حوارات رمضانية ساخنة تحدث حراكا فكريا واسعا

نظمها «لقاء تركي بن طلال بن عبد العزيزالثقافي» في الرياض

احد التجمعات التي يشهدها « لقاء الأمير تركي بن طلال الثقافي» («الشرق الأوسط»)
TT

 اختتمت في الرياض وللعام السابع عشر على التوالي ندوات (لقاء تركي بن طلال بن عبد العزيز الثقافي) التي تعقد في شهر رمضان من كل عام. وشهد ندوات هذا العام مشاركة وحضور مجموعة من العلماء والمفكرين من داخل السعودية وخارجها. وأحدث القضايا التي أثارها ضيوف الندوات والحضور أصداء واسعة في الأوساط الفكرية والثقافية، واعتبر بعض المهتمين بقضايا الحوار والحراك الثقافي في السعودية (لقاء تركي بن طلال بن عبد العزيز الثقافي)، مبادرة ثقافية مميزة اتخذت مكانة مميزة.

اتصفت الندوات الرمضانية في عامها السابع عشر برقي الحوارات والمداخلات، وقد افتتح برنامج الندوات هذا العام باستضافة الدكتور عبد الرحمن اللويحق في الندوة الأولى التي عقدت أمسية الخميس السادس من رمضان، بقاعة الندوات في قصر البستان بمدينة الرياض. وتمخضت الحوارات عن إطلاق الأمير تركي بن طلال مشروع كشف الشبهات التي ينطلق منها الفكر المتطرف والرد عليها من الكتاب والسنة، حيث وجه مساعديه من المفكرين وطلبة العلم الباحثين بالبدء بمشروع رصد وجمع الشبهات والرد عليها من الكتاب والسنة المطهرة، وذلك تمهيداً لتوعية المجتمع وتحصين الشباب من الولوغ في مستنقع رذيلة الفكر المتطرف، وتناولت ندوة اللويحق «المفاهيم والمصطلحات ودورها في الصراع الحضاري». وتمحورت موضوعات الندوة حول أهمية المفاهيم ودورها في المعرفة، وعناية المسلمين بالألفاظ والمصطلحات، واستخدام المفاهيم والمصطلحات في الصراع الحضاري، ومنهج بناء المفاهيم عند علماء المسلمين.

والدكتور عبد الرحمن بن معلا اللويحق، حاصل على الدكتوراه في الثقافة الإسلامية، وهو أستاذ مساعد في جامعة الإمام محمد بن سعود، ومن مؤلفاته: الغلو في الدين في حياة المسلمين المعاصرة، قواعد في التعامل مع العلماء، مدخل في تعريف مصطلح الإرهاب.

وأثارت الندوة الثانية: قضايا فكرية مهمة وحساسة، ولفتت إلى إشكالات تعوق تطبيق السنة النبوية في واقع المسلمين. وطرح (اللقاء) عدداً من الحلول لإخراج السنة من «الشكلية»، وبعثها بمضمونها الحقيقي الذي يعكس كل جوانب الحياة، بعيداً من محاولات فرض الإجماع على الخلافيات. واشتملت الندوة الثانية من (لقاء تركي بن طلال الثقافي) لشهر رمضان الحالي، التي استضافت المحدث والفقيه العراقي الدكتور عبد الله بن يوسف الجديع، وعقدت بقصر البستان في الرياض أمسية الجمعة السابع من رمضان، على 7 محاور لبحث (حقيقة السنة.. شكل أم مضمون). حيث تناول الجديع: مفهوم السنة، وتعرض لنقل السنة وراويتها، ثم تناول العلاقة الوثيقة بين القرآن والسنة، والسنة والسيرة لفهم الإسلام، ودور ذلك في فهم الإسلام، كما استعرض جوانب من الهدي النبوي بين العبادة والحياة، كما أن الشيخ الجديع أسهب في توضيح الأعراف والعادات والتقاليد ومدى علاقتها بالسنة، ودعا محذراً من أن الطقوسية ليست من الإسلام، وأكد أن اتباع السنة هو الطريق إلى الجنة. وقد أضفى الجديع المولود بالبصرة عام 1959م حيوية على الندوة شجعت الحضور على طرح قضايا مهمة أفاض في شرحها وتحليلها بثقة مستمدة من رصيده المعرفي وخبراته، حيث بادر بإنشاء مركز خاص للبحث العلمي في مدينة ليدز في بريطانيا، وهو عضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، ومن مؤلفاته: الأجوبة المرضية في الأسئلة النجدية، إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره على عقد النكاح، إعفاء اللحية (دراسة حديثية فقهية)، الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام. أخوة المسيحيين: وأشار الجديع إلى أن الأمة قد أصابها ما أصاب أتباع الأديان الأخرى من مغالاة في الاعتناء بالشكل في تطبيق السنة، وإعلاء شأن المظهر على المخبر، والبعض لا يعرف من السنة غير الصورة. وأكد أن ذلك لا يحدث التغيير الإيجابي الحقيقي المطلوب لتتخذ الأمة مكانتها وتنهض برسالتها. وأشار إلى أن (الطقوسية) أردت الكنيسة في الغرب حتى أصبحت كلمة RELIGON عبارة منفرة في المجتمعات الغربية، لذلك نصح بعدم استخدام هذه الكلمة للدلالة على الدين الإسلامي لأنها تحدث انعكاسات سلبية مستوحاة من التاريخ. ولفت إلى أن (الأسلمة) لا تعني خلع كلمة (إسلامي) على مظاهر الحياة والمعاملات، مثل الثوب الإسلامي، البنوك الإسلامية،.. الخ، وقال إن هذا التوجه يجعل الواسع ضيقاً ويحمل الإسلام تبعات ما كان ينبغي له أن يتحملها. وتناول المتحدث تقدم المجتمعات الغربية في مضمار صناعة الحياة وتطويرها. مشيراً إلى أخلاقيات محددة سائدة تحرص عليها تلك المجتمعات، وأعرب عن أسفه أن المجتمعات الإسلامية تغفل تلك الأخلاقيات على الرغم أن في ديننا ما يصلح الدنيا والدين. وحذر ضيف (لقاء تركي بن طلال بن عبد العزيز) من النظرة السلبية للحياة التي يشيعها البعض، وتطبيق السنة بهذه النظرة الحالكة «كأنما جاء الدين للانتقام من الناس». وأشار في هذا الصدد إلى من يتعاملون مع الناس كأنما هم بانتظار قيام الساعة، على الرغم من أن الله تعالى حض على العمل الجاد لإعمار الأرض، والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس الذين أفسدوا وكفروا بالله. وأكد الجديع أن أخذ النفس بالرفق هو من مؤكدات السنة المطهرة، وأن أمة الإسلام مبشرة لا منفرة وترحم حتى المذنب. وشدّدت الندوة على أن هدي النبوة هو الإصلاح، ونفع الخلق، والتصالح مع العرف الذي لا يتعارض من الدين. وقال الجديع إن الرسول الكريم أقر ما كان عليه الناس، وقوم ما يكون فيه خلل، وأكد أن التصرفات التي أنكرها الرسول على الناس قليلة، لأنه راعى عرف زمانه وعرف مكانه، كما راعى عرف النفس(الجبلة). وأكد الجديع أن تكفل الله تعالى بحفظ القرآن (الذكر) يشمل السنة (الحكمة)أيضاً. مشيراً إلى اعتناء المسلمين بعلم الحديث، والتخصص في التمييز بين صحيح الحديث وسقيمه، فلا يوجد حديث صحيح عن الرسول يعارض القرآن أو المتفق مع العقل، وفي هذا الصدد عتب الجديع على المتعجلين بنقد الحديث وقال: كما أن هناك متشابها من القرآن، فهناك متشابه في الحديث لا يستطيع التعامل معه غير المتخصصين. وأجاب الجديع عن أسئلة الحضور وعلق على المداخلات. مشيراً إلى ضرورة عدم إثارة قضايا حول موضوعات خلافية تحتمل الرأي والأخذ والرد مثل: القول (الأخوة المسيحيين)، وقال، إن هذه العبارة فيها إنسانية وتأليف للقلوب تجاه الإسلام، كما أن لها أصلاً في الشريعة الإسلامية، وهي لا تدل على إخوة الدين.

وأمن الجديع على مداخلة تركي بن طلال، التي لفت فيها إلى التشويه الذي أدخل في السنة جراء التنافس السياسي في بعض العصور الإسلامية وإقحام أحاديث مسيسة. ومعلقاً على الخلاف بين المفتين، وتباين آراء الدعاة أكد خطورة فرض الأمور الخلافية وما يترتب عليه من تفكيك الأمة وتشتيتها. وأشار المتحدث إلى أنه لا يليق النظر إلى الأمور في إطار المذهبية المحضة أو في إطار ادعاء الإجماع.

تجيير السلفية: واستضاف اللقاء في ندوته الرمضانية الثالثة أمسية السبت 8 رمضان الدكتور عصام الدين أحمد البشير العالم والمفكر الإسلامي، المتخصص في علم الحديث، وكان عنوان ندوته(السلف الصالح مذهب أم منهج)، وتناول المتحدث: مفهوم السلف الصالح ومرجعية أفضليتهم، معنى الصوفية وموقف السلف من اختلاف الآراء، ثم التعرض للتيارات الإسلامية المعاصرة ومنهج السلف الصالح (الصحابة وتابعيهم وتابع تابعيهم). وبعد عرض مستفيض ومداخلات أغنت الفكر والفكرة ومحاور النقاش، خلص المتحدث إلى بيان البون الشاسع بين السلف الصالح وبين من يتبنون الانتماء إلى السلف الصالح، وأوضح أن السلف الصالح منهج متعدد الرؤى متنوع المدارس. ورفض بشدة دعوى البعض بأن السلف الصالح ينتهي عند أحد من الأئمة، وأكد أن السلفية ليست جموداً بل حراك وفتح واسع لباب الاجتهاد. وحذر من سعي البعض إلى حصر السلف الصالح، وقال إن «تمذهب السلف الصالح يضيق الواسع».

جدير بالذكر أن ضيف الندوة الثالثة في (لقاء تركي بن طلال الثقافي) من العلماء المشهود لهم بالجرأة في الطرح، وعرض أفكاره بسلاسة، وعلى الرغم من مواقفه التي يصفها البعض بـ (الثورية) إلا أنه يحظى بقبول عام في مختلف الأوساط الإسلامية، ولا سيما المحافظة. وقد عمل عصام الدين البشير أميناً عاماً للمركز العالمي للوسطية بالكويت، ووزيرا الأوقاف في السودان، وهو صاحب مؤلفات: الاعتدال في الدعوة، خواطر عامة حول العقيدة، العمل الجماعي... مفهومه وواقعه.

وأشار الدكتور البشير إلى ما وصفه بالخطأ الشنيع في ربط الانتماء إلى السلف الصالح بالعيش في قضايا الزمن الماضي، قال، إن بعضاً ممن يتبنون هذه الفكرة المغلوطة لا يستطيع أن يتحدث بشيء عن قضايا معاصرة مهمة مثل العولمة، والحداثة، وما بعد الحداثة. وأكد أن العالم إذا لم يكن متصلاً بالواقع ومتفاعلاً معه فلن يستطيع تقديم اجتهاد يخدم الأمة.

وفي إجاباته عن أسئلة المتداخلين أكد المتحدث وجود علاقة وثيقة بين الاستقرار السياسي وانفتاح الدولة، واستقلالية العلماء، وعلاقتهم المتوازنة مع الحاكم، وبين نهضة الفكر ونمو حركة التجديد، وتداول التحدث والحضور بعضاً من أسباب انكماش منهج السلف الصالح في بعض حقب التاريخ الإسلامي التي شهدت تراجعاً حضارياً، وشاع فيه التقليد، وانقطع العلماء عن الأصل وضاعوا في المتون والهوامش.

وأكد المتحدث أن السبيل إلى مواجهة الفكر العنيف الذي يدعي الاقتداء بالسلف الصالح، وحماية المجتمعات الإسلامية من تداعيات التكفير، ونزع الشرعية من الحكام المسلمين بدعوى جاهلية الأمة، هو اجتماع علماء الأمة لحصر جميع الشهبات التي قد تكون مداخل لتبني الفكر العنيف، والرد على كل شبهة من الكتاب والسنة، ونشر المحصلة على أوسع نطاق. وقال المتحدث، إن الجهود السياسية المبذولة لا تغني عن مثل هذه الخطوة المطلوبة من العلماء. واقترح الاستفادة من تجربة (المراجعات) التي شهدتها أوساط بعض الحركات الإسلامية التي تتبنى العنف في مصر.

وأكد الدكتور البشير أهمية تحديد المصطلحات لتفادي اضطراب النظر العقلي والممارسة العملية، وحدد مرتكزات لمفهوم السلف الصالح، منها صحة النقل وسلامة العقل، التلازم، التركيز على ما ينبني عليه عمل، وقال إنه ليس الجدل والسفسطة، والضابط الرابع هو الجمع بين اتباع الحق ورحمة الخلق. مشيراً إلى أنه ليس من نهج السلف الصالح ادعاء الحقيقة المطلقة أو تمليك العصمة والقداسة لغير الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا في ما كان إجماعاً قطعياً متيقناً. وأكد المتحدث أن السلف في إطار هذا الضابط آمن بفكرة التعددية، ورأوا الخلاف سنة كونية وسنة شرعية.

وأشار المتحدث إلى أن الضابط الخامس لمفهوم السلف الصالح يعد ضابطاً منهجياً مهماً، وهو أنهم عاشوا قضايا عصرهم وتحديات زمانهم وتصدوا لها، وأكد أنه ليس من الانتماء إلى السلف الصالح الاستغراق في استدعاء التاريخ وغض الطرف عن التحديات التي تواجه الأمة.

خلل كامن: وشهدت الندوة الرابعة ضمن ندوات اللقاء حوارات عاصفة، عندما أطلق ضيف الندوة الكاتب والمفكر، عضو مجلس الشورى السعودي، إبراهيم بن عبد الرحمن البليهي أعيرة فلسفية، واستنتاجات عن مسار الحضارات ومآلها، وموقع المسلمين في التدافع الحضاري. وحشد البليهي في ندوته التي جاءت بعنوان (أسباب التخلف وعوامل الازدهار) عدداً من المعطيات حول العلاقة بين الثقافة والتعليم وأيهما يقود الآخر.. وتوصل إلى أن النهضة الفكرية وليس التعليم هو ما يقود الأمم في مدارج التقدم والتغيير الإيجابي. وعزا تدهور أوضاع العالم العربي والإسلامي إلى خلل ذاتي منشؤه فكري.

ورأي أن المظهر البارز في العالم الإسلامي هو التخلف، وإدارة الاختلاف بالعنف والتكفير. وأوضح أن استمرار التدهور سببه أن «التعليم طارئ في مجتمعاتنا وغير مندمج في بيئتنا الذهنية». وأكد أن التعليم إذا لم يكن امتداداً لثقافة بانية وطريقة تفكير مستقل يكون تعليما بلا قيمة، ويكرس التخلف.

وأشار البليهي إلى أن إحداث التغيير يتطلب إشاعة قيم مثل (الريادة والاستجابة)، (التحقق والتأكد)، (الترجيح والمقاربة وقبول الآخر)، لكن هذه القيم الفكرية لم تأخذ موقعها لدى المسلمين، ولذلك زاد التخلف عندنا.

وأوضح البليهي أن إحداث النهضة الفكرية يستلزم مبدأ الإحلال والإبدال (إحلال الحقائق مكان الأوهام)، غير أننا منغلقون ما جعل الناس متماثلين فيما حدث العكس في الحضارة الغربية التي تقوم على الانفتاح والاعتراف بالتنوع.

وأكد البليهي أن هناك فرقاً بين الإسلام والمسلمين، وقد جاء الإسلام بتعاليم رفيعة لكن عند التطبيق لم يضف المسلمون شيئاً للعالم.

تبيان الحقائق: وفي الندوة الخامسة من (لقاء تركي بن طلال الثقافي) لشهر رمضان، تحدث الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء، المستشار بالديوان الملكي عن حكم الصيام وفوائده، غير أن المتداخلين نقلوا بأسئلتهم واستفساراتهم وإيضاحاتهم الندوة إلى الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة جدة مطلع شهر رمضان عندما تعرض سمو الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، إلى محاولة اغتيال غادرة، نفذها أحد المطلوبين الأمنيين الذين منحتهم الدولة الأمان ورحبت بعودتهم إلى الوطن. حيث استنكر الحضور تلك الفعلة الدنيئة الغادرة التي كانت تريد المساس بيد امتدت لإنقاذ من وقع في مستنقع التطرف والغلو.

وأكد الشيخ المنيع والمتداخلون أن تكون معالجة الأوضاع الحالية للشباب المغرر بهم بتبيان الحقائق من خلال جمع الشبهات والرد عليها، ليعود الشباب عن ثقة بأن مواقفهم خاطئة، وضد الدين والوطن.

وفي مداخلة تجاوب معها الحضور وأيدوها، أكد تركي بن طلال أن المستهدف بالأعمال الإجرامية هو وحدة المملكة العربية السعودية، باعتبارها أول دولة إسلامية أنجزت أنجح تجربة للوحدة، وبوصفها الدولة المركز، التي تحتضن أقدس مقدسات المسلمين، وتهتم لقضاياهم وتدعم احتياجاتهم في الميادين السياسية والاقتصادية. وتساءل تركي بن طلال عن مدى خطورة نتائج وصول أولئك الذين يتبنون الأعمال الإجرامية إلى أهدافهم الخبيثة، و (الأثر المغناطيس) الذي سيحدثه النيل من وحدة المملكة. وأشار إلى أن أهم آلية لمواجهة هذا المخطط الإجرامي هي: تحصين الوحدة الوطنية بالاستمرار في طريق تحقيق العدالة وتقبل الآخر، الذي يدعمه ولي الأمر ـ حفظه الله ـ وإعانة القيادة لتطبيق برامجها الإصلاحية النابعة من قيم الدين وروح نظام الحكم.

موازنة الجهاد: لفت الشيخ المنيع إلى أهمية دور البيت في تنشئة الأطفال على الأفكار والمبادئ القويمة، وأكد اضطلاع البيت المسلم بدوره كاملاً يستدعي تفرغ المرأة لمهامها ورسالتها الكبرى، وهو التفرغ للتربية.. وأوضح أن خروج المرأة إلى العمل مع إهمال للبيت وواجباته جعل «المسألة ضائعة» في بيوتنا.. وأوكلت المهام إلى الخادمات.

وفي إجابة عن مداخلة حول ما إذا كان الجهاد المشروع عملاً فردياً، أم عمل جماعي تحت راية وبتخطيط من ولي الأمر. أوضح الشيخ المنيع أنه حتى في حال الانخراط في الجهاد ضد عدو ظاهر فلا بد من الموازنة بين المصلحة التي تتحقق والمضار التي تعود على بلدك، فلا يجوز الركون إلى مصلحة بسيطة في مقابل حدوث أضرار كبيرة.

جدير بالذكر أن برنامج الندوات الرمضانية في (لقاء تركي بن طلال بن عبد العزيز الثقافي)، شكل رصيداً كبيرة عبر 17 عاماً من الاستمرارية واستقطاب اهتمام دوائر الفكر والثقافة، وينطلق من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح الجامع: (ما اجتمع قوم على ذكرٍ فتفرقوا عنه إلا قيل لهم قوموا مغفوراً لكم)، وهو بذلك يهدف بصورة أساسية إلى تعزيز المشاركة في مجالس الذكر وكسب الأجر بإحياء أمسيات رمضان يطرح فيها الحوار لفهم أمر الله ونهيه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك الرقي بالفكر والخلق والسلوك من خلال الالتقاء بشخصيات إسلامية وثقافية وفكرية يتم اختيارها واستضافتها بعناية، وفق أسس علمية وفكرية دقيقة. ومن أهم أهداف الندوات التشجيع على الدعوة للحوار والمناقشة الجادة للوصول إلى الفائدة في القضايا التي تطرح.