جدل دبلوماسي يؤجل اتخاذ قرار بشأن الانتخابات الأفغانية

كوشنير: كرزاي مستعد لإجراء محادثات مع خصمه > كيري يحذر من إرسال مزيد من القوات قبل حسم النتائج

وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير خلال حديثه إلى الصحافيين في مقر السفارة الفرنسية بالعاصمة كابل أمس (أ. ف. ب)
TT

قال وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، الموجود في أفغانستان لإجراء محادثات مع الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، وخصمه الرئيسي في الانتخابات، إن الجانبين مستعدان للعمل معا لحل الأزمة الانتخابية. وأردف كوشنر قائلا للصحافيين بعد محادثات aمع كرزاي ووزير الخارجية السابق، عبد الله عبد الله: «لقد تحدث كلاهما عن ضرورة العمل معا. وبصدق هذا هو الحد الأدنى الذي يستطيعان فعله». وكان السيناتور الأميركي، جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أول من أمس، قد حذر من إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان قبل أن تحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية الأفغانية. وقال كيري إنه سيكون تصرفا غير مسؤول من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إرسال مزيد من القوات والمضي قدما في تنفيذ إستراتيجية أفغانية جديدة من دون شريك واضح في كابل. ورفض السناتور الديمقراطي في مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» أجريت معه خلال زيارته للعاصمة الأفغانية، الانتقادات التي تصف المداولات التي يجريها أوباما حول مسألة زيادة القوات بالضعف والتردد بسبب استغراقها أسابيع. وقال «اعتقد أن الأمر يتم التطرق إليه بطريقة مسؤولة». وأضاف أن من الأهمية أن تسند إلى الجيش الأميركي مهمة يمكن تحقيقها، وأن يؤيدها الشعب الأميركي. وقد تزايدت الضغوط العالمية أمس على الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، لقبول جولة إعادة محتملة في الانتخابات الأفغانية المتنازع عليها في الوقت الذي أجلت فيه دبلوماسية مكثفة إعلان نتائج رسمية من الانتخابات التي أجريت في أغسطس (آب). ويمثل الجدل الناجم عن الانتخابات التي شابتها مزاعم بحدوث تلاعب كبير، نكسة للولايات المتحدة في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ما إذا كان سيرسل مزيدا من القوات إلى أفغانستان لقتال حركة طالبان. وفي كابل قال دبلوماسيون ومراقبون إن أنصار كرزاي يرفضون قبول نتائج تحقيق للجنة الشكاوى الانتخابية التي تدعمها الأمم المتحدة في التلاعب في الانتخابات وهو عنصر أساسي وراء تأخير إعلان النتيجة. وذكر مسؤول مطلع على المناقشات:«أنهم يبدون مقاومة... من الناحية القانونية يصعب معرفة على أي أساس سيستطيعون رفض أي من النتائج». وبموجب القانون الأفغاني على لجنة الانتخابات المستقلة في أفغانستان قبول نتائج تحقيق لجنة الشكاوى الانتخابية وتعديل عدد الأصوات وإعلان النتيجة النهائية. ومع استمرار الحديث قال مراقبون إن الضغوط تزايدت على كرزاي كي يقبل مواجهة خصمه الأساسي، وزير الخارجية السابق، عبد الله عبد الله في جولة إعادة أو تشكيل حكومة اقتسام سلطة. وفي أولى التصريحات العلنية التي تلمح إلى أن المحادثات تحرز تقدما ولو محدودا قال وزير الخارجية الفرنسي الزائر، برنار كوشنير، إن الجانبين مستعدان للعمل معا». وأوضح الرئيس الأفغاني أنه يفضل عدم خوض جولة إعادة، وأبدى اعتراضه على التحقيقات، ولمح باتهامات بتدخل أجنبي. واتصل مسؤولون عالميون بكرزاي على مدى اليومين الماضيين من بينهم وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون. وزار كابل في مطلع الأسبوع مجموعة من كبار المسؤولين من بينهم جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي وكوشنير. وقال كيري أول من أمس (السبت) إنه يجب على واشنطن ألا تمضي قدما في إستراتيجية أفغانية جديدة تشمل إرسال مزيد من القوات من دون شريك واضح في كابل. وإذا أعلن بطلان أصوات تكفي لتقليص إجمالي عدد الأصوات، التي حصل عليها كرزاي فسيواجه عبد الله في جولة إعادة خلال أسبوعين ما لم تتخذ خطوات قانونية محتملة لإبطال هذا القرار أو اتخاذ عبد الله قرارا بالانسحاب. وأوضحت أرقام مبدئية حصول كرزاي على 6.54 من الأصوات وعبد الله 28 في المائة. وعلى الرغم من اتهام عبد الله معسكر كرزاي بالتلاعب ودعوته لإجراء جولة إعادة، فقد لمح إلى أنه قد يكون مستعدا لإجراء مباحثات بعد إعلان نتيجة الجولة الأولى. وتمثل الانتخابات عنصرا حيويا في خطط الغرب لتحقيق الاستقرار في أفغانستان ومنع توفير أي ملاذ آمن للمتشددين الذين يعتقد أنهم استخدموا أفغانستان كقاعدة لشن هجمات في جميع أنحاء العالم، منها هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة. وهناك أكثر من 100 ألف جندي أجنبي في أفغانستان يقاتلون مسلحي طالبان، لكن الزيادة الكبيرة في أعداد القتلى والشكوك المحيطة بحكومة كرزاي تقوض دعم الجهود في الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأخرى المشاركة في العملية.