السعودية: تسهيلات وبرامج لتحويل الشباب من الوظائف إلى الأعمال الحرة

غرفة الرياض لـ«الشرق الأوسط»: العمل على وضع إستراتيجية تؤطر لمرحلة جديدة

تعقد لجان شباب الأعمال في الغرف التجارية عدداً من المؤتمرات بهدف تعريف الشباب والشابات بضرورة العمل التجاري («الشرق الأوسط»)
TT

اتجهت قطاعات حكومية وخاصة في السعودية، إلى تقديم جملة من «التسهيلات» و«البرامج» بهدف ترسيخ مفهوم ثقافة الأعمال التجارية لدى الشباب من الجنسين بالمملكة، من خلال قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتحويل الشباب من الوظائف والبحث عنها إلى الأعمال الحرة.

ويأتي اهتمام تلك الجهات سعياً للمساهمة في تطوير وتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، للارتقاء وتنمية الاقتصاد الوطني، ودفع الشباب إلى تغيير مفهوم الوظيفية والاعتماد على الأعمال الحرة في البلاد، الأمر الذي سيساهم في عملية القضاء على البطالة الموجودة في المملكة.

وفي هذا الشأن سعت الحكومة السعودية خلال الفترة الماضية إلى دعم كل ما من شأنه أن ينمي المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع شباب الأعمال للتوجه لبناء أعمالهم، عبر عدد من الآليات التي طرحتها خلال الفترة الماضية، ومنها دعم بنك التسليف، والموافقة على إنشاء صناديق متعددة كصندوق المئوية وغيرها.

وخلال الفترة الأخيرة نشطت لجان شباب الأعمال في الغرف التجارية السعودية بمختلف المناطق، حيث إنها تعتبر من أكثر اللجان النشطة في الغرف، التي تسعى إلى دراسة الفرص المتاحة أمام الشباب السعودي من الجنسين، لرسم طريق النجاح من خلال التعاون معهم.

وحسب الإحصاءات الأخيرة فإن أكثر من 2.7 مليون شباب وشابة يمارسون الأعمال التجارية الخاصة بهم، ويشكل هؤلاء ما يقارب 07 في المائة من القوة العاملة في المملكة، التي تقدر بنحو 4 ملايين فرد، حسب إحصاءات لجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية في الرياض. وقال فهد الثنيان، رئيس لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض لـ«الشرق الأوسط»، إن اللجنة تسعى إلى دعم الأعمال التجارية للشباب، وحثهم على العمل عبر الفرص التجارية، وعدم التوجه والاعتماد فقط إلى الوظيفة، مما سيساهم في تنمية الاقتصاد الوطني.

مضيفاً أن لجنة شباب الأعمال تعمل على مناقشة العديد من الأمور التي تهم شاب وشابة الأعمال خلال الفترة الماضية، وتسعى إلى الاستماع إلى جميع الأفكار والمعوقات، كما أن اللجنة وقعت أخيراً مع شركة بوز اند كومباني للاستشارات العالمية، التي ستعمل على دراسة إستراتيجية لشباب الأعمال في المملكة، وتدعم العمل المؤسسي لشباب الأعمال خلال الفترة المقبلة.

ولفت الثنيان إلى أن أعضاء اللجنة توصلوا إلى ضرورة العمل على إيجاد إستراتيجية وطنية تؤطر لمرحلة جديدة، وتضع أسساً وقواعد انطلاق حقيقة لمشاريع شباب الأعمال خلال المرحلة المقبلة.

إلى ذلك تعقد غرفة المنطقة الشرقية للتجارة والصناعة ملتقى شباب الأعمال في الخامس من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، يتضمن معرضاً للتجارب الناجحة للمشاريع الصغيرة، التي يديرها الشباب، إلى جانب ورش عمل وعرض لتجارب الشباب في مواقع قيادية في شركات عائلية أو شركات مساهمة.

ويجمع ملتقى ومعرض شباب الأعمال بين عرض الأفكار لقيام مشاريع يحتاجها القطاعان العام والخاص في المنطقة، إضافة إلى عرض للمشاريع الصغيرة والرائدة التي يديرها الشباب والخدمات أو المنتجات التي تقدمها.

ويبلغ عدد المسجلين في مجلس شباب وشابات الأعمال، إحدى إدارات غرفة المنطقة الشرقية، 423 شاباً و40 فتاة، وهم الفئة العمرية التي تتراوح بين 20 و40 سنة.

ويشير بدر بن إبراهيم، وهو صاحب فكرة محل للتجزئة مشارك في الملتقى، إلى أن العمل التجاري يساعده على الاهتمام بشغله أكثر من الوظيفة كونه يعتبر المدخول المادي الأساسي للفرد، وبالتالي فإن الاهتمام يكون مختلفاً بين الجانبين، مشيرا إلى أن الفرصة مواتية في ظل التسهيلات التي تقدمها مختلف الجهات التمويلية، خاصة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة مما يعطي مساحة لتنفيذ مختلف الأفكار.

وأضاف أن المملكة مهيأة لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة، خاصة في ظل جود حرف ومهارات وأفكار كثيرة لدى الشباب السعودي، لافتاً إلى أن تلك الأعمال بحاجة إلى بلورتها إلى واقع حقيقي يعيشه صاحب الفكرة، حتى يرى النجاح عند تحول الحلم إلى حقيقة.

وأكد أن الوقت الحالي يعد من أفضل الأوقات لبدء العمل التجاري الحر، وذلك لوجود جميع مقومات النجاح، في ظل سلامة الاقتصاد السعودي من تداعيات الأزمة العالمية، وبالتالي فإن عملية الانفاق مستمرة مما يساهم في إنجاح المشاريع.