القربي لـ«الشرق الاوسط»: نرفض تدويل الأزمة في اليمن والحوثيون لا يريدون فقط دولة في صعدة

وزير الخارجية اليمني: المتمردون يحصلون على دعم خارجي.. والبعض يحاول أن يظهر الأزمة كصراع مذهبي

القربي
TT

ربط وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ما بين وقف العمليات العسكرية اليمنية ضد المتمردين الحوثيين، شمال غربي البلاد، وبين تجاوبهم لمطالب الحكومة الست. وقال إن هذه المجموعات (الحوثيين) خارجة عن القانون، وضد الدستور، وتتمرد على نظام الحكم، مشيرا في حوار مع «الشرق الأوسط» في القاهرة إلى أن العمليات العسكرية والصراعات طالت في صعدة بسبب تدخلات القبائل اليمنية التي كانت تتوسط لإنهاء الصراع، وتسليم الحوثيين للسلاح. كما تحدث القربي حول مستقبل الوضع في اليمن وتأثير هذه الأزمة على الاقتصاد اليمني. وفيما يلي نص الحوار..

* عرضت أكثر من مرة ما يتعرض له اليمن من مواجهات في الجنوب وفي صعدة على اجتماعات وزراء الخارجية العرب، فما هو الجديد في العرض اليمني هذه المرة، وإلى أين وصلت نتائج الحسم مع الحوثيين؟

ـ الهدف من العرض اليمني هو لإطلاع الإخوة وزراء الخارجية العرب على حقائق الأوضاع في اليمن حتى لا تكون لديهم صورة خاطئة نتيجة الإعلام الذي يحاول أن يغلط الحقائق، ووسائل الإعلام للأسف الشديد حاولت أن تظهر وكأن ما يجري في صعدة هو صراع مذهبي، أو كأن المسألة تتلخص في استئصال مجموعة لها معتقد ديني، وتجاهلت سعي الحكومة على مدار عام كامل، حيث أوقفت خلاله كل العمليات، وحاولت عبر وساطات عدة أن تقنع هذه الجماعات بالعودة إلى الحوار وتجنب العنف والقتل والتدمير الذي تعرضت له محافظة صعدة، والحقيقة أن العمل العسكري الذي يدور الآن فرض على الحكومة، لأن أبناء صعدة اعتبروا أن الحكومة لا تمارس حقها الدستوري في حمايتهم وفي وقف هذا التمرد في صعدة، وبالتالي كان لا بد من التوضيح لوزراء الخارجية، وحتى يدركوا أن هذه الجماعات المتمردة لديها إمكانيات ومصادر تمويل، ولا يهمنا من أين تأتي، لأن هذا سيعلن عنه في وقته، لكن الإمكانات المتوافرة لهم دليل واضح أن هناك دعما خارجيا يأتي.

* لكن الرئيس علي عبد الله صالح أعلن أن الدعم المالي والتمويل هو من إيران ومن الصدريين؟

ـ الرئيس أعلن أن هناك مصادر إيرانية غير حكومية من الحوزات ومن الجماعات الشيعية في إيران وربما من خارج إيران أيضا. وأما بالنسبة للصدر فما قاله الرئيس هو أن الصدر أبدى استعداده للتوسط بين الحكومة والحوثيين، واستدل بأن هناك تواصلا بينهم وبين الحوثيين، لأنهم لا يمكن أن يتوسطوا ما لم تكن بينهم علاقة.

* لكن معارك حرب الجبال صعبة، وكما يقول الخبراء، من الصعب أن تحسم الحرب العسكرية معارك كهذه.. فما الموقف وما هو العمل؟

ـ في الحروب السابقة مع الحوثيين لم نحسم المعركة.. كانت دائما تأتي تدخلات من أبناء المنطقة، ومن مشايخ القبائل، بحكم طبيعة اليمن القبلية، وتطلب من الحكومة وقف الحرب وأنهم سيتدخلون ويطلبون من جماعات الحوثيين أن يسلموا أسلحتهم وينهوا الحرب، وأن يعودوا إلى قراهم، وكانت الحكومة تستجيب لهذه المطالب لأنها تنظر إلى هؤلاء، رغم تمردهم، على أنهم يمنيون في المقام الأول، وأن حقن الدماء مسؤولية الدولة، ولكنهم للأسف في كل مرة كانوا ينكثون بوعودهم.

* إضافة إلى الدعم الخارجي.. مَنْ في الداخل يدعم الحوثيين، برأيك؟

ـ كما ذكرت هناك مصادر تمويل من مجموعات شيعية وربما ممن غرر بهم داخل اليمن الذين يعتقدون أن هؤلاء ينتمون إلى مذهبهم، بينما هم انحرفوا عن المذهب الزيدي، وهذا الأمر سوف نعلن عنه أيضا في حينه.

* ـ هل ترى أن الصراع في اليمن ليس مذهبيا فقط، وإنما هو صراع يسعى لتقسيم البلاد.. أم ماذا؟

ـ منطلق الصراع المذهبي، في أدبيات هذه المجموعات، أنهم يقولون إن النظام الحالي الآن لا يتماشى مع معتقداتهم التي تعتبر أن النظام الجمهوري الحالي نظام غير شرعي ولا يتفق مع مذهبهم.

* هل تقصد أن لدى الحوثيين أطماعا في حكم اليمن وليس مجرد إعلان دولة في صعدة؟

ـ نعم هو هذا.

* إذا لم يتم الحسم مع الحوثيين عسكريا هل تساهم لجنة الحوار في ذلك (حل المشكلة)؟

ـ الحوار متوقف حاليا، ونحن نأمل أن تكون العمليات العسكرية رسالة للآخرين وتقنعهم بأن الحكومة جادة هذه المرة، وأنها لن تقبل بالوساطات، وأن عليهم أن يتحاوروا مع الحكومة في إطار النقاط الست التي قدمتها الحكومة إليهم.

* وهي؟

ـ هذه النقاط تشمل نزولهم من المناطق الجبلية والتحصينات، وتسليمهم للأسلحة الثقيلة التي بحوزتهم، وعودتهم إلى قراهم، ووقفهم لقطع الطرق، وإزالة الألغام التي زرعوها في مناطق كثيرة، وإطلاق سراح المختطفين الألمان والبريطاني الذين اختطفوا في منطقتهم قبل عدة أشهر.. وهذه مجمل النقاط التي طرحتها الحكومة.

* ـ هل من المتوقع أن تنتهي العمليات العسكرية مع الحوثيين قريبا؟

ـ نحن لم نسع للحرب التي قلنا مرارا إنها فرضت على الحكومة، وهي حرب ضد أبنائها لا تريدها، وهي استنزاف لاقتصاد اليمن الذي يؤثر على الجميع، بما في ذلك الحوثيون، وكل أبناء اليمن، ولكن عندما لا يستمع المتمرد إلى صوت العقل ويستمر في التخريب والتدمير وإيذاء المواطنين وإعاقة مؤسسات الدولة عن العمل، فإن على الدولة أن تتدخل ولا توجد دولة تقبل بهذا العمل.

* ـ هل ترى أن ظاهرة انتشار السلاح في اليمن قد ساعدت على الاقتتال بين أهل اليمن؟

ـ بالطبع وجود السلاح يساعد على ذلك.

* أنتم ترفضون تدويل وكذلك تعريب القضية في اليمن، ولكن هناك حديثا أميركيا وعربيا وإقليميا حول دعم الاستقرار في اليمن.. كيف ترونه، وألا يعد بداية للتدخل؟

ـ اليمن دولة مهمة إقليميا، واستقرارها مهم للمنطقة، ولكن نحن نرفض بالفعل التدويل والتعريب، وهي قضية داخلية، وكل المواقف لا تعد تدخلا بقدر الحرص على استقرار اليمن ووحدته، وهذا ما عبرت عنه المجموعة العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.

* ما هو الحد الأدنى للتدخل الخارجي في تسوية قضية الحوثيين، وهل تقبلون وساطة تركيا بعد عرضها لهذا الأمر خلال مشاركتها في اجتماعات وزراء الخارجية العرب.. وما هي نوعية الدعم بعيدا عن التدويل والتعريب؟

ـ هو الوقوف مع الحكومة اليمنية في مواجهة هذه العناصر، وأهم أنواع الدعم ألا يتعاملوا مع هذه العناصر المتمردة وكأنها ند للحكومة لأنها خرجت عن القانون والدستور، ويجب أن ينظر إليها في هذا الإطار.