عريقات لـ«الشرق الأوسط» : وقف الاستيطان ليس شرطا بل التزام بموجب خريطة الطريق

قال عشية وصول ميتشل لإسرائيل.. لم نبلغ بأمر اجتماعات ولن نلتقي من أجل اللقاء

TT

يصل جورج ميتشل المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط، إلى تل أبيب في وقت متأخر من اليوم، في جولة للمنطقة هي الخامسة منذ تكليفه بهذه المهمة في يناير (كانون الثاني) الماضي والثانية منذ مطلع أغسطس (آب) الماضي.

وسيلتقي ميتشل يومي الأحد والاثنين بالمسؤولين الإسرائيليين قبل أن ينتقل إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ومسؤولين آخرين في مقدمتهم صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية.

وسيستكمل ميتشل مع الإسرائيليين، حسب عريقات، البحث في موضوع وقف الاستيطان بعد لقاءات واشنطن قبل أسبوعين والتصريحات الإسرائيلية عن وقف مؤقت مشروط في مستوطنات الضفة الغربية وليس القدس المحتلة. كما سيبحث مع الجانب الإسرائيلي التزاماتهم بموجب خريطة الطريق وهي الالتزامات التسعة المعروفة منها السلطة الواحدة والسلاح الشرعي الواحد، وسلطة القانون والديمقراطية وبناء مؤسسات الدولة.

وتأتي هذه الزيارة قبل أسبوعين تقريبا من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي تبدأ أعمالها في 22 سبتمبر (أيلول) الحالي التي يجري الحديث فيها عن سعي الرئيس الأميركي باراك أوباما، الحثيث لعقد قمة إسرائيلية ـ فلسطينية تحت رعايته.

وحسب مصادر فلسطينية فإن أحد أهداف هذه الزيارة هو الترتيب لمثل هذه القمة التي يأمل الأميركيون أن تكون نقطة انطلاق جديدة للمفاوضات المتوقفة منذ عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت.

يذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لم يلتق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ توليه رئاسة الحكومة في إسرائيل في مارس (آذار) الماضي ويربط بين لقائه مع نتنياهو واستئناف المفاوضات وبين وقف النشاط الاستيطاني بالكامل في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

لكن عريقات رئيس دائرة المفاوضات، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجانب الأميركي ولا غيره ابلغنا رسميا بفكرة عقد قمة ثلاثية تجمع أوباما وأبو مازن ونتنياهو في 23 أو 24 سبتمبر (أيلول)، على هامش اجتماعات الجمعية العامة. لذا لن نقبل أو نرفض أمرا غير موجود». وأضاف «إن الحديث في هذه المسألة سابق لأوانه كما انه لن نقبل بلقاءات من أجل اللقاء»، مستطردا القول «إن موقفنا هو أن هناك التزامات تترتب علينا وعلى الإسرائيليين بموجب خطة خريطة الطريق، ولن نقبل بأنصاف حلول. ووقف الاستيطان حتى ما يسمى بالنمو الطبيعي منه، هو التزام بموجب خريطة الطريق وليس شرطا فلسطينيا كما يصوره البعض». وتابع القول «يا أخي إن نتنياهو يرفض حتى الآن استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي».

وكانت صحيفة «هآرتس» قد قالت إن الرئيس أبو مازن ما زال مصرا على رفضه لقاء نتنياهو. ويصر أبو مازن على انه لن يكون هناك لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أو استئناف للمفاوضات حتى يجمد بالكامل النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وحسب «هآرتس» فإن أبو مازن نقل إلى المسؤولين الأميركيين والأوروبيين وكذلك الإسرائيليين، عدم نيته المشاركة في قمة ثلاثية على هامش الجمعية العامة، كما انه ليس لديه الاستعداد للقاء نتنياهو.

وحسب مصادر سياسية في القدس المحتلة فإن الإعلان عن عطاءات لبناء 455 مسكنا في القدس وتأخير الإعلان عن تجميد البناء الاستيطاني، وراء رفض أبو مازن للقمة الثلاثية.

وعبر نتنياهو عن شكوكه إزاء انعقاد مثل هذه القمة خلال لقائه يوم الأربعاء الماضي في القدس مع وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس. وقال نتنياهو «إننا نريد مثل هذه القمة منذ 5 أشهر (تسلمه رئاسة الوزراء) لكن الجانب الفلسطيني هو الذي يضع الشروط.

ورغم ذلك فإن الأميركيين والإسرائيليين يأملون في أن اتفاقا على تجميد مؤقت للاستيطان والإعلان الإسرائيلي عنه، سيقنع أبو مازن بتغيير موقفه.