ديترويت: مقتل زعيم «تنظيم أصولي» مسلح في اشتباك مع المباحث الأميركية

عناصره أفارقة أميركيون اعتنقوا الإسلام في السجون

ضابط من الشرطة الأميركية يدخل أمس مسجد الحق بديترويت في أعقاب مقتل إمام المسجد لقمان عبد الله في تبادل لإطلاق النار (ا.ب)
TT

اعلنت المباحث الاميركية «اف بي آي» ان مسؤولا عن مجموعة اسلامية متطرفة يشتبه في قيامه بأنشطة اجرامية، قد قتل اول من امس خلال تبادل لإطلاق النار مع عناصر المباحث الاميركية (اف.بي.آي) في ميشيغان(شمال الولايات المتحدة). واضافت الشرطة ان تبادل اطلاق النار بدأ عندما قامت الشرطة بعملية ضد مجموعة من 11 اميركيا اعتنقوا الاسلام ويشتبه في مشاركتهم في شبكة اجرامية. وكان المشبوهون معروفين بأنهم «يستخدمون العنف ضد قوى الامن»، كما اوضحت الشرطة. ولم توجه أي اتهامات بالإرهاب رغم أن وثائق المحكمة تقول إن زعيم الجماعة هدد بالقيام بأعمال إرهابية خلال محادثاته مع عملاء (إف بي آي) وعملاء سريين. وبحسب ملف القضية الذي جاء في 43 صفحة، فقد تمت الاعتقالات بموجب معلومات وردت من مصادر موثوقة وسرية، عرفت بأسماء رمزية في الملف. واشارت الشرطة الى ان الزعيم المفترض للمجموعة لقمان امين عبد الله، المعروف أيضا باسم كريستوفر توماس(53 عاما) امام مسجد«الحق» بديترويت, رفض الاستسلام وفتح النار على عناصر الشرطة. وأضاف مكتب «اف بي آي» أن لقمان كان يسعى إلى إقامة ولاية تطبق فيها الشريعة الإسلامية في الولايات المتحدة. وقال مكتب المباحث الاميركية ومدعون اتحاديون في بيان إن الـ«11 متهما أعضاء في جماعة يعتقد أنها متورطة في أنشطة تتسم بالعنف على مدار عدة سنوات ومعروف أنها مسلحة». وحصلت العملية في احد مستودعات ديربورن الضاحية الغربية لديترويت. وقالت ان العملية لم تسفر عن قتلى اخرين. وكان عبد الله ملاحقا بشكوى جنائية فدرالية تصفه بأنه «مسؤول كبير عن مجموعة سنية اصولية متطرفة مؤلفة بشكل اساسي من افارقة واميركيين اعتنق بعض منهم الاسلام عندما كانوا مسجونين». وذكرت الشرطة الفدرالية ان عبد الله كان يخضع لمراقبة اجهزتها منذ سنوات، وقد دعا الى الجهاد خلال خطبه في احد المساجد. وتتقيد مجموعته بتعاليم عضو سابق في «الفهود السود» جميل عبد الله الامين المسجون في الوقت الراهن لإقدامه على اطلاق النار على عناصر الشرطة. واضافت الشرطة ان اعضاء هذه المجموعة الذين سعوا الى تمويل تحركهم الرامي الى اقامة «امارة اسلامية» في الولايات المتحدة، سرقوا سيارات واسلحة ومعاطف فرو واقدموا حتى على حرق مبان لابتزاز شركات التأمين. وتلاحق الشرطة ثلاثة آخرين من المشتبه بهم على خلفية اتهامات من بينها التآمر وانتهاك قوانين الأسلحة وتهريب بضائع مسروقة.

وكان عبد الله ملاحقا بشكوى جنائية فدرالية تصفه بأنه «مسؤول كبير عن مجموعة سنية اصولية متطرفة مؤلفة بشكل اساسي من افارقة اميركيين اعتنق بعضهم الاسلام عندما كانوا معتقلين في سجون عدة». وراقب مكتب المباحث الاميركية عبد الله عدة سنوات بمساعدة مخبرين قدموا اشرطة مسجلة لمحادثات وقصص تكشف كيف انه استخدم المسجد ليدعو اتباعه الى استخدام العنف ضد الحكومة. وقالت «اف بي آي» في الاتهام الذي يقع في 45 صفحة ان عبد الله دعا باستمرار الى قتل ضباط الشرطة والى تنفيذ خطته الرامية الى «اسقاط الحكومة الاميركية». كما تحدث عن رغبته في الموت من اجل هذه القضية وقال في واحدة من خطبه «لا تحملوا مسدسا اذا كنتم ستقومون بتسليمه الى الشرطة. اطلقوا عليهم رصاصة». وقال المخبرون انه حتى الاطفال كان يتم تدريبهم على فنون القتال، وعثر على ادلة على تدريبات على اطلاق النار في قبو بعدما عمدت بلدية ديترويت الى طرد المجموعة منه لتأخرها في دفع الضريبة على الممتلكات في يناير(كانون الثاني). وكان الهدف الاول للمجموعة اقامة دولة اسلامية تتمتع بالسيادة داخل حدود الولايات المتحدة يحكمها زعيمها الروحي جميل عبد الله الأمين المسجون حاليا لإطلاقه النار على ضابطي شرطة. لكن اللائحة الاتهامية تفيد ان عبد الله استخدم الجهاد لتبرير سرقة سيارات وتلفزيونات ومسدسات ومعاطف فرو واحراق منازل للحصول على تعويضات من شركات التأمين. ويفيد محضر الاتهام ان «الاعضاء الحاليين والسابقين لمسجد الحق اكدوا انهم يريدون ان يفعلوا اي شيء يطلبه منهم عبد الله او يدعو اليه في خطبه، بما في ذلك تنفيذ اعمال اجرامية واعمال عنف». ويصف النص عبد الله بأنه رجل يعاني من عقدة الخوف وسريع الغضب يكره الشرطة وتحدث عن مؤامرات حكومية ومصمم على العمل في «ثورة عنيفة» وقتل كل شخص يخون ثقته. وقال لاحد المخبرين «لسنا ارهابيين مزيفين بل ارهابيون حقيقيون»، واكد لاتباعه مرة اخرى «اذا جاؤوا لاعتقالي فسأسحب قنبلة وافجرها في الجميع».