السينما الهندية تحل ضيف شرف على مهرجان القاهرة بثلاثين فيلما

إضافة «حقيقية» للمهرجان وتفتح نافذة للتعلم

TT

بثلاثين فيلما وكوكبة من النجوم، تحل السينما الهندية ضيف شرف على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ33 التي تنطلق في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وتستمر حتى العشرين من الشهر نفسه.

عزز هذا الاختيار بقوة، حسبما يقول الفنان عزت أبو عوف، رئيس المهرجان لـ«الشرق الأوسط»، حصول فيلم «المليونير المتشرد» على ثماني جوائز للأوسكار (أحسن فيلم، إخراج، تصوير، سيناريو، مونتاج، موسيقى تصويرية، أفضل أغنية فيلم). وأشار أبو عوف إلى أن الفيلم سيعرض في المهرجان، وتمت دعوة أبطاله لحضور فعاليات المهرجان وهم: أنيل كابور، عرفان خان، سانجاي كابور، وسيكون مؤلف العمل فيكاس سواروب في عضوية لجنة تحكيم مسابقة أفلام الديجيتال. وأضاف أن مجرد حضور السينما الهندية في مهرجان هذا العام بثلاثين فيلما تشارك في أقسام مختلفة، وإن كان على رأسها والأكثر أهمية قسم المسابقة الرسمية، الذي سيتشارك فيه 16 فيلما، وبقية الأفلام سيتم عرضها في القسم الخاص بتكريم السينما الهندية.

وعن رد فعل القائمين على السينما الهندية باختيار إدارة مهرجان القاهرة السينمائي لها، أكد أبو عوف أن كل صناع السينما بالهند أصيبوا بسعادة بالغة لوقوع الاختيار عليهم، خاصة أن مهرجان القاهرة السينمائي يحمل صفة العالمية، وهو ما ليس متوافرا في عدد كبير من المهرجانات الأخرى.

وحول إمكانية أن يشكل وجود السينما الهندية بهذا المهرجان بداية لفتح سوق الفيلم الهندي، والعكس بوجود سوق للفيلم المصري بالهند، وهل سيؤثر ذلك سلبا على السينما المصرية، أكد الناقد رفيق الصبان، أن وجود السينما الهندية بمهرجان القاهرة يعد إضافة جيدة على كافة المستويات، ونحن نتمنى أن يكون هناك بالفعل سوق للفيلم الهندي بمصر، فهم متميزون بشكل كبير في إنتاجهم. «فهل أحد يصدق أن عدد أفلامهم في العام الواحد يصل إلى ألف فيلم، ناهيك عن عدد الأفلام التسجيلية والوثائقية». ويعتقد الصبان أن تأثير السينما الهندية سيكون إيجابيا على الأفلام المصرية، متمنيا أن يكون هناك مناخ من المنافسة بينهما، ومهما كانت النتيجة فستكون في صالح الفيلم المصري، وعلى القائمين على صناعة الفيلم المصري استغلال فرصة وجود بعض نجوم الهند في مصر لمحاولة فتح سوق للفيلم المصري ببلدهم.

يشاركه الرأي الفنان محمود ياسين، الذي أوضح أن السينما الهندية تمتاز عن غيرها من السينمات لكونها مشوقة تحمل بأحداثها كل ما يدور في المجتمع الهندي وبمصداقية شديدة، فوجودها بمهرجان عريق مثل مهرجان القاهرة إضافة تحسب للفنان عزت أبو عوف، والسيدة سهير عبد القادر، مدير عام المهرجان في مجهوداتهم المكثفة، لأن تكون الهند ضيف شرف المهرجان، وبهذا العدد الكبير من الأفلام. من جانبه أكد المخرج رأفت الميهي، أن على صناع السينما المصرية أن يجلسوا أمام شاشات عرض الفيلم الهندي ليعرفوا كيف يتفانون في أعمالهم من أجل أن يظهر الفيلم بشكل يرضيهم. مشيرا إلى أن صناعة الفيلم الهندي صناعة وفيرة، وأعتقد أنها أكثر بلد في العالم تنفق أموالا على أفلامها، حيث تصل دور العرض بها إلى ما يزيد على العشرة آلاف صالة عرض.

وأضاف الميهي أنه في حال فتح سوق للفيلم الهندي بمصر فلا بد أن نصفق لذلك واعتباره إضافة لنا لأن بومباي (بوليوود) تعد إحدى العاصمتين للسينما في العالم مع هوليوود الأميركية.

ويرى الكاتب مصطفى محرم، أن وجود السينما الهندية بمصر شيء يدعو للتفاخر، لافتا إلى أن السينما في بلاد الهند ليست مجرد فيلم يجلس المشاهد أمامه في حاله صمت مثل الجمهور المصري، بل يتذوق كل مشهد يشعر به، ويتفاعل معه، لدرجة أن الجمهور الهندي لا يكل ولا يمل من مشاهده الفيلم عشرات المرات، ويحفظ جمله الحوارية، وموسيقاه وأغنياته، فقمة لذة الجمهور الهندي في مشاهدة عمل سينمائي.

أما الفنانة سميرة أحمد، فتقول: السينما الهندية لها تاريخ عريق، لأنها موجودة منذ آلاف السنين، واستطاعت أن تثبت نفسها بشكل خرافي في توقيت ليس كبيرا، وأن مشاركتها في مهرجان القاهرة السينمائي بهذا الكم الهائل من الأفلام طفرة للفن المصري، ونتمنى أن يكون هناك سوق تبادل مشتركة بيننا كمصريين وبينهم. ومن وجهة نظر سميرة أحمد فإن أبرز ما يميز السينما الهندية، أنها تنقل واقعا حيا ملموسا، ما يدور بين الشعب والمجتمع والثقافات، كذلك تتميز السينما الهندية بأنها تقدس المرأة وتحترمها جدا وتعتبرها رمزا للإخلاص والتفاني.