أعلنت حركة فتح والحكومة الفلسطينية عن غضبهما إزاء إقدام قناة «الجزيرة» القطرية على المساس بقيمة وطنية من خلال «تحريف» النشيد الوطني الفلسطيني. وفوجئ الفلسطينيون أول من أمس ببدء برامج حوار مفتوح على الجزيرة، بالنشيد الوطني الفلسطيني «موطني» وقد تم «تحريفه».
وبدت الصدمة أولا ظاهرة على وجه الدكتور ناصر القدوة، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي كان ضيفا بالبرنامج. ووصف على الهواء ما جرى بأنه تحريف لواحد «من أهم الأناشيد الوطنية التي نفخر بها»، موجها حديثه لمقدم البرنامج، «كنت أود ألا يجد هذا الأمر طريقه إلى قناة الجزيرة».
والنشيد الوطني الفلسطيني الأصلي هو «فدائي فدائي»، ولم يصدر مرسوم بتغييره، لكن منذ وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية سلام مع إسرائيل، اعتمدت إلى حد كبير على نشيد «موطني موطني».
وكانت نسخة هزلية وزعت على «يوتيوب»، تستبدل كلمات موطني، قد بثتها الجزيرة، في مقدمة برنامج يجمع بين القدوة وأسامة حمدان، ممثل حماس في بيروت، أثارت غضب السلطة وفتح. واستنكرت وزارة الإعلام الفلسطينية بشدة «قيام قناة الجزيرة الفضائية، بالمساس بقيمة وطنية، من خلال بث تحريض مؤسف على النشيد الوطني الفلسطيني». ودعت الوزارة في بيان لها أمس «الجزيرة» «إلى اعتماد الموضوعية والتوازن، واعتماد نهج إعلامي مسؤول وحيادي، وإنهاء نهجها الحالي الذي يعمل على إثارة الخلافات وتعميقها في الساحة الفلسطينية».
واعتبرت الوزارة هذا العمل «بمثابة تحريض متواصل من قبل «الجزيرة» على منظمة التحرير الفلسطينية، واستمرارا لنهجها غير المتوازن في تغطية الشأن الداخلي الفلسطيني».
وقال أحد المواطنين من مدينة نابلس في الضفة الغربية، إنه سيتوجه للقضاء لرفع قضية ضد قناة الجزيرة الفضائية، بسبب «الترويج للنسخة المحرفة للنشيد الوطني الفلسطيني».
وقال المواطن غياث جازي من نابلس، والذي يعمل مذيعا في إذاعة جامعة النجاح، إنه سيقوم بالاستعانة بذوي الخبرة من رجال القانون لكي يتوجه للقضاء لمحاسبة كل من يقوم بالترويج لهذا التحريف أو يردد عباراته. واعتبر أن ترديد هذا النشيد المحرف ترك أثرا نفسيا وعاطفيا سلبيا لدى عدد كبير من شعوب الأمة العربية وبالأخص الفلسطينيون، الذين ينحدر مؤلف النشيد الأصلي إبراهيم طوقان من مدينتهم نابلس، وللعراقيين أيضا الذين كان يمثل وحتى وقت طويل نشيدهم الوطني العراقي. وأعرب المواطن جازي عن استغرابه من قيام قناة الجزيرة بالترويج لهذا النشيد الذي لا يقصد منه سوى إهانة الفلسطينيين والأمة العربية.
ومن جهتها، دعت عضو كتلة فتح البرلمانية، النائبة نجاة أبو بكر، الجماهير العربية والإسلامية إلى مقاطعة قناة «الجزيرة» الفضائية. وطالبت، في بيان لها، الجهات المختصة في السلطة الوطنية، بمقاضاة قناة الجزيرة أمام المحاكم المختصة لضلوعها في «جرائم ومخططات تصب في مصلحة الاحتلال ومشاريعه، وتؤدي إلى تدمير البنية الفكرية وإسقاط العناوين الوطنية والسيادية الفلسطينية».