فرنسا تريد طائرات من غير طيار إضافية لقواتها العاملة في أفغانستان

الأرجحية للطائرات الأميركية.. وإسرائيل تتنافس عبر شركتين

TT

على من سيقع خيار رئاسة الأركان الفرنسية لشراء طائرات من غير طيار، ضرورية للغاية لمواكبة القوات الفرنسية العاملة في أفغانستان، بعد أن تعطلت اثنتان من الطائرات الثلاث، التي تملكها، والتي كانت تتخذ من قاعدة باغرام الجوية الأميركية في أفغانستان نقطة انطلاق لعملياتها؟ السؤال مطروح، وقيادة الأركان تدرس بالتعاون مع وزارة الدفاع والهيئة العامة للتسلح والشركات الدفاعية الحلول الممكنة، مع الأخذ بعين الاعتبار للكلفة في زمن الميزانيات الصعبة وشد الأحزمة.

وكشفت مجلة «لوبوان» في عددها الأخير، أن باريس تدرس شراء مجموعة من هذه الطائرات من غير طيار من الولايات المتحدة الأميركية، التي تستخدم في أفغانستان طائرات بريداتور ـ بي، وطائرات ريبير أم ـ كيو، التي تصنعها شركة «جنرال أتوميكس». ويملك الجيش الأميركي نوعا ثالثا يسمى «غلوبال هوك» قادر على التحليق على ارتفاع 20 ألف متر. وتحمل طائرات بريداتور وريبير صواريخ هيل فاير وقنابل ذكية تقاد بأشعة الليزر وكاميرات وأجهزة تحسس، وهي تستخدم على نطاق واسع في أفغانستان، وأحيانا في باكستان «في المناطق القبلية». ويبلغ مجموع ما يملكه الجيش الأميركي وما أوصى عليه أكثر من 300 طائرة.

ترغب باريس في أن تتم الصفقة سريعا، ومن دولة إلى دولة، في حال تغلب الخيار الأميركي، خصوصا أن القيادة الفرنسية تستشعر الحاجة للطائرات البديلة سريعا؛ لمواكبة عمل وانتشار القوة الفرنسية، البالغ عددها حوالي ألفي رجل والعاملة شرق كابل.

وتميل القيادة الفرنسية، على ما يبدو، لهذا الخيار لسببين متلازمين: الكلفة من جهة والجاهزية من جهة أخرى. لكن ثمة متنافسين آخرين: الأول يتشكل من شركة طاليس الفرنسية للإلكترونيات الدفاعية، بالتعاون مع شركة داسو للطيران، التي تصنع طائرة رافال وميراج وطائرات فالكون المدنية، وشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية IAI. وسبق لفرنسا أن أبرمت عقدا اشترت بموجبه ثلاث طائرات من غير طيار من طراز هارفونغ، وهي من صنع الشركة الإسرائيلية. وتعرف الطائرة المذكورة في إسرائيل باسم «هيرون». وتستخدمها القوات الإسرائيلية فوق غزة وجنوب لبنان.

وتعد إسرائيل ثاني مصنع لهذه الطائرات «بعد الولايات المتحدة الأميركية». وبحسب التقديم الرسمي لهذه الطائرة، فإن هيرون يبلغ طولها عشرين مترا ووزنها 1200 كلغ، وهي قادرة على حمل 250 كلغ من المعدات «كاميرات، مجسات، رادرات وأسلحةْْ» وتستطيع التحليق على ارتفاع 10 آلاف متر ولمدة عشرين ساعة. والطائرات الثلاث التي اشترتها فرنسا جهزتها شركة الصناعات الجوية والفضائية الأوروبية «EADS». ويقوم خلاف في الوقت الحاضر بين وزارة الدفاع من جهة والشركة المذكورة مع الشركة الإسرائيلية حول مسؤولية إصلاح إحدى الطائرتين المعطلتين. أما المتنافس الثاني، فهي تحديدا الشركة الأوروبية مع نموذجها تالاريون، الذي تطوره لمصلحة القوات الجوية في فرنسا وإسبانيا وألمانيا. وأحد الحلول المطروحة أمام القيادة الفرنسية هو شراء طائرة أو طائرتين إضافيتين من الطراز الذي تملكه ومع الشركة الأوروبية. لكن الصعوبة تكمن في الكلفة العالية التي تطلبها هاتان الشركتان. وسبق لفرنسا أن دفعت مائة مليون يورو ثمن طائرتين «من أصل ثلاث» مع محطة التحكم عن بعد والأجهزة الفنية التي تحملها. إزاء هذه التعقيدات يبرز «الحل الأميركي» على أنه الأمثل، خصوصا أن شركة جنرال أتوميكس الأميركية عرضت الشراكة على EADS.

غير أن العمل بهذا الخيار يستدعي موافقة الكونغرس الأميركي. وهو بأي حال يرتب على باريس بعض القيود الخاصة باستعمال معدات أميركية. لكن فائدة هذا الخيار أنه سريع التحقيق وأقل كلفة، وهما عاملان هامان بنظر باريس، التي تدفع باتجاه تشجيع الصناعات الجوية الأوروبية على تطوير هذا النوع من الطائرات. ورصدت باريس في برنامج المشتريات الدفاعية ما بين 2009 و2014 مبلغ 300 مليون يورو للطائرات من غير طيار. ولذا فإن الجدل حام بين الداعين لـ«الحل الأميركي» السريع، والآخرين الذين يفضلون «الخيار الفرنسي ـ الأوروبي» الأبعد مدى. وما بين هؤلاء وأولئك، تدعو القيادة الفرنسية العسكرية في أفغانستان إلى الإسراع لإيجاد حلول بديلة لتوفير حماية أقوى للقوة الفرنسية العاملة هناك، فيما تتركز القناعة بأن القوات الفرنسية مرشحة لتبقى فترة طويلة جدا في أفغانستان.