قائد القوات البرية الأميركية في العراق: انتخابات يناير مهمة جدا لخطط انسحابنا

الجنرال جاكوبي: تأخر الاقتراع سيجعل القوات بحلول أغسطس في موقف أكثر صعوبة لوجستيا

الجنرال تشارلز جاكوبي («لوس أنجليس تايمز»)
TT

يلعب الجنرال تشارلز جاكوبي قائد القوات البرية في العراق دورا محوريا في إعداد التقييم الذي سيتخذ بناء عليه الجيش الأميركي قراره النهائي المتعلق بما إذا كان سيسحب قواته المقاتلة من العراق بحلول شهر أغسطس (آب) أم لا، وهو الهدف الذي حدده الرئيس باراك أوباما. ومن المقرر أن يبقى بعد ذلك 50 ألفا من القوات الأميركية للمساعدة في التدريب والأمور اللوجستية حتى نهاية عام 2011.

وتفرض المدة الزمنية المحددة حاليا على قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال راي أوديرنو، أن يأمر بانسحاب قواته بعد 60 يوما من انتهاء الانتخابات العراقية الحرجة التي من المقرر إجراؤها في 16 من يناير (كانون الثاني) المقبل. ووسط المخاوف المتنامية من أن يؤخر الجدال السياسي المندلع في العراق عملية الاقتراع؛ وفي أعقاب الانفجار الذي وقع في 25 أكتوبر (تشرين الأول) والذي أسفر عن مقتل 155 شخصا في بغداد، تحدث جاكوبي إلى «التايمز» حول العوامل التي سوف تؤثر على قراره. > هل لديك مخاوف من تأجيل الانتخابات التي ترتبط خطتك الزمنية للانسحاب بإجرائها علما بأن البرلمان العراقي لم يفصل حتى الآن في ما يتعلق بقانون الانتخابات، وذلك على الرغم من تجاوز المدة القانونية؟

- تمثل هذه الانتخابات البرلمانية نقطة حاسمة بالنسبة لتاريخ الديمقراطية في العراق، كما أنها ذات أهمية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة. فلنا مصلحة في نجاحها، وتتحسن الانتخابات في العراق بمرور الوقت. وبالطبع، نتطلع لإجراء هذه الانتخابات. وبالتالي فنحن قلقون من تجاوز الميعاد الذي أراد العراقيون أن يضعوا فيه قانون الانتخابات، كما أن كل يوم يمر يؤثر على الميعاد المقرر إجراء الانتخابات فيه. كما أن العراق أمامه فرصة كي يثبت أنه لديه ديمقراطية قابلة للتطبيق، وذات مصداقية، ويمكن أن يصبح نموذجا تحتذي به المنطقة بأسرها. وهناك العديد من الفرص هنا التي لا نريد أن نخسرها إذا ما فشلت تلك الانتخابات.

> هل يؤدي تأجيل الانتخابات إلى تأخير خطة انسحاب القوات المقاتلة الأميركية في أغسطس (آب) 2010؟

- لا نعتقد أننا وصلنا إلى المرحلة التي يجب فيها أن نتخلى عن خططنا ولكننا سوف نراقب الموقف بحذر حيث إن اتخاذ أي قرار مخالف لخطتنا هو قرار سياسي ولن يتم اتخاذه من هنا. ومن المبكر جدا أن نقول سواء سوف يؤدي التأخير المحتمل للانتخابات إلى تأخير الانسحاب أم لا.

> ما هو الحد الأدنى للإطار الزمني الذي تحتاجه بعد الانتخابات لكي تستطيع إخراج القوات بحلول شهر أغسطس؟

- لدينا القدرة على تقليل تلك المدة أو مدها. ولكنني أقول إنه من الواضح أنه كلما أطلنا مدة التحرك كلما كان الأمر أكثر صعوبة وذلك من الناحية اللوجستية، ولكننا لم نصل للمرحلة التي يجب علينا فيها اتخاذ القرارات.

> وبالتالي فهناك مساحة مرنة داخل الجدول الزمني..

- تشترط الاتفاقية الأمنية (بين العراق والولايات المتحدة) سحب جميع قواتنا بنهاية 2011. ولكن إستراتيجيتنا تقتضي أن نخفض القوات إلى 50 ألفا بحلول أغسطس 2010 وليس الاتفاقية الأمنية. فيمكننا تعديل بعض النقاط المتعلقة بالقرار إذا ما طلب منا ذلك. وسوف يخبرنا الجنرال أوديرنو ـ بنهاية العام ـ بتوصياته، التي سيضعها وفقا للظروف وهذه الانتخابات شديدة الأهمية بالنسبة لنا.

> ما هي نوعية الظروف التي سوف تنظرون إليها؟ لقد وقع مؤخرا انفجار مروع في مدينة بغداد أسفر عن مقتل 155 شخصا هل ستؤثر مثل تلك الأحداث على قرار الجنرال أوديرنو؟

- تمثل الهجمات الخطرة مثل التي شهدناها في 15 أكتوبر (تشرين الثاني) إزعاجا بالغا، نظرا للمعاناة التي تجلبها، ولأنها تعد دليلا على أن الإرهابيين الذين يستهدفون الإضرار بسمعة الحكومة العراقية وإيذاء الشعب العراقي، والإضرار بقوات الأمن العراقية ما زالوا قادرين على شن الهجمات. وبالتالي، فهم يمثلون عاملا أساسيا في التقييم الشامل الذي نقوم به للأمن. ودعني أقول إنه ـ بشكل عام ـ هناك العديد من الأشياء الطيبة التي يمكن أن نشير إليها فيما يتعلق بالصورة العامة للأمن. أرى أن هذه الهجمات تمثل إستراتيجية استهداف من قبل الإرهابيين الذين يحاولون الحصول على أقصى استفادة ممكنة بأقل قدر ممكن من الجهد. وبالتالي؛ فنحن نرى أن الهجمات قد تراجعت بشكل عام ولكن الألم والمعاناة اللذين تخلفهما هجمة واحدة مثل 25 أكتوبر (تشرين الأول) ما زالا قائمين. ومن ثم، فسوف نستمر في العمل مع قوات الأمن العراقي كي نمارس ضغطا على فلول الشبكات الإرهابية. وأعتقد أن قوات الأمن العراقي قد تعاملت بطريقة إيجابية مع تلك الهجمات.

> هل تتوقع زيادة العنف مع اقتراب الانتخابات؟

- أعتقد أننا يجب أن نتوقع أن يستغل أعداء العراق هذه الفترة الزمنية، خاصة مع اقتراب الانتخابات وحتى خلال فترة تنصيب الحكومة. فهم لديهم الفرصة سانحة لكي يتركوا أثرا سلبيا، وبالتالي فأعتقد أننا يجب أن نتوقع أن يحاولا اختبار قوات الأمن العراقي.

> ما هو حجم القوات الحالي في العراق وكيف سيصبح خلال الانتخابات؟

- 117000 وسوف يظل قريبا من ذلك العدد.

> هل تحتاج إلى 117 ألفا من القوات خلال الانتخابات أخذا في الاعتبار أن قوات الولايات المتحدة الأميركية لم تعد في المدن وأن بعضها يتمركز في القواعد العسكرية؟

- ربما يقول البعض إننا نفعل الكثير بالقليل من العدد ولكنني أقول إننا نحدث فارقا من خلال ذلك العدد القليل. فنحن لم نعد نقاوم التمرد في المدن. بل إننا نقوم بعمليات مشتركة من خلال الأحزمة الموجودة حول المدن الرئيسية وفي المناطق المحيطة بالحدود. ونقوم بالكثير من العمل المتعلق بتنمية القدرات المدنية، كما أننا نوفر الدعم لقوات الأمن العراقي الذي يتضمن ـ عند الطلب ـ مساعدتهم في المناطق المدنية من خلال الدعم الجوي، والتفتيش، والإمدادات الطبية، والمساعدات الهندسية. فهذه القوات موجودة لكي تؤدي مهام محددة، وهناك عمليات تدريب تتم على جميع المستويات مع قوات الأمن العراقي. وهو دور حيوي ومهم.

*خدمة: «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»