لم يتخل كبار مسؤولي وزارة السياحة اللبنانية عن الرقم الذي توقعوا أن يسجله العام الحالي في عدد السياح، وهو مليونا شخص، على الرغم من مرور 10 أشهر من السنة. ويستندون في تمسكهم بهذا الرقم إلى جملة من المؤشرات السياحية المميزة التي سجلها لبنان إقليميا وعالميا.
وفي طليعة هذه المؤشرات ما أشار إليه تقرير منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لجهة تسجيل لبنان أعلى نسبة دخول سياح إليه خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، بحيث بلغت هذه النسبة 45 في المائة، في حين تراجع العدد في الشرق الأوسط بنسبة 13 في المائة.
وفيما شمل التراجع مصر واليمن وفلسطين والإمارات العربية المتحدة، صنف لبنان في المرتبة الأولى بين 15 دولة من أصل 165 سجلت نموا إيجابيا في عدد السياح، وبينها كينيا 43 في المائة، وكوريا الجنوبية 15 في المائة، وسورية والصين 12 في المائة لكل منهما.
وجاءت كولومبيا بـ10 في المائة، ونيكاراغوا بـ19 في المائة، والمغرب 8 في المائة، والأردن وتايوان وأفريقيا الجنوبية والبحرين 4 في المائة لكل منها.
ويشير التقرير إلى أن النشاط السياحي الإجمالي في العالم تراجع بنسبة 1 في المائة متأثرا بالأزمة الاقتصادية العالمية التي وصفها التقرير بأنها «الأخطر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية».
وثمة مؤشر آخر لـ«واقعية» التوقعات السياحية، وهو أن عدد السياح ناهز مليونا ونصف مليون سائح حتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، بحسب إحصاءات وزارة السياحة اللبنانية، أي بتحسن نسبته 46.26 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، و87.64 في المائة عن الفترة المماثلة من عام 2007.
وإذا أخذنا شهر سبتمبر (أيلول) وحده لتبين وجود زيادة في عدد السياح بلغت نسبتها 57.04 في المائة مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، ومرد هذا الارتفاع إلى مناسبتي عيد الفطر السعيد والألعاب الفرانكوفونية. واحتل السياح العرب المرتبة الأولى بين إجمالي السياح، يتقدمهم الأردنيون فالسعوديون فالعراقيون، حل بعدهم الأوروبيون فالأميركيون، وأخيرا الآسيويون.
أما المؤشر الثالث فهو ارتفاع نسبة الإشغال الفندقي في الأشهر الثمانية الأولى 40.6 في المائة قياسا بالفترة المماثلة من العام السابق، بحسب آخر دراسة شهرية لأداء القطاع الفندقي في الشرق الأوسط التي تقوم بها شركة «ديلويت اندتوش». ومن ناحية أخرى أظهرت الدراسة ارتفاعا أيضا في عائدات الغرف الفندقية بنسبة 76.8 في المائة قياسا بالفترة المماثلة من العام السابق.