«سرايا زياد الجراح» الأصولية تتبنى إطلاق الصاروخ من جنوب لبنان على إسرائيل

ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من استمرار خرق القرار 1701

TT

تبنت أمس مجموعة تطلق على نفسها اسم «سرايا زياد الجراح» التابعة لـ«كتائب عبد الله عزام» إطلاق الصواريخ من بلدة حولا في جنوب لبنان على مستوطنة كريات شمونة شمال إسرائيل قبل ثلاثة أيام، وذلك وفق بيان قال موقع «النشرة» الإلكتروني إنه تلقى نسخة منه عبر بريده الإلكتروني. وزياد الجراح لبناني وهو أحد الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة. ويعتبر عبد الله عزام مؤسس الجهاد في أفغانستان والذي سار رئيس تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، على خطاه.

وجاء في بيان «سرايا زياد الجراح» أن «عناصرها كانوا يحضرون لإطلاق خمسة صواريخ ولكن مع تجهيز الصاروخ الأول انطلق فجأة قبل أن يتم تجهيز البقية مما دفعهم إلى المغادرة قبل وصول (من وصفهم) بحماة اليهود وحراس الحدود إلى موقع الإطلاق».

وقال البيان إن «إطلاق الصواريخ أتى ردا على تجرؤ الإسرائيليين على تكرار اقتحامهم باحة المسجد الأقصى ومحاصرتهم للمسلمين ثم الاعتداء عليهم، رجالا ونساء، بالضرب وبالقنابل الصوتية والغازية، واعتقال العشرات منهم». وأضاف البيان أن «سكوت بعض الجماعات التي تمتلك ترسانات ضخمة من العتاد العسكري والصواريخ، وتحت يدها مئات الأفراد المدربين، عن مثل هذه الانتهاكات واكتفائها بالتنديد والشجب، لعلامة ظاهرة على خطورة ما آل إليه أمرها، فكيف إن كانت ما زالت تقوم بدور الحماية للحدود ممن ينتصرون للمسجد الأقصى ويطلقون الصواريخ على الإسرائيليين».

إلى ذلك، أقامت الكتيبة الإسبانية العاملة في إطار القوات الدولية (اليونيفيل) في الجنوب، نقطة مراقبة ثابتة عند مدخل بلدة العديسة، بهدف مراقبة ما يجري في الجانب الإسرائيلي. وقام وفد من اليونيفيل بزيارة بوابة فاطمة الفاصلة بين الأراضي اللبنانية والإسرائيلية، وعاين السياج الشائك المطلّ على مستعمرة المطلة، في حين كانت الدوريات الإسرائيلية تواصل تحركها في الجانب الإسرائيلي، وتقوم الدوريات الراجلة بتفتيش السياج الشائك والكاميرات والنظام الإلكتروني المثبت عليه والمطل على لبنان، لا سيما في المطلة ومسكافعام والمنارة والعباسية. كما شوهدت دوريات إسرائيلية تتحرك صباحا في مزارع شبعا بعد تحليق طيران حربي ومروحي ليلا فوق المزارع، حيث عمد الجانب الإسرائيلي إلى تحصين مواقعه داخل المزارع، فعمد إلى تعزيزها بالآليات والمدرعات التي ضمت دبابات ميركافا وناقلات جند مدرعة توزعت على العباسية، الرمتا والسماقة ورويسات العلم. كذلك حلق أمس الطيران الحربي الإسرائيلي في سماء المنطقة الممتدة من شبعا إلى مرجعيون وصولا إلى النبطية وجزين، كما شنّ غارات وهمية.

وأعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، بعد زيارته رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، عن قلقه من التوترات الأمنية المستجدة في جنوب لبنان. وحذّر من «وقوع إصابات أو سقوط قتلى جراء هذه الحوادث، مما سيُفاقم التوتر بشكل دراماتيكي». وأضاف «لقد مرت ثلاث سنوات على حرب تموز وإلى الآن نجحنا في تهدئة النفوس ومرت الأمور على ما يرام، ولكن تكرار هذه الحوادث يؤدي إلى أخطار إضافية لا نستطيع تحملها».

وكان المسؤول عن العلاقات الخارجية في «حزب الله» عمار الموسوي قد اعتبر أن «الاتهامات الإسرائيلية للحزب بأنه هو من يطلق الصواريخ في اتجاه إسرائيل وهو من يخرق القرار الدولي 1701 هي اتهامات فيها افتراء، وهي كاذبة، حتى إن بعض المسؤولين الإسرائيليين أكدوا أن هذه الصواريخ ليست من طرف حزب الله». وقال: «نحن نملك الشجاعة للقول إننا فعلنا كذا إذا ما فعلناه. هذه محاولة من العدو للتغطية على الكثير من الاتهامات اليومية التي تمارس بحق لبنان في الأرض وفي السماء. وفي الوقت نفسه لا بد من الإشارة إلى ما كان أدلى به المندوب الإسرائيلي في اجتماعات الناقورة حول إصرار إسرائيل رسميا وعلنا على التجسس على الأراضي اللبنانية بحرا وبرا وجوا، وبحجج ومزاعم مختلفة، وبالقول إن هذا الأمر لا يمثل انتهاكا للقرار 1701، بل إن هذا من وجهة نظرنا، ويجب أن يكون من وجهة نظر العالم كله، انتهاك صارخ للقرار 1701».

واستبعد الموسوي أن تشن إسرائيل حربا على لبنان. وقال «في ما يتعلق بشن الحرب، هذه قضية أكبر من أن توفر ذريعة. إن إسرائيل لديها الكثير من الأسباب لتشن حربا. لكن أي حرب تشنها لن تكون ذات نتائج تعود لمصلحة العدو، وحتى هذه اللحظة الإسرائيليون يدركون أن أي حرب في المستقبل لن تكون نزهة ولن تأتي بنتائج إيجابية، بل ستكون نتائج هذه الحرب شبيهة بنتائج حرب يوليو (تموز) إن لم تكن أسوأ بالنسبة إلى الكيان الإسرائيلي، وبالتالي هذا هو السبب الرئيسي الذي يمنع الإسرائيليين من القيام بأي مغامرة».

في غضون ذلك، تواصل اللجنة التقنية التابعة للجيش اللبناني بالتعاون مع فريق مختص تابع لـ «اليونيفيل» عملها في تحديد نقاط العلامات عند الخط الأزرق، في إطار مهمة إعادة تعليمه، وقد تمكنت لغاية تاريخه في مقاطع اللبونة ـ علما الشعب ـ الضهيرة ـ رميش ـ يارون ـ عيترون، من تثبيت 23 معلما، إضافة إلى إجراء القياسات الميدانية لـ 23 نقطة سيتم تثبيت المعالم فوقها قريبا، كذلك التوافق على إحداثيات 24 نقطة، يجري العمل على قياسها تباعا.