بدء تسجيل الناخبين السودانيين لأول انتخابات في البلاد منذ 1986

إقبال ضعيف في مركز العاصمة

صبي سوداني يحمل ملصقا إعلانيا لدعوة المواطنين إلى تسجيل أسمائهم في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، أمس (أ.ف.ب)
TT

بدأ السودانيون أمس تسجيل أسمائهم في القوائم الانتخابية للمشاركة في أبريل (نيسان) 2010 في أول انتخابات تعددية منذ نحو ربع قرن في هذا البلد الذي يعد أكبر بلد أفريقي.

وقال الهادي محمد أحمد، المسؤول عن التسجيل في اللجنة السودانية للانتخابات، إن «عملية تسجيل الناخبين بدأت في جميع أنحاء السودان». ودشن العملية التي جرت وسط إجراءات أمنية مشددة على مستوى البلاد «أبيل ألير» رئيس المفوضية القومية للانتخابات في البلاد «المشرفة على الانتخابات»، وبدأ التسجيل للانتخابات بمركز الخرطوم وسط «مدرسة زينب الشيخ للأساس»، وقال إن التسجيل «مهم للناخبين لأجل ممارسة حقهم الدستوري في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة». وكشفت جولة لـ«الشرق الأوسط» في عدد من المراكز في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان) أن الإقبال في اليوم الأول من قبل السكان كان ضعيفا، غير أن مسؤولين من مفوضية الانتخابات في المركز تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» توقعوا أن يرتفع العدد تدريجيا في الأيام المقبلة.

وخصص نحو 15 ألف مركز للتسجيل على مستوى السودان، ويقدر أن يتم تسجيل نحو 19 مليون سوداني فوق سن الـ18 سنة، الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات. ولم يتجاوز الإقبال في أحد المراكز في وسط مدينة أم درمان الـ40 شخصا، حتى عصر أمس، فيما قال مشرفون على التسجيل في أحد المراكز إنهم سجلوا في عدد 4 دفاتر، من دون ذكر عدد الذين جرى تسجيلهم، وبدوا متفائلين من أن المهمة ستنتهي بنجاح. وسألت الـ«الشرق الأوسط» أحد قيادات الأحزاب المعارضة حول ما إذا كان قد سجل نفسه في المركز المجاور لمنزله أم لا، فقال «والله لا أعرف أين هو»، وأضاف « نحن الآن في أمر تحضير الأجواء للانتخابات بتعديل القوانين المخالفة للدستور». وقال عدد من السكان إنهم يجدون صعوبة بالغة في العثور على المركز الانتخابية، وطالبوا بتكثيف الحملة الإعلامية المصاحبة لعملية التسجيل حتى يتمكن المواطنون من التسجيل، وقال أحد السكان إنه سجل نفسه في المركز المجاور في حيه في امبدة رقم خمسة في المركز، فيما قال مواطن آخر من حي الثورة إنه لا يرغب في تسجيل نفسه لأنه لا يريد المشاركة أصلا في الانتخابات لأنها حسب رأيه «لا تأتي بجديد».

، ولوحظ وجود عزف لدى الشباب عن التسجيل في المراكز، وقال أحدهم «لا أعرف شيئا عنها»، وقال إنه مشغول بالمذاكرة وتصفح النت أكثر من أي شيء آخر.

ورد أعضاء المفوضية القومية للانتخابات ومندوبو الأحزاب بمراكز التسجيل ضعف الإقبال إلى ضعف الحملة الإعلامية للتسجيل، وتأخر نشر مراكز التسجيل، إضافة إلى أن الفترة الصباحية تمثل فترة عمل لمعظم الشرائح المستهدفة «الموظفين والطلاب».

ويجري التسجيل وفقا للأوراق الثبوتية سارية المفعول، وهي إما بطاقة شخصية، أو جواز سفر، أو جنسية، أو رخصة قيادة، أو شهادة سكن معتمدة من قبل اللجنة الشعبية ومعضدة بتأكيدات من قبل من يعرفون بـ«العريفين» وظيفتهم التعرف على منسوبي الدائرة والمعينين من قبل اللجنة الشعبية.

ونسبت إلى مصادر مطلعة أن حملة تسجيل الناخبين لن تشمل مناطق مثلث «حلايب» المتنازع عليه مع مصر، والذي تسيطر عليه السلطات المصرية، إلا أنه تمت تسمية دائرة أوسيف حلايب تشبثا بالسيادة السودانية لها.. وأكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات بولاية البحر الأحمر (تتبع لها حلايب) اكتمال الاستعدادات كافة لفتح مراكز تسجيل المواطنين المستوفين لشروط المشاركة في العملية الانتخابية في 532 مركزا لتسجيل الناخبين.. وتساءل عدد من المواطنين عن جدوى قرار مفوضية الانتخابات بجعل حلايب دائرة انتخابية مع عجز آليات التنفيذ عن التصرف على أرض الواقع.