مصدر فلسطيني: الجيش الإسرائيلي يستعرض عضلاته في مناطق السلطة لضرب هيبتها

اتهمه بالتدرب على اقتحام المدن والمخيمات

TT

استعرض الجيش الإسرائيلي عضلاته في مناطق «أ» التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بعمليات اقتحام لمدن نابلس وجنين وطولكرم شمال الضفة الغربية ومخيم قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة وقرى أخرى, وأجرى مناورات وأطلق النار واقتحم منازل ومقاهي ووقف البعضَ وأجرى تحقيقات ميدانيا، دون أن تتضح أهداف تحركاته هذه.

وجاءت الخطوة الإسرائيلية بينما تقول السلطة إنها تسعى لإسقاط الحدود بين مناطق «أ» و«ج» الخاضعة لإسرائيل، من خلال العمل والبناء ولتطوير في مناطق «ج». ومن شأن هذه العمليات الإسرائيلية أن تحرج السلطة التي تباهي بأنها نجحت في جلب الأمن في المدن الفلسطينية عبر محاربة مسلحي حماس والجهاد وتفكيك مجموعات تابعة لفتح، ومطاردة واعتقال مجرمين ومطلوبين للعدالة. وعادة ما تتهم السلطة إسرائيل بأنها تحاول تخريب جهودها الأمنية.

وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي اقتحم نابلس، وسير دوريات عسكرية في شوارع المدينة، قبل أن يقتحم مخيم بلاطة للاجئين شرق المدينة، الذي كان يعتبر مركزا للمقاتلين الفلسطينيين سابقا.

وقال سكان المخيم إن الجيش تعمد إلقاء الرعب خلال ساعة كاملة أطلق خلالها النار في سماء المخيم، واقتحم أحد أفران الخبز، واحتجز عمالا وكبلهم وحقق معهم قبل أن يطلق سراحهم. ونفذ الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحام مشابهة في جنين وطولكرم، ومخيم قلنديا وبلدة طوباس شرق الضفة واعتقل فلسطينيا من جنين، قالت حركة الجهاد الإسلامي إنه أحد قادتها، وهو الشيخ مهنا الشرقاوي، الذي أُفرج عنه من سجون الاحتلال قبل أربعة أشهر تقريبا. واعتقل الجيش أيضا فلسطينيا ثانيا من قلنديا، وسلم آخرين في طولكرم تبليغات لمراجعة المخابرات الإسرائيلية.

واستخدم الجيش الإسرائيلي القوة في اقتحام المنازل، في مشهد أصبح لا يتكرر كثيرا في مناطق «أ»، وقال أهالي المعتقلين إن قوات الاحتلال قامت بتدمير كامل داخل هذه المنازل.

وفي وقت بدت فيه أهداف العمليات العسكرية أكبر من مجرد اعتقال 3 فلسطينيين، رجحت مصادر فلسطينية أمنية، أن تكون هذه العمليات مجرد تدريبات عسكرية لوحدات جديدة من الجيش على اقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية.

وقال مصدر أمني كبير لـ«لشرق الأوسط» إن «الإسرائيليين يستعرضون القوة في محاولة لضرب هيبة السلطة وهم يريدون إضعافنا بكل الطرق الممكنة». وأضاف المصدر: «ما يجري هو ضمن مخطط للرد على موقف السلطة من المفاوضات، إنهم ببساطة يردون على الأرض، وقد يصعدون خلال الأيام القادمة، انظر ماذا يدور في القدس أيضا».

وسلمت إسرائيل أمس في القدس 3 إخطارات لأصحاب منازل من أجل هدمها، بعد يوم من استيلائها على منازل في حي الشيخ جراح بالقدس. وأكثر ما تخشاه الدوائر الأمنية في رام الله أن ترد إسرائيل على رفض السلطة العودة إلى طاولة المفاوضات عسكريا وتستدرج فصائل للعمل المسلح من أجل العودة إلى المربع الأول، وتخريب الضفة الغربية، وهو سبب كاف لإعلان نتنياهو أن «لا شريك حقيقيا يمكنه صنع السلام معنا».