القراصنة الصوماليون يهددون بقتل طاقم سفينة صينية

الأسطول الخامس ينفي سقوط طائرة أميركية بدون طيار في الصومال

TT

هدد القرصنة الصوماليون الذين يحتجزون سفينة صينية على متنها 25 بحارا صينيا بقتل طاقم السفينة إذا حاولت بكين استخدام القوة لإنقاذ السفينة والطاقم. وقال متحدث باسم المجموعة التي تحتجز هذه السفينة ويدعى «حسن»: «نقول للصين ألا تعرض أرواح مواطنيها للخطر من خلال أي عملية إنقاذ. نعرف ما يخططون له، وإذا حاولوا ذلك سنقوم بإعدام الطاقم كله. نقول لهم مرة أخرى أن يغيروا رأيهم في عملية الإنقاذ هذه وإلا سوف يندمون على فعلتهم».

جاء تهديد القراصنة بقتل طاقم السفينة الصينية بعدما قالت الحكومة الصينية إنها تحاول إنقاذ رهائنها من أيدي القراصنة الصوماليين بكل الوسائل الممكنة بما فيها القوة العسكرية، وقال «ما تشاو شو»، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن حكومته بدأت بمهمة عمليات إنقاذ للسفينة وطاقمها المكون من 25 بحارا صينيا، الذين تعرضوا للخطف أمس من قبل قراصنة صوماليين. ورفض شو إعطاء تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه العملية، لكنه لم يستبعد استخدام القوة إذا اقتضت الضرورة.

وكان القراصنة الصوماليون قد اختطفوا السفينة الصينية «دي شين هاي»، وهي مملوكة لشركة «تشينغداو» الصينية للشحن البحري في مياه المحيط الهندي على مسافة 1100 كيلومتر جنوب الساحل الصومالي، وهي تبحر بين جزر سيشل والمالديف في طريقها إلى الهند، لتصبح أول سفينة صينية تتعرض للاختطاف منذ نشرت بكين قوة بحرية قوامها ثلاث سفن حربية في خليج عدن لمحاربة القراصنة الصوماليين العام الماضي. وقالت القوة البحرية الأوروبية المكلفة بالتصدي لهجمات القرصنة في المحيط الهندي «إن إحدى طائراتها رصدت أربعة من القراصنة على ظهر هذه السفينة المختطفة وهي تبحر غربا باتجاه سواحل الصومال».

وتضاعفت هجمات القراصنة الصوماليين خلال الشهرين الماضيين بسبب هدوء الرياح الموسمية، وتصبح هذه السفينة الصينية هي الثالثة التي يختطفها القراصنة خلال هذا الشهر فقط، بعد تعرض سفينتين، إحداهما تحمل علم سنغافورة، وسفينة صيد إسبانية تدعى «الاكرانا»، وكان القراصنة قد استولوا على كلتا السفينتين بالقرب من جزر سيشل، وهذا يشير إلى أن القراصنة وسعوا دائرة هجماتهم، كما حولوا عملياتهم إلى المياه الجنوبية البعيدة عن مناطق تواجد القوات الدولية المتعددة الجنسيات التي تعمل لمكافحة القرصنة، التي تتمركز في خليج عدن والمياه قبالة سواحل الصومال الشرقية. ومنذ بداية هذا العام هاجم القراصنة الصوماليون نحو 175 سفينة تجارية، ونجحوا في اختطاف نحو 50 منها، وهذا رقم كبير مقارنة بالعام الماضي، أي بزيادة 200 في المائة، وهناك مخاوف من تصاعد هجمات القرصنة خلال الفترة القادمة.

على صعيد آخر، نفت قيادة الأسطول الخامس للبحرية الأميركية في البحرين ما أعلنته حركة الشباب المجاهدين الصومالية أمس من إسقاط طائرة تجسس أميركية بدون طيار فوق مدينة كيسمايو الساحلية (500 كم جنوب مقديشو)، وقال المتحدث باسم الأسطول الخامس للبحرية الأميركية في البحرين الملازم «ناثان كريستنسن» إن جميع الطائرات بدون طيار الأميركية عادت سالمة إلى قواعدها في الوقت الذي أعلن فيه المتمردون الصوماليون إسقاط طائرة أميركية بدون طيار.

وكانت حركة الشباب المجاهدين الصومالية قد أعلنت أمس عن إسقاط طائرة تجسس أميركية بدون طيار فوق أجواء مدينة كيسمايو الساحلية (500 كم جنوب مقديشو). وقال الشيخ «حسن يعقوب» المتحدث باسم ولاية جوبا الإسلامية «إن قواتنا أطلقت صواريخ مضادة للطائرات على طائرة أميركية كانت تتجسس للحصول على معلومات فوق مدينة كيسمايو، وإن قواتنا استهدفت الطائرة وأصابتها ورأيناها تحترق، ونعتقد أنها سقطت في البحر». وذكر الشيخ يعقوب أن عمليات البحث عن حطام الطائرة جارية.

ولم يتسن التأكد من خبر إسقاط الطائرة من مصادر محلية مستقلة، لكنه في حالة صحة هذه المعلومات فإنها ستكون المرة الأولى التي يتمكن فيها المقاتلون الإسلاميون من حركة الشباب من إسقاط طائرة أميركية بدون طيار، كما أنها ستفتح أسئلة جديدة حول حجم القدرات التسلحية للجماعات الإسلامية الصومالية. وأفاد السكان في مدينة كيسمايو بأن تحليق الطائرات فوق أجواء مدينة كيسمايو ومناطق أخرى من جنوب البلاد أمر مألوف في الأسابيع الأخيرة، ويعتقد على نطاق واسع أن تلك الطائرات كانت تقلع من السفن الحربية المتواجدة في المحيط الهندي قبالة سواحل الصومال.