سكان غزة يلجأون إلى النايلون لتغطية نوافذ منازلهم المدمرة قبل حلول الشتاء

لا يكلف أكثر من مائة شيكل إسرائيلي

TT

رغم تجربتها المريرة معه، لم تجد عائلة غسان أبو سمحة، عشية حلول فصل الشتاء في قطاع غزة، سوى القبول بتغطية نوافذ منزلها المهشمة بالنايلون. ذلك أن نوافذ منزل العائلة الكائن في مخيم المغازي للاجئين (وسط القطاع) تحطمت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، وبالتالي لا مفر من تعرض أفراد العائلة الثمانية للسعات البرد في حال لم يتم تغطية النوافذ بأسرع وقت.

وقال غسان لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس بوسعه إعادة ترميم النوافذ باستخدام الزجاج نظرا لارتفاع سعره ورداءة نوعيته، مشيرا إلى أن إعادة تركيب النوافذ باستخدام الزجاج يكلفه 2500 شيكل (700 دولار)، وهذا مبلغ كبير بالنسبة له، وبالتالي لا يوجد خيار آخر سوى تغطية النوافذ بالنايلون، الذي لا يكلف أكثر من مائة شيكل.

وتبدو العائلة مستاءة من استخدام النايلون في تغطية النوافذ، وذلك بسبب الأصوات التي يحدثها عندما ترتطم به رياح الشتاء العاتية. وقال أحمد، 10سنوات، نجل غسان الأوسط، إنه كان لا ينام خلال الليل بسبب وجود النايلون على نافذتَي غرفته.

وأصبح الإقبال على النايلون لتغطية النوافذ استعدادا للشتاء هاجس الكثير من العائلات في القطاع، ويؤكد ذلك إقبال أصحاب الأسر على شراء النايلون من المحلات التجارية. ولا يقتصر الإقبال على النايلون فقط على الفقراء والمعوزين، بل يتعداه إلى الموظفين الذين يتقاضون رواتب ثابتة.

وقال عامر عبد الرازق، وهو موظف في إحدى المنظمات الأهلية، لـ«الشرق الأوسط»، إنه اضطر إلى شراء النايلون هذا العام رغم أنه بإمكانه شراء الزجاج، نظرا لأنه ليس متأكدا من أن إسرائيل لن تعاود قصف قطاع غزة، وبالتالي التسبب من جديد في تحطيم النوافذ، مع كل ما يترتب عن ذلك من تداعيات.

وفي مناطق التماس، والمناطق التي تعرضت بشكل خاص للقصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، مثل أحياء الشجاعية وبلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، لا يكتفي الناس هناك بتغطية النوافذ بالنايلون، بل يضطرون إلى تغطية الكثير من الثقوب والفوهات التي تركها القصف.

ويحتوي منزل خليل زايد، الذي يقطن حي الشعث شرق مدينة غزة، وهو من مناطق التماس، على فتحات وثقوب ناجمة عن عمليات القصف وإطلاق النار الكثيف التي استهدف المنطقة خلال الحرب. وينوي خليل تغطية المنزل بالكامل بالنايلون، مع كل ما يترتب عليه ذلك من مشكلات قد تنجم عن سوء التهوية.

وقال حافظ العواودة، الذي يعمل كفنّي في مجال تركيب نوافذ الألمنيوم والزجاج، لـ«الشرق الأوسط»، إنه على الرغم من دخول كميات كبيرة من الزجاج عبر الأنفاق فإن أسعارها تظل عالية جدا، الأمر الذي قلص إلى حد كبير عدد زبائنه. وأضاف العواودة أن ارتفاع أسعار الزجاج لا ترجع فقط إلى العدد الكبير للجهات التي تشترك في تجارة الزجاج، بل لأن جزءا كبيرا من الزجاج يتحطم خلال تهريبه عبر الأنفاق، الأمر الذي يشكل عاملا آخر يفسر ارتفاع سعره بشكل خاص.