السعودية: محلات زينة السيارات تُعيد تنظيم هوايات لاستثمارها تجارياً

بعد أن ابتكرها بعض الشباب لملء أوقات الفراغ والترويح عن النفس

تُعد هواية التطعيس إحدى الفعاليات التي يحرص عليها الشباب، لا سيما في منطقة القصيم، وأدى ذلك إلى تنظيم مهرجانات لهذا الغرض (تصوير: ثامر الناصر)
TT

فتحت هوايات للشباب السعودي الباب على مصراعيه، أمام أصحاب محلات زينة السيارات، الذين سارعوا بتبني تلك الهوايات والاستفادة من كثرة إقبال الشباب عليها، بتولي مهمة تسويقها وعملية تنظيمها، لتحقيق عوائد ربحية، إضافة للأثر الدعائي الذي يعود على المحل نفسه، الأمر الذي يضمن جذب أكبر عدد من الزبائن.

وتعد هواية التعليقات ونصب السيارات، التي أخذت مساحة كبيرة من حياة الشباب السعودي، خصوصاً في منطقة القصيم، التي ابتكر شبابها هذه الهواية، إحدى وسائل الجذب لهم في أماكن التجمعات العامة التي تعتبر المزار اليومي للشاب في وقت الفراغ، ما جعل أصحاب محلات زينة السيارات يفكرون بطريقة استثمارية لتطوير عملية عرض ونصب السيارات من خلال تنظيمها ودعمها. التقليعات الشبابية المتنوعة بين شباب بريدة أو ما تسمى بنصب أو عرض السيارات بطرق مختلفة، يعمد إليها العديد من الشباب في أماكن التجمعات؛ بهدف قضاء وقت الفراغ من خلال طرق جديدة وغريبة من نوعها، تخلق بعض التحديات بينهم والإثارة من خلال التمايز فيما يضعونه من إكسسوارات تجميلية على السيارات. وتقوم هذه الهواية الأشهر في منطقة القصيم عند أواسط الشباب على عرض عدد من السيارات المتشابهة في مكان واحد، وبطريقة جميلة ومنظمة، لكي تكون ذات منظر جاذب للناس، حيث يقوم الشباب بإيقاف سياراتهم في الشوارع المشهورة. ويعمدون في جذبهم للناس طرقا مختلفة، كأن يشعلوا النور الخافت للسيارة وإيقافها والذهاب مع الأصحاب وتركها، بينما يقوم البعض بغسيل السيارة وتلميعها وعمل التعديلات الفنية عليها؛ لتصبح بمظهر جميل، ومن ثم نصبها في المكان المخصص.

وتكثر هذه التقليعة بين أصحاب سيارات «الجيب الربع» و«الهايلوكسات» «تويوتا بيك آب»، التي توجد بكثرة في بريدة، وتحظى بشعبية كبيرة بين قطاع الشباب، ويحرص الشباب على هذه الهواية في أوقات الإجازات، خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يكون هناك وقت فراغ كبير لدى الشباب من بعد صلاة التراويح وحتى صلاة الفجر، وأحيانا لما بعد الفجر بقليل. وقام بعض أصحاب محلات زينة السيارات برعاية مثل تلك التقليعات الشبابية من خلال دعوة الشباب لتسجيل أسمائهم لدى المحل، وعندما يكتمل لديهم عدد معين من الشباب وبنفس نوعية السيارات يتم تحديد مكان مخصص للعرض في يوم معين، بهدف استثمار هذه الهواية من خلال تسويقها وجذب انتباه الشباب لاسم المحل المنظم، إضافة لطرق تجارية أخرى، تتمثل في تصوير العروض وبيع صورها للشباب في محلات الزينة.

عبد العزيز الدبيب، وهو أحد هواة نصب السيارات، قال إن هذه الهواية تعتبر نوعا من التحدي والتسابق بين الشباب لعرض السيارة، مضيفاً أنها متعبة، حيث تتطلب جهداً كبيراً لكي تخرج السيارة بمنظر مناسب لعرضها أمام الشباب.

وزاد، أن أكثر ما يزعج الشباب خلال ممارستهم للتعليقة، هم رجال المرور، حيث يعدونها مخالفة لأنظمة المرور، ويتم بناء عليها تحرير المخالفات، رغم أنها «على حد قوله» لا تضر بالمارة ولا تضايق المواطنين ولا تزعج السلطات، كما أن الشباب ملتزمون بعدم المخالفة من حيث مظهر السيارة الخارجي، الذي يتوافق مع نظام المرور. ودعا المسؤولين إلى وضع أماكن خاصة بالشباب لممارسة هوايتهم المفضلة، على طراز صيف مهرجان بريدة الترويحي الماضي، حينما تم عمل مسابقة بهذا الخصوص لأجمل سيارة يتم نصبها في مكان خصص لعمل المسابقة، ولاقت مشاركة عدد كبير من الشباب فيها، التي يتمنى تكرارها في الأيام المقبلة. من جهته، ذكر مصدر مسؤول في إدارة مرور القصيم لـ«الشرق الأوسط» ـ طلب عدم ذكر اسمه ـ، أن هذه الظاهرة لا تعد كونها متعة بين الشباب، ولا يرى فيها أي مخالفة نظامية لنظام المرور ولا تؤثر على المواطنين، مطالباً بإتاحة الفرصة للشباب للتنفيس عما يريدونه من خلال مثل هذه الهوايات، بالطرق السليمة، ومن دون المضايقات لهم.

وقال إنه إذا تم التضييق على الشباب ومخالفتهم دون وجه حق، فسيتجه حتما لعمل المخالفات، خاصة في ظل عدم توفر أماكن ترفيه للشباب بشكل كافٍ، مما يضطرهم لمثل تلك الظاهرة، وذكر المصدر أن المخالفة الصريحة فيها هي الوقوف بالمنعطفات وبالطرق الضيقة، أما في الشوارع العامة فلا يتوجب فيها مخالفة. وأوضح أن الإدارة العامة للمرور في السعودية تقوم حاليا بدراسة مثل تلك الظاهرة بين الشباب لوضع أسس وخطط لها، بعد أن شهدت تكاثر بين الشباب في كل المناطق بالآونة الأخيرة، حيث تم إعداد تقرير خاص من قبل مرور القصيم، وسيتم عرضه على الإدارة العامة بالرياض لدراستها من كافة النواحي. إلى ذلك، فلا تقل هذه الهواية شأناً لدى الشباب السعودي أمام هواية أخرى هي التطعيس، حيث يتجمع العديد من هواة هذه الرياضة من الشباب وكبار السن للقيام بالتحديات فيما بينهم، وسط استعراض يتخلله لافتات تحمل على السيارات أو بجانب تلك التجمعات للتعبير عن بعض القضايا الاجتماعية.