ميركل: إيران نووية غير مقبولة ومن يهدد إسرائيل يهددنا

المستشارة الألمانية أعلنت تأييدها لحل الدولتين في المنطقة بناء على «دولة إسرائيل اليهودية»

TT

أدلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأكثر التصريحات صرامة إزاء إيران أمس، مؤكدة أن حصول إيران على سلاح نووي أمر غير مقبول إطلاقا، موضحة أنه «لا يوجد أي تسامح في خطورة وقوع أسلحة دمار شامل في أيدي إيران التي تهدد أمننا». وجاءت تصريحات ميركل خلال خطاب أمام الكونغرس الأميركي أمس في إطار زيارتها للولايات المتحدة، التي تركزت على توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة وتنسيق الجهود في ما يخص إيران وأفغانستان ومعالجة التغيير المناخي. وركزت ميركل في خطابها أمام الكونغرس الأميركي أمس على إيران، قائلة إن «قنبلة نووية في أيدي رئيس إيراني ينفي وقوع محرقة اليهود ويهدد إسرائيل وينفي حق إسرائيل في الوجود أمر غير مقبول». وصفق أعضاء الكونغرس، من مجلسي النواب والشيوخ، لتصريحات ميركل حول إيران، ويذكر أن ميركل أول مستشارة ألمانية تخاطب كلا المجلسين. وأضافت ميركل أن إيران «يجب أن تكون واعية، وإيران تعرف عرضنا ولكنها أيضا تعرف الحد الذي وضعناه» وهو منع طهران من الحصول على إمكانية تطوير سلاح نووي.

وضجت قاعة الكونغرس بالتصفيق عندما قالت ميركل إن «من يهدد إسرائيل يهددنا أيضا»، مشددة على أن «أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض ليس الآن وليس أبدا»، معتبرة أن «التهديد ليس على إسرائيل فقط بل على العالم الحر بأسره». وأضافت: «لهذا السبب على العالم الحر أن يواجه هذا التهديد مباشرة، وإذا كان الأمر ضروريا من خلال العقوبات الاقتصادية الصارمة»، فإن هناك انتقادات من أوساط أميركية عدة لألمانيا وعلاقاتها التجارية مع إيران. ولم توضح ميركل إلى أية درجة ستوافق بلادها على تقوية العقوبات المفروضة على إيران، في وقت تواصل فيه واشنطن مشاوراتها مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا؛ إمكانية تشديد العقوبات على إيران في حال فشلت الجهود الحالية للحد من برنامجها النووي.

ومثلما ربطت ميركل بين أمن إسرائيل والملف الإيراني، قالت ميركل إن أمن إسرائيل يتطلب إحلال السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة «دعم ألمانيا الكامل للسلام بناء على حل الدولتين». ومن اللافت، أن المستشارة الألمانية عبرت عن دعمها لحل الدولتين، بناء على «دولة إسرائيل اليهودية ودولة فلسطينية». وبالإضافة إلى التشاور حول إيران، بحثت ميركل التي تزور واشنطن تزامنا مع القمة الأوروبية ـ الأميركية الأوضاع في أفغانستان مع المسؤولين الأميركيين. ويذكر أن لدى ألمانيا ثالث أكبر عدد من القوات في أفغانستان لكنها تواجه كغيرها من الدول الأوروبية بمطالبة واشنطن من حلفائها في حلف الشمال الأطلسي بزيادة دعم العمليات هناك. وأكدت ميركل التزام بلادها بالعمليات العسكرية في أفغانستان، قائلة: «لا يمكن لأي دولة، مهما بلغت قوتها، محاربة الإرهاب.. وعلينا أن نمنع جعل أفغانستان مأوى (للإرهاب) مجددا». وأضافت أن من الضروري «الانتقال إلى المرحلة المقبلة بعد تشكيل الحكومة في أفغانستان» مشيرة إلى أن «الهدف يجب أن يكون تطوير استراتيجية لنقل المسؤوليات» إلى الأفغان، بالإضافة إلى اعتماد سياسة دعم الجهود المدنية والعسكرية بشكل متساو. وكانت زيارة ميركل فرصة لتأكيد أهمية العلاقات مع واشنطن، بعد أن أثيرت تساؤلات حول قرار أوباما عدم المشاركة في احتفالات ألمانيا بسقوط جدار برلين هذا الأسبوع. وحرص أوباما على الإشادة بميركل، قائلا: «المستشارة ميركل قائدة استثنائية في معالجة التغيير المناخي»، مضيفا أن «في ما يخص القضايا الاقتصادية وقضايا منع انتشار الأسلحة النووية، إنني أجد المستشارة ميركل مفكرة وذات طاقة ولديها رؤية قوية حول كيفية المضي قدما في المستقبل». وأكد أوباما أن «ألمانيا حليف قوي بشكل استثنائي في عدد من القضايا الدولية». وردت ميركل قائلة: «أريد أن أستغل هذه الفرصة اليوم للتعبير أيضا عن امتناني للشعب الأميركي للدعم الذي قدموه لنا خلال العملية التي أدت إلى إعادة الوحدة»، مضيفة: «هذا أمر نحن الألمان لن ننساه أبدا».