البطريرك صفير يرحب بحكومة وحدة وطنية ويعتبر توزير الراسبين ضد الإرادة الشعبية

تلقى اتصالا من الرئيس اللبناني بمناسبة سفره اليوم إلى روما

TT

رأى أمس البطريرك الماروني اللبناني نصر الله صفير أن «هناك علامة استفهام عن توزير من سقطوا في الانتخابات، لأن توزيرهم سيكون ضد الإرادة الشعبية».

وأمل خلال لقائه أعضاء مجلس نقابة المحررين اللبنانيين «أن لا يؤدي الاختلاف في الرأي إلى الاقتتال، ويجب أن لا نختلف على وحدة لبنان واستقلاله وازدهاره»، متمنيا أن « تتألف الحكومة في الأيام المقبلة وأن لا ينتظر أحد العون من الخارج». وأكد أن «بكركي لا يمكن أن تكون لفريق دون آخر وأبوابها مفتوحة للجميع وترحب بالجميع الذين يزورونها. أما الذين لا يريدون زيارتها فلا تحملهم على ما يكرهونه». ورحب بـ«حكومة وحدة وطنية تضم المعارضة والموالاة إذا توافق الفريقان على ذلك»، مؤكدا أن «الخارج يؤثر مباشرة على اللبنانيين». وكان صفير تلقى اتصالا من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي تمنى له سفرا موفقا إلى روما اليوم الخميس.

وردا على موقف صفير من توزير الراسبين الذي يطاول تحديدا وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، قال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب زياد أسود في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط»: «أعتقد أنه (البطريرك) يتدخل في مسائل أصغر كثيرا من دوره المفترض أن يكون جامعا. فالمسائل السياسية التي تسجل نقطة لدى فريق دون آخر، تجعل بكركي (مقر البطريركية المارونية) تخسر أكثر مما تربح لأنها بذلك تأخذ في الاعتبار مصالح فريق دون آخر». ورأى أن «مواقف غير إيجابية كهذه لا تشجع لتأسيس علاقات جيدة مع بكركي. فاتخاذ موقف ضد توزير الراسبين لا يشكل سوى محاولة لتسجيل نقطة لمصلحة فريق، خصوصا أن الدستور لا يأتي على ذكره. والتمسك بهذا الموضوع يعد خارجا عن المألوف، لأن هذه القاعدة نفسها لم تُحترم في الحكومات السابقة. فأين كان البطريرك حين تم توزير (عضو الكتائب اللبنانية وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال) إيلي ماروني و(وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال) نسيب لحود و(وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال) تمام سلام، وهؤلاء جميعهم رسبوا في الانتخابات السابقة؟ الواقع أن العقدة لا تكمن في جبران باسيل بل في منطق التفكير هذا، لأن باسيل ليس نكرة فقد نال 50 ألف صوت ووراءه حزب يرشحه، لذلك من الأفضل أن يبدأ البطريرك بالتفكير في مصلحة المسيحيين ككل لا في مصالح البعض منهم».

في المقابل، قال نائب «الكتائب اللبنانية» (فريق الأكثرية) فادي الهبر لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة ثمرة الانتخابات (البرلمانية) التي لا تزال نتائجها طازجة، ولا يمكن كسر قرار أهلنا في (قضاء) البترون الذين لم يعطوا باسيل ثقتهم. الواقع أن هذا الفريق فالج فلا تعالج. لقد خسرت الأقلية الانتخابات ويريدون أن يحكموا. لذلك يأتي كلام سيدنا البطريرك في إطار تقويم الأمور وتصحيحها». وأضاف: «نحن ضد توزير الراسبين، وهذا المعيار يجب أن يُحترم في تأليف الحكومة لنتمكن من تأليف حكومة قوية تمهيدا لقيام مجلس وزراء قوي ودولة قوية. وتمسك المعارضة بتوزير من رسبوا ليس إلا تسلطا وليّ ذراع للأكثرية بغية إضعاف رئيسي الجمهورية والوزراء.

إن توزير الراسبين يسبب مشكلة وليس حلا، لذلك يعطي سيدنا البطريرك نصائح وطنية لالتزام قرار الشعب الذي أعطى صوته للأكثرية. ولا ينفع بعد ذلك التسلط الذي تمارسه المعارضة ومحاولات تغيير النظام واستباحته بسبب استماعهم إلى مناخ إقليمي».