسها تدهورت بأكثر من 20%، مما يدل على أهمية النفقات الحكومية لدعم النمو.

وتحسن الإنتاج الصناعي بنسبة 12.3% في أغسطس (آب) وفقا للوتيرة السنوية، بعد 8.10% في يوليو (تموز) و7.0% في الفصل الأول.

وأعلن المتحدث باسم المكتب الوطني للإحصاءات لي هياوشاو أن «المؤشرات بين يناير (كانون الثاني) وأغسطس (آب) تشكل قاعدة جيدة لتحقيق الهدف المتمثل في نمو اقتصادي أعلى من 8% على مجمل العام». واعتبر الخبراء عتبة الـ8 في المائة ضرورية لإيجاد ما يكفي من وظائف وتفادي أي تململ اجتماعي.

وقال «لي» أيضا «إن مشكلة التضخم غير موجودة في الوقت الراهن»، وذلك بعد إعلانه أن مؤشر أسعار الاستهلاك، أبرز معايير التضخم، انخفض بنسبة 1.2% في أغسطس (آب) على مدى عام، للشهر السابع على التوالي.

وإضافة إلى ذلك، شهدت القروض المصرفية قفزة في أغسطس إلى 4.410 مليار يوان، بعد تراجعها في يوليو (تموز)، مما أسهم في زيادة الشكوك لأن الأسواق تخشى قيودا على التسليفات.

واعتبر المحلل في «رويال بنك أوف كندا براين جاكسون» أن «هذا المبلغ الكبير للقروض المصرفية ينسجم مع تأكيدات أطلقها في الأسابيع الأخيرة مسؤولون كبار بأنهم سيتابعون انتهاج سياسة مرنة في مستقبل قريب». إلا أن المتحدث باسم المكتب الوطني للإحصاءات حذر بأن ثالث أكبر اقتصاد في العالم «لا يزال يترتب عليه الكثير من العمل». أما تانغ جيانوي، الاقتصادي في بنك «أوف كوميونيكيشن» ومقره شنغهاي، فيرى أن إحدى المشاكل هي أن «التفاوت بين الاستثمارات والاستهلاك يتفاقم». وأضاف أن «السياسات لا تزال تواجه ضغوطا قوية لتصحيح بنية الاقتصاد».

وفي هونغ كونغ ابتهج خبراء الاقتصاد لمرأى سحب الدخان الكثيفة في سماء المدينة التي يقطنها سبعة ملايين نسمة، والتي تعني تجدد النشاط الصناعي جنوبي الصين.

وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن نحو 80% من ملوثات الهواء تتركز في المستعمرة البريطانية القديمة من مصانع جنوبي الصين التي صارت تعرف باسم «ورشة العالم» التي تقذف بعوادمها في سماء هونغ كونغ.

وقالت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» إن مستويات التلوث كانت قد انخفضت بشكل كبير خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث قللت المصانع ساعات الإنتاج أو توقفت عن العمل بسبب التراجع الاقتصادي. ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين الاقتصاديين البارزين قوله إن مستوى التلوث أصبح «سيئا بشكل مطمئن» مرة ثانية، مع زيادة تلك المصانع ساعات العمل والإنتاج لتغطية الطلب العالمي المتجدد.

وقال مايكل بوكانان، الخبير الاقتصادي في مجموعة «جولدمان ساكس» المالية ومقرها نيويورك، إن مستويات التلوث انخفضت «بشكل كبير» في الربع الأول، لكنها الآن تجاوزت المعدلات مقارنة بالفترة العام الماضي.

وأضاف «لا يمكننا القول إن هذا المعيار هو أدق مقياس للنشاط في مناطق التصدير عبر الحدود.. على الرغم من أنها تشير إلى ظهور بعض الشواهد على حدوث تعاف».

جدير بالذكر أن معدلات تلوث الهواء كانت تزداد سوءا بشكل منتظم في أوائل التسعينات من القرن الماضي في هونغ كونغ تماشيا مع الانتشار السريع للنشاط الصناعي الذي عم جنوب الصين.