كلينتون تدعم نتنياهو وتصف خطواته بشأن وقف الاستيطان بأنها لم يسبق لها مثيل

المنظمة: لدينا بدائل في مواصلة الكفاح ضد الاستيطان.. وتدعو لجنة المتابعة العربية لاجتماع

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أثناء مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب أمس (إ.ب.أ)
TT

اتسعت هوة الخلافات الفلسطينية الأميركية، بعد تراجع الولايات المتحدة عن موقفها بضرورة تجميد الاستيطان الإسرائيلي، قبل بدء مفاوضات سياسية بين إسرائيل والسلطة، وقال مسؤول كبير في منظمة التحرير لـ«الشرق الأوسط»، إن واشنطن تواصل ضغطا كبيرا منذ أسابيع على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لاستئناف المفاوضات بدون وقف الاستيطان.

وبينما بدت تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في إسرائيل بتبنيها جملة وتفصيلا مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن البناء في المستوطنات، واستئناف المفاوضات، مفاجئة للفلسطينيين، قال صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير لـ«الشرق الأوسط»، «لم نفاجأ وهم يواصلون الضغوط علينا منذ القمة الثلاثية في نيويورك» ووصفت كلينتون في مؤتمر صحافي في إسرائيل، خطوات نتنياهو بشأن وقف الاستيطان بأنه لم يسبق لها مثيل، وقالت منتقدة الفلسطينيين، بعد اجتماع مع نتنياهو، إن وقف عملية البناء في المستوطنات لم تكن في أي وقت مضى شرطا مسبقا لإجراء المفاوضات مع الجانب الفلسطيني. معتبرة أن استعداد نتنياهو لـ«كبح جماح البناء في المستوطنات»، خطوة «غير مسبوقة».

وبدا نتنياهو في أفضل حالاته منذ خلافه مع الإدارة الأميركية، وقال نتنياهو، إن إسرائيل على استعداد لاستئناف المفاوضات فورا ودون شروط مسبقة. متهما الفلسطينيين بأنهم يطرحون شروطا مسبقة لم تطرح في السابق. ومضى يقول «الشروط لا تعود بالفائدة على السلام والمفاوضات». وجدد نتنياهو القول» بأن إسرائيل لن تبني مستوطنات جديدة». وتابع «نحن مستعدون لتبني سياسة كبح جماح البناء في المستوطنات، على أن تستمر حياة المستوطنين بشكل طبيعي». ورد رأفت، «لن نرضخ للضغوط الأميركية أبدا، وهذا التراجع الأميركي الخطير مرفوض، ويدمر عملية السلام». وتابع رأفت، «نرفض أيضا الصفقة الأميركية الإسرائيلية، التي تقضي بمواصلة البناء في 3000 وحدة استيطانية في الضفة ومواصلة البناء في القدس والمباني الحكومية.. هذه موافقة صريحة على الاستيطان ونسف لخطة الطريق».

وأكد رأفت، «أن المنظمة ستدعو الدول العربية والأطراف الأخرى في اللجنة الرباعية، الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، من أجل مواصلة الضغط على أميركا من أجل احترام التزاماتها في خطة خارطة الطريق، وخطاب أوباما في القاهرة».

وأضاف، «لدينا بدائل في مواصلة الكفاح ضد الاستيطان والإرهاب» وتابع «دعونا أيضا لجنة المتابعة العربية للاجتماع مجددا، بعدما أجل بناء على طلب من قطر وسورية، من أجل بحث هذا التطور السلبي في الموقف الأميركي».

وأعلن نتنياهو، أمس، في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، أنه اتفق مع كلينتون على بقاء المبعوث الأميركي جورج ميتشل في المنطقة يوما إضافيا، في إطار المساعي لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية. معربا عن أمله في أن يتراجع الجانب الفلسطيني عن الشروط التي وضعها لاستئناف المفاوضات، «التي لم يضعها منذ 16 عاما».

والتقت كلينتون في إسرائيل قبل أن تطير إلى المغرب، وزير الدفاع إيهود باراك، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان. وقال باراك، إنه يجب تطبيق حل الدولتين، معبترا أن عدم وجود مفاوضات من شأنه أن يشجع حماس والجهات الداعمة للتطرف. اما وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، فقد قال لكلينتون إنه لا يوجد ما تتحدث إسرائيل عنه مع الفلسطينيين طالما بقوا على شروطهم، ولم يسحبوا الدعوة ضد إسرائيل في المحاكم الدولية.

وقال ليبرمان «إن السلطة الفلسطينية لم تطرح في السابق شروطا مسبقة للمفاوضات، وقد أجروا مفاوضات في ظل استمرار البناء في المستوطنات» وتابع «إذا كان الأمر كذلك فإن لإسرائيل أيضا شروطها المسبقة».

وأكدت الرئاسة الفلسطينية، أمس أن الاستيطان الإسرائيلي هو «العقبة الرئيسية» أمام إعادة إطلاق محادثات السلام، وقالت الرئاسة في بيان «لا يمكن ولا يجوز إعطاء إسرائيل أي تبرير أو ذرائع للاستمرار في الاستيطان بل يجب وقفه فورا».

وسارعت حركة فتح إلى دعم موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رفضه الدعوة الأميركية لاستئناف المفاوضات، وقال مصدر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، إن الأميركيين عاجزون وقد تراجعوا وغيروا من موقفهم» مؤكدا أن فتح لن تستجيب للضغوط، وقالت اللجنة المركزية لفتح في بيان، إنها تثمن موقف عباس «الذي أكد تمسكه بما أقرته كافة الأطر الحركية والوطنية بضرورة توفير الأسس الواضحة لاستئناف عمليه السلام». وقالت اللجنة المركزية إن فتح «تقف خلفه (عباس) في هذا الموقف بقوة».