الحزب الحاكم بمصر يتبنى برنامج جمال مبارك للحد من الفقر.. ويرفع شعار «من أجلك أنت»

معارضون: الدستور يعرقل منافسة موسى والبرادعي وزويل على الرئاسة

TT

قالت مصادر مطلعة في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بمصر، أمس، إن الحزب قرر تبني برنامج لجمال مبارك، نجل الرئيس المصري، يُعنى بالحد من الفقر في الريف، وتطويره ليشمل مجالات أوسع تتعلق بتحسين حياة المصريين، وأنه رفع لهذا السبب شعار «من أجلك أنت» ليكون عنوانا لمؤتمر الحزب السنوي الذي ينعقد نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وبينما يتزايد الجدل حول حظوظ مبارك الابن في خلافة والده، قال معارضون إن مواد بالدستور المصري تم وضعها في السنوات الأربع الأخيرة تعرقل ترشح العديد من الأسماء المستقلة لموقع الرئاسة، التي ورد ذكرها في فعاليات لمعارضين سياسيين أخيرا، منها اسم الأمين العام لجامعة الدول العربية وزير الخارجية المصري الأسبق، عمرو موسى، ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور محمد البرادعي، وعالم الكيمياء الحائز على جائزة نوبل، الدكتور أحمد زويل.

ورفع الحزب الحاكم شعاره الجديد «من أجلك أنت» معتمدا على قضايا محلية تتعلق بالأسعار والتنمية وتحسين الخدمات العامة للمواطنين، قائلا إن مؤتمره يأتي قبل انتخابات برلمانية ورئاسية مهمة، مقرر لها عامي 2010 و2011. وقال مصدر مطلع في أمانة السياسات بالحزب، التي يرأسها نجل الرئيس، إنه (جمال مبارك) وافق على اختيار الشعار الجديد للمؤتمر السنوي للحزب، مشيرا إلى أنه يؤكد على أن مؤتمر هذه السنة سيركز على القضايا المحلية التي تتعلق بتحسين أحوال المصريين. وأضافت مصادر في الحزب الحاكم أن أمانة السياسات أخذت على عاتقها إعداد الأوراق الأساسية التي ستتضمن المناقشات في المؤتمر السنوي للحزب المقرر أن يحضره ما لا يقل عن 6 آلاف عضو من كافة المحافظات المصرية، غالبيتهم من الوجوه الشابة المنتخبة حديثا في الوحدات الحزبية المنتشرة في عموم البلاد.

وقال صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الحاكم إن شعار «من أجلك أنت»، يعكس توجهات مؤتمر هذا العام.. «الأوراق الأساسية المقدمة للمناقشة في المؤتمر يبلغ عددها 12 ورقة، تتضمن قضايا جماهيرية ملحة، من أهمها التنمية الاجتماعية ومكافحة الفقر، ونشر مظلة التأمين الصحي والاجتماعي، ومساعدة الأسر الصغيرة، والمرأة المعيلة، وتوفير السلع الاستراتيجية على البطاقات التموينية، وتحسين أحوال المواطنين بقدر المستطاع»، مشيرا إلى أن الحكومة ستطلب من البرلمان، الذي تبدأ دورته السنوية الشهر المقبل، الموافقة على اعتماد مالي إضافي للإنفاق على برامج الخدمات والمياه والصرف الصحي، بما قيمته عشرة مليارات جنيه (نحو 1.75 مليار دولار).

وأضاف الشريف أن قضية مكافحة الفقر في القرى المصرية ستحظى باهتمام كبير، مشيرا إلى أن مبادرة مكافحة الفقر في القرى مقدمة من أمانة السياسات وأمين السياسات، بعد أن حققت نجاحا منذ إطلاقها من خلال برنامج تنمية ألف قرية بالريف المصري.. هذا البرنامج كما قال الشريف، سيتم تطويره ليمتد إلى ما لا يقل عن أربعة آلاف قرية تباعا، خلال المرحلة المقبلة.

وتابع الشريف قائلا إن شعار «من أجلك أنت» يترجم ما أكد عليه الرئيس حسني مبارك من أن كل ما يحدث على أرض مصر من جهد وطني هو من أجل المواطن البسيط». وفي المقابل، صعدت المعارضة المصرية من انتقاداتها لمؤتمر الحزب الحاكم. وقالت جماعة الإخوان المسلمين على لسان أمين القطاعات الجغرافية في كتلتها بالبرلمان، النائب صبحي صالح، إن «شعار (من أجلك أنت)، بلا مضمون، وسيظل شعارا أجوف في ظل ما يعيشه الشعب المصري من انتقاص للحقوق».

ودعت حركة معارضة تطلق على نفسها «مصريون من أجل التغيير»، القوى السياسية، لمقاطعة الانتخابات البرلمانية في 2010، إذا لم تتوافر ضمانة لنزاهتها. وأعلن رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، الدكتور أسامة الغزالي حرب (العضو السابق في الحزب الحاكم)، رفضه المناخ السياسي الحالي الذي وصفه بأنه مناخ يهدف إلى أمر من اثنين، إما التمديد للرئيس مبارك، من خلال ترشحه لانتخابات الرئاسة في 2011، وشغل موقع رئيس البلاد للمرة السادسة على التوالي (منذ عام 1981)، أو ترشيح نجله جمال لنفس الموقع، وهو ما يعد توريثا للحكم، على حد قوله، مضيفا أن أحزاب المعارضة بما فيها حزبه، الذي أنشئ قبل عامين فقط، أُنهكت وأصابها التعب، بسبب تضييق السلطة التنفيذية على نشاطها.

وذهب سياسيون إلى القول إن ضعف المعارضة جعل البعض يطرح أسماء لمصريين بارزين في المحافل الإقليمية والدولية، لمنافسة الرئيس مبارك أو نجله جمال، في أي انتخابات رئاسية مقبلة.

وقال الدكتور حسن نافعة، منسق «الحملة المصرية ضد التوريث»، إن أسماء الشخصيات المستقلة التي يرى البعض أنها يمكن أن تخوض انتخابات الرئاسة، مثل موسى والبرادعي وزويل، لا يستطيعون ترشيح أنفسهم كمستقلين، بسبب شروط تم إدخالها في الدستور عامي 2005 و2007، تلزم من يريد الترشح كمستقل الحصول على تزكية من 250 من أعضاء البرلمان والمجالس المحلية، وكلها يهيمن على الأغلبية فيها الحزب الحاكم، ولا تحظى فيها المعارضة والمستقلون بالتمثيل المطلوب، وهو ما يعرقل ترشيح أي من تلك الشخصيات أو غيرها كمستقلين.

يشار إلى أن الترشح من خلال الأحزاب يتطلب أن يكون الحزب مضى على إنشائه خمس سنوات، وأن يكون المرشح عضوا بهيئته العليا لمدة لا تقل عن سنة واحدة قبل الانتخابات.