تعتزم الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية إطلاق موسم سياحي مستقل خاص بالتسوق خارج فترة الإجازات الدراسية، إضافة إلى إطلاق عدد من المعارض المتخصصة بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، على غرار المعرض السعودي للقوارب.
ويأتي ذلك ضمن خطة الهيئة لتنشيط سياحة الأعمال، التي لم تشهد في العام الماضي سوى 8 في المائة من حركة السياحة السعودية، على الرغم مما تمتلكه المملكة من إمكانات كبيرة تجعلها في مصاف الدول في هذا الجانب.
وأوضح محمد عبد الله العمري، المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار في منطقة مكة المكرمة، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، على هامش فعاليات معرض جدة الدولي للقوارب أن «هناك العديد من المعارض والفعاليات التي تستهدف شريحة المهتمين في قطاع سياحة الأعمال بهدف التوسع في هذا الجانب السياحي».
وأضاف المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار، أن «تنسيقا كبيرا يتم الآن بين الهيئة والغرفة التجارية وأمانة جدة، للتركيز في جانب سياحة الأعمال؛ لزيادة عدد السياح القادمين للأعمال ومضاعفة العدد خلال الأيام المقبلة، وجعل مدينة جدة من المدن الرائدة في هذا القطاع». مشيرا إلى أن الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها جدة، خصوصا في السعة الفندقية، إضافة إلى وجود ثلاث شركات طيران وطنية ودولية، وقاعات المعارض والمؤتمرات تشجع ذلك.
وأضاف العمري، أن «ما يجده المعرض السعودي للقوارب من نجاح في يومه الثالث، خير دليل على أن جدة من المدن التي تمتلك إمكانات كبيرة». مشيرا إلى المشاركة الكبيرة من الشركات العالمية، حيث سجل المعرض مشاركة 49 عارضا و31 شركة مساندة.
من جانبه، كشف الأمير عبد الله بن سعود رئيس، مجموعة الأحلام السياحية، ورئيس اللجنة المنظمة للمعارض، أن عدد زوار المعرض تجاوز 30 ألف زائر خلال اليومين الماضيين، ومن المتوقع تسجيل نحو 40 ألف زائر حتى نهاية المعرض. وأكد الأمير عبد الله تلقي طلبات من شركات للمشاركة في دورة المعرض المقبلة، التي من المتوقع وفق تلك الطلبات أن تسجل ضعف العدد الحالي من المشاركين في العام المقبل. إلى ذلك، انتظم أكثر من 20 من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والكليات الحكومية والأهلية ومهتمين بمجال الإرشاد السياحي مطلع هذا الأسبوع في جدة، لتلقي التدريب في برنامج لتدريب المدربين في مجال الإرشاد السياحي، تنفذه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الإرشاد السياحي.
وقال الدكتور عبد الله بن سليمان الوشيل، مدير عام المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية في الهيئة، إن «هذا البرنامج يشكل المحطة الثانية بعد نجاح برنامج الرياض، الذي تفضل الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة برعايته وتشريف حفل اختتامه الأسبوع الماضي».
وأشار الدكتور الوشيل إلى أن «البرنامج موجه لأساتذة الجامعات والكليات الحكومية والأهلية والمهتمين بمجال التدريب في الإرشاد السياحي، وسيستمر لمدة أسبوعين تتخلله حالات تدريب تطبيقية إضافة إلى الجانب النظري في البرنامج، بهدف إعداد مدربين معتمدين دولياً في مجال الإرشاد السياحي حسب المعايير العالمية». مؤكداً أن المملكة تعاني من ندرة المدربين المعتمدين دولياً في المجالات السياحية.
وكان قد انطلق برنامج تدريب المرشدين السياحيين في الـ4 من أكتوبر(تشرين الأول)2009م في الرياض، بتدريب وتأهيل 42 من أساتذة الجامعات والكليات الحكومية والأهلية والمختصين في مجال الإرشاد السياحي من 18 جامعة سعودية، بالإضافة إلى بعض منسوبي القطاع الحكومي والخاص وإعدادهم كمدربين على الإرشاد السياحي. وقامت الهيئة بوضع قائمة على موقعها تضم أسماء المرشدين السياحيين المرخصين ووسائل الاتصال بهم.
وفي سياق سياحي آخر، أكد أكثر من 95 في المائة من الطلاب المتدربين على برنامج التربية السياحية المدرسية «ابتسم» أن البرنامج ساعدهم في نمو ثقافة السياحة لديهم، وزودهم بمعلومات جديدة ومفيدة عن السياحة المحلية والمفاهيم المرتبطة بها.
وكشف تقرير صادر عن الهيئة العامة للسياحة والآثار، حول برنامج التربية السياحية المدرسية، «ابتسم»، الذي تتعاون فيه الهيئة مع وزارة التربية والتعليم وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «أن عدد الطلاب الذين تم تدريبهم خلال العام الدراسي الماضي في لبرنامج «ابتسم» بلغ 100 ألف طالب في جميع إدارات التربية والتعليم في جميع مناطق المملكة، منهم ما يقارب 53 ألف طالب من المرحلة المتوسطة، ونحو 47 ألف طالب من المرحلة الثانوية». وضمن نشاط البرنامج مع وزارة التربية والتعليم لتعليم البنات، أفاد التقرير أنه تم تدريب 520 مشرفة ومعلمة كمرحلة أولى لتأهيل الطالبات في إدارات التربية والتعليم المختارة، وهي «الرياض والمنطقة الشرقية وعسير وحائل والطائف والمدينة المنورة وينبع، مشيرا إلى أن تنفيذ مشروع برنامج التربية السياحية للبنات على مرحلتين متتاليتين، الأولى شملت تدريب المشرفات والمدربات، والمرحلة الثانية هي تدريب المعلمات المدربات.
وكان برنامج «ابتسم» انطلق في عام 2005 في ضوء توجه الوزارة نحو تعميق مفهوم الشراكة التربوية مع مؤسسات القطاع الخاص، ومن منطلق أن التعليم ثروة وطنية تهم الجميع بهدف تحفيز أفراد المجتمع ومؤسساته، وتفعيل أدوارهم ومشاركتهم للمساهمة في تحقيق أهداف وخطط برنامج تنمية السياحة في المملكة.