مصدر مصري ينفي علمه باجتماع إسرائيلي إيراني في القاهرة لبحث الملف النووي

تقارير إعلامية تحدثت عن «لقاء مباشر» بين موفدين من طهران وتل أبيب على هامش مؤتمر عقد بمصر

TT

نفى مصدر مصري مطلع علم بلاده بأي اجتماعات رسمية عُقدت بين مسؤولين إيرانيين ونظرائهم الإسرائيليين على هامش مؤتمر الهيئة الدولية لمنع الانتشار النووي ونزع السلاح الذي عُقد مؤخرا في القاهرة، وشاركت فيه العديد من دول العالم بالإضافة للجامعة العربية، وخُصص لمناقشة قضية ضبط التسلح النووي واستمر على مدار ثلاثة أيام، نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي وأوائل أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وقال المصدر في تصريح مقتضب لـ«الشرق الأوسط»: «ليس لدينا علم بعقد اجتماع ثنائي بين الإيرانيين والإسرائيليين في القاهرة». وبالتوازي مع النفي الرسمي المصري، قال خبراء مصريون شاركوا في المؤتمر الذي نظمه مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالتنسيق مع الجامعة الأميركية في القاهرة لـ«الشرق الأوسط»: «لا نعلم إذا كان وفدا إيران وإسرائيل المشاركان في المؤتمر عقدا اجتماعا ثنائيا أم لا.. لكنهما كانا موجوديّن في إطار الاجتماعات متعددة الأطراف التي عُقدت في إطار المؤتمر.. كما شاركا في مناسبتين اجتماعيتين عقدَتا على هامش المؤتمر في أماكن خارج موقع الاجتماع». وكانت صحيفة استرالية قد قالت، إنه تم عقد لقاء ثنائي بين الوفدين (الإيراني والإسرائيلي) على هامش المؤتمر الذي عُقِدَ بتمويل من الحكومة الأسترالية بمشاركة اليابان، ويهدف إلى وضع أسس عامة قبل مؤتمر المراجعة الدوري للاتفاقية الدولية المقرر العام المقبل. كما نقلت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي عن مصادر إعلامية وصفتها بأنها «مطلعة» أن هذا المؤتمر أعطى الفرصة وللمرة الأولى لعقد «لقاء مباشر» بين الجانبين (الإسرائيلي والإيراني)، خارج مظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال السفير نبيل فهمي سفير مصر السابق في واشنطن، المدير غير المقيم لمشروع منع انتشار الأسلحة النووية بالشرق الأوسط بمركز جيمس مارتن، والذي شارك في المؤتمر لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع أن أنفي اللقاء الذي تتحدث عنه الصحيفة الأسترالية، بين ممثلي إسرائيل وإيران في المؤتمر.. ولا أستطيع تأكيده، لكن أنفي علمي بعقده».

وأضاف السفير نبيل فهمي «إن الوفدين شاركا في الاجتماعات الرسمية، كما تواجدا بنشاط في كواليس الاجتماعات، وفي المناسبات الاجتماعية التي عُقدت على هامش المؤتمر.. حيث شاركا في حفلي عشاء منفصلين نظمهما كل من سفير استراليا واليابان لدى مصر، في منزليهما بالقاهرة، باعتبار أن وزيري خارجية البلدين يترأسان الهيئة، كما أن أستراليا واليابان تمولان أنشطتها لمنع الانتشار النووي ونزع السلاح».

وقال فهمي معلقا «من الطبيعي أن يشارك الطرفان (إيران وإسرائيل) في أي محفل متعدد الأطراف، وأن يتم تبادل وجهات النظر بينهما كأطراف لا تعترف ببعضها، وسبق أن تعامل الجانب العربي مع إسرائيل بنفس المنطق في اجتماعات متعددة الأطراف». وأشار السفير نبيل فهمي إلى أن النقاش داخل اجتماعات الهيئة كان «حادا» والمناخ العام السائد في الاجتماعات كان غير مهيأ لعقد لقاء ثنائي بينهما. فقد تبادل وفدا البلدين الاتهامات، وكلاهما اتهم الآخر بالخطر على الشرق الأوسط والمنطقة، وحين قال ممثل إسرائيل إن إيران تشكل خطرا على المنطقة، رد عليه ممثل إيران قائلا: «من العبث أن توجه إسرائيل التي ليست عضوا في معاهدة منع الانتشار النووي، اتهامات لإيران.. الدولة العضو في المعاهدة، وتخضع منشآتها لتفتيش ورقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، على حد قول السفير فهمي.