بينما اعتبر ناجح إبراهيم مُنَظّر الجماعة الإسلامية حرب أكتوبر الرافد الحقيقي للصحوة الإسلامية في مصر، فإنه صب جام هجومه على الإسلاميين لأنهم أضاعوا الدروس التي أنتجتها الحرب، وانقلبوا على الرئيس الراحل أنور السادات لخلل في العقيدة أو تقليدا لليساريين، كما أقر بأن السلبيات التي شهدتها مرحلة ما بعد الحرب كانتشار الرشوة والفساد، وأباطرة الانفتاح، وتعطل التنمية، نتجت عن خلل مجتمعي أكثر منه سياسيا.
وقال إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» إن «الإسلاميين قدروا الموقف وقتها تقديرا خاطئا وضخموا من سيئات السادات، وغفلوا عن حسناته العظيمة الممثلة في نصر أكتوبر والإفراج عن المعتقلين وإتاحة حرية الدعوة»، لافتا إلى أن «كامب ديفيد كانت هي الخيار الأمثل المتاح بعد الحرب، لكننا كمصريين فشلنا في إدارة فترة السلام، وحملنا كل الأخطاء للسادات».
وكان منظر الجماعة الإسلامية قد نشر مقالا له على موقع الجماعة الإسلامية قال فيه إن «نصر السادس من أكتوبر يعد في نظري من أهم روافد الإسلام والدين وإحياء الموات في الشعب المصري من جديد.. وهو الذي ضخ في شرايين مصر من جديد روح العزيمة وحب الشهادة في سبيل الله».. لافتا إلى أن «الأجواء الإيمانية التي صنعها النصر لا يستطيع مليون خطيب أو داعية أو واعظ أو مرب أن يصنعها في ظرف غير هذا الظرف وفي جو غير هذه الأجواء». مضيفا: «أشد ما أستغربه حتى اليوم هو تقليد بعض الإسلاميين لبعض اليساريين غير المنصفين الذين دفعتهم كراهيتهم العمياء للسادات للقول بأن حرب أكتوبر هي تمثيلية بين السادات وإسرائيل لتحريك الموقف السياسي المتجمد بينهما، وهذا والله لا يقول به عاقل أو منصف أو عنده ذرة من علم التاريخ، والذي يقول ذلك لم يقرأ أو يعرف عن حرب أكتوبر شيئا». ودافع إبراهيم عن السادات في اتهام الإسلاميين له بأنه تخلى عن فلسطين، مستطردا: «لو درسوا خطة حرب أكتوبر الأساسية لعلموا أنه لم يكن من خطتها تحرير سيناء كلها أو تحرير فلسطين.. حيث إن قدرات الجيش المصري خاصة الطيران والدفاع الجوي كانت أضعف من هذه الأمنيات الطموحة.. لقد وضعت الخطة على الممكن والمتاح وليس على الأحلام والأماني».
وبينما لفت منظر الجماعة إلى أن العمليات التي نفذها بعض الإسلاميين خاصة مجموعة مصطفى شكري في السبعينات مثل قتل الشيخ الذهبي، وتكفير الحاكم والمحكوم، تعبر عن خلل في العقيدة، فإنه نفى أن يكون هذا الخلل امتد للجماعة الإسلامية، مشيرا إلى أنهم عانوا فقط من تقدير خاطئ للموقف، بينما كفر شكري وزملاؤه كل المجتمع، مشددا على أن قتل السادات في عام 1981 «أضاع على الإسلاميين جميعا الفرصة الذهبية لحرية الدعوة إلى الله وتربية الناس على الدين.. وأضاع ثمارا عظيمة من ثمار نصر أكتوبر».