«طالبان» تتوعد بتكثيف هجماتها قبل الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية

منع تكرار التزوير تحد يواجه السلطات الأفغانية

TT

توعدت طالبان «بتكثيف هجماتها في الأيام المقبلة» حتى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأفغانية، حسبما أعلن متحدث باسم الحركة لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال متحدث باسم طالبان في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية غداة هجوم على الأمم المتحدة في كابل أوقع ثمانية قتلى على الأقل «سنكثف هجماتنا في الأيام المقبلة. سنربك الانتخابات ولدينا خطط جديدة وتكتيكات جديدة». وقال المتحدث المعتاد للإسلاميين، يوسف أحمدي «إن ما تقوله الحكومة الأفغانية عن إجراءات أمنية (تتعلق بالانتخابات) لا أساس له». وأضاف «لن تكون هذه الإجراءات فعالة ضد عملياتنا وتكتيكاتنا. نشن هجماتنا بعد تقييم كل عملية يتم تنفيذها وعلى سبيل المثال الهجوم الذي استهدف بيت الضيافة التابع للأمم المتحدة» الأربعاء.

وهاجم ثلاثة انتحاريين فجر الأربعاء منزلا للضيافة في كابل يؤوي موظفين أجانب في الأمم المتحدة. وقضى خمسة منهم على الأقل إضافة إلى شرطيين اثنين، ولم يتم التعرف على شخص ثامن تفحمت جثته، والمهاجمون الثلاثة. وكان المتحدث الآخر باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، تبنى مسؤولية هجوم الأربعاء مؤكدا أنها «مرحلة أولى» من حملة لزعزعة استقرار العملية الانتخابية. من جهة أخرى كشفت أفغانستان عن خططها لجولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) أمس في إعلان قوبل بانتقاد بأنه غير كاف لمنع التزوير بعد يوم من هجوم شنته حركة طالبان على موظفين بالأمم المتحدة عزز المخاوف الأمنية. وتصاعدت المخاوف بشأن الوضع الأمني واحتمال تكرار التزوير الانتخابي قبل جولة الإعادة لانتخابات أفغانستان المتنازع على نتيجتها، التي توعدت حركة طالبان بتعطيلها. وفي أكبر هجوم مميت يستهدف موظفي الأمم المتحدة في عقود قتل متشددون خمسة موظفين أجانب على الأقل أول من أمس في هجوم على استراحة للمنظمة الدولية في وسط كابل. وهناك تحد آخر يواجه السلطات الأفغانية وهو منع تكرار التزوير الذي شاب الجولة الأولى من الانتخابات بعد أن أبطل تحقيق قادته الأمم المتحدة عددا كبيرا من الأصوات التي حصل عليها الرئيس حميد كرزاي في انتخابات أغسطس (آب). وأكد زكريا باراكزاي، نائب رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات، أن التصويت سيمضي وفقا للخطة المقررة مع فتح المزيد من مراكز الاقتراع هذه المرة بسبب التحسن في الوضع الأمني. وقال باراكزاي للصحافيين: «نحن مستعدون تماما لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات كما هو مقرر. وذكر أن 6322 مركزا للاقتراع ستفتح هذه الجولة مقارنة بـ6305 مراكز في الجولة الماضية، لكن دبلوماسيا غربيا قال إن الإعلان يتناقض مع الاقتراحات المقدمة مسبقا لتقليل احتمال وقوع تزوير.

وأضاف المسؤول: «أعداد مراكز الاقتراع التي أعلنتها اللجنة المستقلة للانتخابات تثير الانزعاج إلى حد بعيد... انه عدد مشابه للجولة الأولى وفي نفس الأماكن، ويبدو أنهم لم يبذلوا أي جهد لقمع محاولات التزوير في جولة الإعادة. وكانت الأمم المتحدة قالت في وقت سابق إنه لا ينبغي فتح مراكز اقتراع في المناطق التي شهدت إقبالا ضعيفا في الجولة الأولى نتيجة الوضع الأمني السيئ وفي المناطق التي شهدت حالات تزوير. وسيتم تشجيع الناخبين على الإدلاء بأصواتهم في أماكن أكثر أمنا. وطغت المخاوف بشأن الانتخابات على خطط الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان لمحاربة التمرد الذي يزداد شراسة.

ووافق كرزاي على إجراء الاقتراع تحت ضغط دولي كبير بعد أن أبطل تحقيق أجرته الأمم المتحدة عددا من الأصوات خفض نسبة ما حصل عليه إلى أقل من 50 في المائة مما يستلزم إجراء الإعادة. وأقرب منافسيه هو وزير الخارجية السابق، عبد الله عبد الله. وفي ما تبدو أنها هجمات منسقة أطلقت حركة طالبان الأربعاء أيضا صواريخ على فندق فاخر يملكه أجانب قرب القصر الرئاسي في كابل. وأسفر الهجوم عن مقتل خمسة موظفين أجانب بالأمم المتحدة على الأقل وثلاثة من أفراد الشرطة الأفغانية ومدني. كما قتل ثلاثة من حركة طالبان نفذوا الهجوم في استراحة المنظمة الدولية. وقالت حركة طالبان إنها استهدفت الاستراحة بسبب دور الأمم المتحدة في المساعدة على تنظيم جولة الإعادة. إلى ذلك اعتبرت الولايات المتحدة أن الاعتداء الذي نفذ أول من أمس ضد بيت للضيافة تابع للأمم المتحدة في كابل هو محاولة محكومة بالفشل من حركة طالبان لخروج العملية الانتخابية في أفغانستان عن السكة، كما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض. وقال روبرت غيبس «في كابل هناك ولا شك محاولة لمنع الأفغان من اختيار حكومتهم المقبلة». لكن هذه المحاولة «لن تنجح»، بحسب غيبس. وفي معرض الحديث عن الاعتداء في كابل و كذلك الاعتداء الذي نفذ في باكستان في اليوم نفسه، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما يوجه «تعازيه إلى الضحايا الأبرياء الذين سقطوا في أعمال العنف المتطرفة هذه».