الاتحاد الأوروبي يناقش معركة العالم ضد تغير المناخ

مسؤول أميركي يحذر من إمكانية فشل مؤتمر كوبنهاغن

TT

يقول الاتحاد الأوروبي إنه يستطيع أن يقود معركة العالم ضد تغير المناخ، وها قد آن الوقت لإثبات ذلك. واعتبارا من يوم غد يلتقي وزراء الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ لإجراء محادثات تستهدف تحديد موقف الكتلة في كل ناحية من نواحي ارتفاع درجة حرارة الكون قبل قمة الأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) في كوبنهاغن. ولا يعتري المسؤولين أي شك في أهمية هذه المحادثات بالنسبة لمصداقية الأمم المتحدة. وقال وزير البيئة السويدي، أندرياس كارلجرين، الذي تتولي بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي في دورته الحالية أول من أمس «ما نعد له يوصف بأنه أسبوع سوبرّ في لوكسمبورج». ومن المقرر أن تحدد محادثات كوبنهاغن كيفية تعامل العالم مع التهديد الذي يمثله تغير المناخ. الاتحاد الأوروبي يريد أخذ المبادرة برسم خطة كاملة لتحرك عالمي، بينما لا تزال قوى مثل الولايات المتحدة والصين، تناقش ماذا يتعين القيام به.

بيد أن على الكتلة أولا أن توافق على كافة التفاصيل بنفسها. واعترفت مصادر الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة أول من أمس بأن الانقسام الشديد لا يزال يسود صفوف الأعضاء حيال القضايا الرئيسية تاركا للوزراء معركة طاحنة في لوكسمبورغ.

ويبدأ وزراء مالية الاتحاد الأوروبي سلسلة الاجتماعات غدا بمناقشة حول كيفية تمويل المعركة ضد تغير المناخ في الدول الفقيرة. وبحسب وثائق داخلية فإن السويد تريد من الوزراء عرض تمويل سريع من قبل الاتحاد الأوروبي لمساعدة الدول الفقيرة على مكافحة تغير المناخ في غضون السنوات الثلاث المقبلة، والموافقة على كيفية اقتسام الفاتورة بينها. ويقول أنصار هذا الاتجاه إن إعلانا من هذا القبيل يمكن أن يضع ضغوطا على دول غنية أخرى كي تفعل الشيء نفسه في كوبنهاغن. بيد أن المقترحات أثارت عاصفة من الخلافات بين الدول الأعضاء التي يدفع بعضها بأنه من المبكر للغاية تقديم تعهد بتمويل الآن، بينما يقول آخرون إنهم لا يستطيعون الدفع للدول النامية، بينما يواجهون أزمة مالية في الداخل. ومن المقرر أن يناقش وزراء البيئة يوم الأربعاء إستراتيجية الاتحاد الأوروبي التفاوضية الكاملة في كوبنهاغن في اجتماع يقول المطلعون إنه قد يستمر حتى وقت متأخر من الليل. وتظهر الوثائق أن السويد تريد من الدول الأعضاء أن تذهب إلى الدنمارك بقائمة من المقترحات المحددة في يدها، ومن بينها حجم الخفض الذي يجريه الاتحاد الأوروبي على انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050 وإلى أي حد يتعين أن يتعامل اتفاق في كوبنهاغن مع قضية خفض الانبعاثات من الطيران المدني والملاحة البحرية. كما يتعين على مقترحات السويد أن تلزم الدول الأعضاء الأخرى بالا تغرق أسواق الانبعاثات الكربونية العالمية بتصاريح الانبعاثات التي تم إصدارها على مدى الـ15 عاما الأخيرة بموجب بروتوكول كيوتو ورفض الدعوات لمناقشة الضرائب الخاصة بالواردات المتصلة بالمناخ في حال فشل محادثات كوبنهاغن. إلى ذلك حذر الممثل الأميركي الخاص حول المناخ من إمكانية فشل المحادثات حول المناخ في كوبنهاغن، خصوصا بسبب عدم تقديم تعهدات كافية من قبل الدول الناشئة الكبرى. وقال تود ستيرن للمحطة الرابعة في التلفزيون البريطاني «تشانيل فور»، على هامش منتدى سياسي دولي في لندن «من الممكن جداً أن لا يتم التوصل إلى اتفاق في كوبنهاغن. إنها مفاوضات صعبة». واعتبر أن المفاوضات الدولية حول المناخ «تقدمت، لكن بوتيرة بطيئة جدا». وأضاف أن الدول الناشئة الكبرى «تأخذ إجراءات مهمة أو أنها على طريق اتخاذ الإجراءات» وهذا الأمر «لم يحدث أبدا من قبل» وهو يشكل «عنصرا ايجابيا جدا». وأوضح «لكن نحن بحاجة إلى أن تأخذ الصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا ودول أخرى هذه الإجراءات وتكثيفها من قبل البعض ثم إدراجها ضمن اتفاق دولي». وسيعقد مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ من 7 إلى 18 ديسمبر (كانون الأول) في كوبنهاغن، وهو يهدف إلى التوصل إلى اتفاق جديد حول تقليص الغازات الدفيئة يحل محل بروتوكول كيوتو الذي ينتهي العمل به في 2013.

وتهدف كل هذه المحادثات للسماح للاتحاد الأوروبي بالمجيء إلى كوبنهاغن بموقف يقول «نحن بالفعل نفعلها: ماذا باستطاعتكم أن تقدموا»، لكنها أثارت معركة سياسية داخلية مريرة، فيما تكافح الدول الأعضاء لحماية الصناعات الوطنية ضد ما يرون أنه تعهدات باهظة الكلفة.

ويقول بعض المطلعين في بروكسل إن النقاش السياسي صار شديدا الآن إلى درجة أنه حتى الوزراء لا يقوون على تناوله، وأن الموضوعات الأشد سخونة يتعين عليها الانتظار حتى القمة القادمة للاتحاد الأوروبي في 29 30 أكتوبر (تشرين الأول).