السعودية تعلن عن اسمي منفذي هجوم حمراء جازان

تقلص قائمة الـ85 مطلوبا بعد مقتل الشهري والحربي إلى 78 > خبير يصف محاولتهم بإتباع طريقة مهربي المخدرات

TT

كشفت وزارة الداخلية السعودية أمس، عن اسمي منفذي الهجوم على نقطة أمن الحمراء بمحافظة الدرب التابعة لمنطقة جازان (جنوب البلاد) اللذين تنكرا في زي نسائي. وبينت الوزارة أمس، أن المطلوبين اللذين تم قتلهما هما يوسف محمد مبارك الجبيري الشهري، ورائد عبد الله سالم الظاهري الحربي، وهما سعوديا الجنسية، ومدرجان على قائمة الـ85 التي أعلنتها الوزارة في الثاني من فبراير (شباط) الماضي.

وبحسب معلومات توفرت لـ«الشرق الأوسط» فإن السيارة التي نفذت الهجوم عائدة إلى إحدى مؤسسات تأجير السيارات، وهي نوع شيفروليه «سوبربان» موديل 2009.

من جانبه، قال اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية لـ«الشرق الأوسط»، «إن الموقع المستهدف والتخطيط للعمل الذي كان سيتم تنفيذه ما زال قيد التحقيق».

وأشار اللواء التركي إلى أن تنظيم القاعدة ينشط خارج البلاد، ويتسلل أفراده وينشطون داخل السعودية، بمساندة من المنتمين للفئة الضالة من الداخل أو من آخرين يكونون قد تسللوا من الخارج، لكن في وقت سابق لمساندة أعضاء التنظيم لتنفيذ مخططاتهم. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية «نحن مستعدون لهذا الأمر». وبمقتل الشهري والحربي يتقلص عدد المطلوبين في هذه القائمة إلى 78 مطلوبا، فقد انتحر عبد الله عسيري، أحد المطلوبين على القائمة بعد أن استهدف في هجوم إرهابي فاشل مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، نفذه في 27 من أغسطس (آب) الماضي. فيما تسلم الأمن السعودي المطلوب عبد الله الحربي، في الـ15 من شهر مارس (آذار) الماضي، بينما سلم ثلاثة مطلوبين أنفسهم للأمن السعودي وهم محمد العوفي، الذي أعلن قائدا ميدانيا لـ«القاعدة» في الـ18 من فبراير (شباط) الماضي، وكذلك فهد رقاد سمير الرويلي، في الـ26 من مارس (آذار) الماضي، كما سلم المطلوب فواز حميدي العتيبي نفسه للأمن السعودي في الثاني من سبتمبر (أيلول) الماضي.

وكانت وكالة الأنباء السعودية نقلت أمس تصريحا للمتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودي قال فيه، «إلحاقا لما سبق الإعلان عنه بتاريخ 13 أكتوبر (تشرين الأول) عن قدوم سيارة يستقلها ثلاثة أشخاص إلى نقطة أمن الحمراء على طريق الساحل بمنطقة جازان، وقيام شخصين منهم متنكرين بملابس نسائية بإطلاق النار على رجال الأمن، مما نتج عنه استشهاد الجندي أول عامر أحمد العكاسي، وإصابة رجل أمن آخر ومقتل مطلقي النار والقبض على قائد السيارة». وأضاف «عليه فقد استكملت الجهات المختصة إجراءات التثبت من هوية الجناة، وتبين أنهما كل من يوسف محمد مبارك الجبيري الشهري، سعودي الجنسية، رائد عبد الله سالم الظاهري الحربي، سعودي الجنسية». وأشار المتحدث إلى إن الشهري والحربي من المدرجين على قائمة المطلوبين الـ85 المعلن عنهم بتاريخ 2 فبراير (شباط) من العام الحالي 2009 وقد تم إبلاغ ذويهما وفقا للإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات».

وأضاف المصدر بأن كلا من الجانيين المشار إليهما كان يلف جسمه بحزام ناسف محشو بمادة «آر ـ دي ـ إكس» شديدة الانفجار بزنة نصف كيلو غرام مع صاعقين أوصل بكل صاعق منهما قنبلة يدوية ليمكن تفجير الحزام من أحد جانبيه أو من كليهما كما احتوت العبوة المتفجرة لأحد الحزامين على 296 كرة معدنية (رمان بلي) لاستخدامها كشظايا بهدف إيقاع أكبر عدد من الإصابات لمسافات بعيدة عند التفجير.

وأوضح المتحدث أنمها كانا يوشكان على تفجير نفسيهما بعد أن أصدرا تهديدا بذلك ومبادرتهما بإطلاق النار، إلا أن دقة التعامل مع الموقف وسرعة تصرف رجال الأمن فوت عليهما تنفيذ تهديدهما بما حافظ ـ بعد حفظ الله عز وجل ـ على أرواح الأبرياء من الموجودين في الموقع وعابري الطريق.

وأشار إلى أنه ضبط بحوزتهما أيضا «حشوه متفجرة شديدة الانفجار من نوع «آر دي إكس» بزنة نصف كيلو غرام يخترقها فتيلان صاعقان بشكل طولي مجهزة لاستخدامها كحزام ناسف»، «مكونات تجهيز عبوة ناسفة عبارة عن مادة متفجرة بزنة نصف كيلو غرام من نوع «آر دي إكس» مع فتيل صاعق بطول 4.76 أمتار»، اثنتا عشرة قنبلة يدوية، رشاشان من نوع كلاشينكوف مع اثني عشر مخزنا لهما، أربعة مسدسات، مبلغ مالي قدره 19.5 ألف ريال سعودي وعملات أجنبية. وقال إن التحقيقات الأولية كشفت عن معلومات أشارت إلى أنهما دخلا المملكة تسللا عبر الحدود الجنوبية للقيام بعمل إجرامي كان وشيك الوقوع، وتنسيقهما في ذلك مع عناصر في الداخل قبض حتى الآن على ستة منهم وجميعهم من الجنسية اليمنية.

ووفقا لمعلومات تحصلت عليها «الشرق الأوسط» فإن يوسف الشهري وهو من مواليد سبتمبر عام 1985 يحمل ستة ألقاب (أبو الحارث ـ أبو حكيم الشهري ـ حكيم الأنصاري ـ حكيم التبوكي ـ أبو هلال ـ عزام الطائفي) وكان قد غادر إلى الأردن في 24 سبتمبر (أيلول) من عام 2000 وتم استلامه من معتقل غوانتانامو، في 11 سبتمبر (أيلول) من عام 2007، وكانت آخر المعلومات عنه تسلله إلى اليمن وانضمامه لصفوف تنظيم القاعدة هناك، مصطحبا عبد الإله ابن أخيه، الذي لم يتجاوز عمره ستة عشر عاما. فيما يعرف رائد الحربي المولود في شهر أكتوبر (تشرين الثاني) عام 1988 بـ(أبو عمر الحربي – أبو عسكر)، وأدرج الحربي على قائمة الـ85 لارتباطه بعناصر تنظيم القاعدة وتسلل لليمن، وتخطيطه للعودة إلى السعودية مع مجموعة من عناصر التنظيم لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشاة أمنية، كما كان يسعى إلى تأمين مأوى لتلك الخلية بمنطقة القصيم.

أمام ذلك، اعتبر الدكتور مصطفى العاني، وهو خبير في مركز الخليج للأبحاث، أن لجوء «القاعدة» إلى الأحزمة الناسفة هو توجه لعملية الاغتيال، مستدلا على محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي، ومفيدا أنها مؤشر إلى تحول فكر «القاعدة» إلى الاغتيال لسهولة تنفيذه مقارنه بالعمليات التي تحتاج إلى تخطيط كبير.

وتابع «فالهدف ممكن أن يكون في الشارع أو في احتفال أو في أي مكان عام»، كما توقع أن تلجأ «القاعدة» إلى أهداف عادية أسهل من الشخصيات الأمنية الكبيرة، أو الشخصيات التي تتمتح بحماية شخصية كبيرة». وقال العاني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن «القاعدة» لجأت في تكتيكها الأخير إلى طريقة قديمة كانت تتبعها عند ظهور «القاعدة» في السعودية، وهي اللجوء إلى الزي النسائي لسهولة التخفي فيه أثناء المرور، وذلك لأن نقاط التفتيش تفتقر إلى وجود عناصر نسائية فيها، لذلك تلجأ «القاعدة» إلى التخفي في الزي النسائي عند التنقلات عبر الطرق البرية». وأبان أنها في الحادث الأخير لجأت إلى طريقة تهريب المخدرات، فمهربو المخدرات يضعون احتمالية ضبطهم بنسبة 10 في المائة، بينما يضعون للمرور نسبة 90 في المائة، لذلك اتبع تنظيم القاعدة هذا التكتيك، حيث حمل السيارة بالسلاح، متسائلا لماذا تمر سيارة بكل ما ذكره بيان وزارة الداخلية من الأسلحة بنقطة تفتيش.