إمام طهران يعتبر الكعبة قبلة المسلمين.. وخطيب آخر يدعو لأن تكون مشهد هي القبلة

تضارب بين أئمة الجمعة في إيران حول الحج

TT

حتى في موضوع ركن من أركان الإسلام مثل الحج بدت المواقف في إيران متباينة بين أصوات متطرفة وأخرى متعقلة، فبينما شدد إمام صلاة الجمعة في طهران أمس آية الله محمد إمامي كاشاني على أن «الكعبة هي قبلة المسلمين وحج بيت الله الحرام يعتبر أحد المبادئ من أجل وحدة صفوف الأمة الإسلامية»، هاجم إمام الجمعة في مدينة مشهد الإيرانية أمس السعودية وقال «إن مدينة مشهد يجب أن تكون قبلة المسلمين» وليس السعودية أو الحجاز على حد تعبيره.

ففي طهران قال خطيب صلاة الجمعة آية الله كاشاني، وهو أيضا عضو بمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، «إن الكعبة هي قبلة المسلمين وحج بيت الله الحرام يعتبر أحد المبادئ من أجل وحدة صفوف الأمة الإسلامية وعليه يجب عدم إفساح المجال أمام الأعداء لزرع بذور الفرقة بين المسلمين». وأضاف «إن الأعداء يريدون التغلغل إلى الإسلام والنظام الإسلامي بمختلف السبل والأساليب، ولذا فإن الإمام الخميني كان يوصي المسلمين بالوحدة في موسم الحج ويصر على ذلك خلفه قائد الثورة الإسلامية أيضا».

ونقلت وكالة مهر للأنباء عن كاشاني أنه أشار إلى قرب بدء موسم الحج مشددا على «ضرورة الحفاظ على الوحدة» وقوله: «علينا ألا نسمح لأعداء الأمة الإسلامية أن يثيروا الفتن والخلافات بين المسلمين». وقال كاشاني «إن أعداء النظام فشلوا في حشد الرأي ضد الجمهورية الإسلامية»، مضيفا: «لطالما الدول الغربية أولت اهتماما بالغا بالانتخابات الإيرانية فعلينا نحن أن نثمن هذه الانتخابات».

وتطرق كاشاني إلى ما وصفه بـ«سياسة الجمهورية الإسلامية الرامية إلى تعزيز الوحدة بين الشيعة والسنة»، قائلا إن «هنالك تفهما لدى أهل السنة بوجود مؤامرات من قبل الأعداء لإثارة الخلافات بين الشيعة والسنة ولكن ثمة إهمالا في تحليل مدى حجم المؤامرات». وأشار آية الله إمامي كاشاني إلى الانتخابات الرئاسية في إيران والتي شارك فيها أكثر من أربعين مليون إيراني قائلا: إن جل الدول في العالم تثني على إقبال الشعب الإيراني المكثف على صناديق الاقتراع وهذا يدل على مدى وعي هذا الشعب. كما أكد كاشاني أن العالم يدعم النهضة العلمية والإسلامية في إيران «باستثناء وسائل إعلام الأعداء». ونقلت وكالة فارس أن آية الله كاشاني شدد على «أن نظام الجمهورية الإسلامية في إيران يقوم على أساس الإسلام، حيث أن الكثير من الإنجازات التي حققها إنما تمت بفضل الاعتماد على الأحكام الإسلامية». إلى ذلك ادعى إمام الجمعة في مدينة مشهد الإيرانية أن مدينة مشهد يجب أن تكون «قبلة المسلمين» وليس السعودية. وقال آية الله أحمد علم ‌الهدي في خطبة نقلتها وكالة «فارس» الإيرانية: «لأن بلاد الحجاز (السعودية) أصبحت ضحية للوهابية، والعراق محتلة من الكفرة والمغتصبين، فإن مدينة مشهد المقدسة وحدها يمكن أن تكون قبلة للمسلمين»، مضيفا أنه يزور مشهد سنويا 800 ألف زائر من الخارج و20 مليون زائر من داخل إيران على مدار العام، على حد قوله. وذكر آية الله أحمد علم الهدى أن مشهد تعتبر عاصمة روحية ودينية حتى قبل وجود الإمام الرضا، ثامن أئمة الشيعة، قائلا إن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) اعتبرها نقطة روحية ومركزا لنشر تعاليم الدين. وحث الخطيب السلطات الإيرانية على الاهتمام بمشهد من ناحية التخطيط والبنية التحتية وأن تتواجد فيها مقار للمؤسسات الحكومية والجامعات، موضحا أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «دعا إلى الاهتمام بمشهد بسبب مكانتها الدينية، إلا أنه لم تتخذ خطوات على الأرض في هذا الصدد وإن مشهد بالرغم من كونها عاصمة دينية وثقافية ما زالت تعاني من مراكز سكنية غير مكتملة وشوارع غير مؤهلة وخدمات غير مناسبة مما يؤثر على مكانتها كعاصمة دينية وروحية».