المصريون لن يحرقوا أصابعهم

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «حافظوا على جمال مصر»، المنشور بتاريخ 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: إن جمال مصر هو في الحفاظ عليها كدولة مدنية، المواطنة فيها هي الأساس، والدستور هو الحكم، والقانون فوق الجميع، والانحياز فيها ـ في كل السياسيات الاقتصادية ـ يكون للغالبية من الفقراء المنتجين. جمال مصر في احترام حقوق الإنسان ودعم ثقافة شعبها المنفتحة على كل الثقافات الأخرى والمتسامحة مع كل الأديان. جمال مصر يكمن في حرية الرأي والتعبير والنشر، من دون تدخل الدولة أو من المحتسبين من الأوصياء على فكر الناس من الجماعات المتطرفة. هل تحقق كل ذلك كما يتمنى كل مصري؟ بالطبع لا، ولكن جزءا كبيرا منه تحقق بفضل نضال ومطالبة المصريين الذين يستمرون في سعيهم لتحقيق المزيد. هنا لا مجال لمن يعيشون في الماضي، ويتصورون أن الحياة في مصر توقفت عندما تركوا دورهم في السلطة، ولا يدركون كيف تطور المجتمع، وهنا أيضا لا مكان لمن يريد الدفع بالبلاد إلى الخلف عبر أفكار ظلامية باسم الدين. مصر ليست في حاجة لسيطرة حزب واحد، ولا لتزاوج المال بالسلطة، ولكنها لن تتخذ بديلا لهذا من بين هؤلاء الظلاميين، والمصريون لن يحرقوا أصابعهم.

صلاح صابر ـ مصر [email protected]