مع صدور الجزء الثاني من «شفرة دافنشي».. دان براون ما زال من أكثر الكتاب نجاحا

تفوق في كتابة الرواية الشعبية.. وكتبه من أكثر الكتب التي يتم الاستغناء عنها

إقبال كبير على شراء رواية دان براون الجديدة «الرمز المفقود» يوم صدورها في لندن (رويترز)
TT

تنتشر كتب المؤلف الأميركي دان براون بشكل واسع في المكتبات في جميع أنحاء العالم، وترجمت معظمها إلى عدة لغات (رواية شفرة دافنشي ترجمت إلى 44 لغة)، نظرا لإقبال الجمهور على شرائها. ولكن دان براون يمثل ظاهرة خاصة، إذ إن كتبه تعتبر من أكثر الكتب توزيعا في العالم، وهي أيضا من أكثر الكتب التي يقوم الناس بالاستغناء عنها سواء بالتبرع بها أو برميها، وفي بريطانيا أظهرت إحصائية أجرتها منظمة «أوكس فام» الخيرية أن أكثر الكتب التي يتبرع بها الناس هي لدان براون، وهو مشهد يراه كل من يقصد متجرا من متاجر «أوكس فام»، إذ سيجد المتسوق حتما عددا لا بأس به من روايات براون، وخصوصا روايته الذائعة الصيت «شفرة دافنشي». الطريف أن دراسة «أوكس فام» أيضا حددت في قائمة أكثر الكتب المباعة لدى متاجرها هي أيضا لدان براون.

وأول من أمس أطلق الكتاب الجديد لبراون «الرمز المفقود»، وهو يعتبر الجزء الثاني لـ«شفرة دافنشي»، وكالمتوقع شهدت المبيعات ارتفاعا واضحا إلى درجة أن سوبر ماركت «تيسكو» باع 19 نسخة في الدقيقة، وباعت متاجر «أسدا» 18 ألف نسخة في نهاية اليوم. المبيعات العالية بالنسبة لبراون متوقعة بشكل كبير، وعلى الرغم من أن بعض النقاد أعربوا عن خيبة أملهم في الرواية الجديدة فإن ذلك لم يمنع القراء من التسابق على شراء الكتاب الجديد الذي سيواجه مصير غيره من روايات براون بأن يصطف على رف كتب في أحد متاجر المنظمات الخيرية أو أن يترك في الفنادق والقطارات، فهو يمثل صنفا جديدا من الكتب، تلك التي يتخلص منها القراء منها بعد الانتهاء من قراءتها.

ويبدو أن ناشر «الرمز المفقود» قرأ السوق مسبقا، إذ قام بطباعة مليون نسخة من الكتاب، وهو أعلى رقم في تاريخ الدار، وقام أيضا باللجوء إلى توزيع الكتاب في صناديق محكمة الإغلاق مرفقة باتفاقية قضائية تقضي بعدم فتحها قبل منتصف الليل، وتقول صحيفة «الإندبندنت» إن الإجراءات كانت من الصرامة بحيث لم يقرأ الكتاب في لندن قبل منتصف الليل سوى أربعة أشخاص فقط، وهو ما يرى البعض أنه قريب من الإجراءات التي اتخذت لبيع آخر أجزاء رواية «هاري بوتر» للكاتبة البريطانية جي كي راولينغ، والذي باع 3.5 مليون نسخة في أسبوعه الأول.

وبالنسبة لرواية «الرمز المفقود» فقد التزم براون بالصيغة التي ميزت أعماله وضمنت لها النجاح، فهو يتبع مغامرة جديدة لبطل أعماله، روبرت لانغدون، عالِم تاريخ الفن والرموز الدينية بجامعة «هارفارد». ولكن المعجبين بأعمال براون يرون أن ما يهم في أعمال الكاتب هو قدرته على تقديم ما يريده قراؤه، وهو ما يفسر مبيعاته العالية حيث وصلت مبيعات كتبه في بريطانيا منذ عام 2003 إلى 63 مليون جنيه إسترليني، وباعت رواية «شفرة دافنشي» وحدها 5.2 مليون نسخة، مقابل 28 مليون جنيه إسترليني. وفي هذا يقول بول باغلي صاحب دار «بيكادور» للنشر لصحيفة «الغارديان»: «الأمر يتعدى الكتب، بل أصبح حول حدث وظاهرة».