فتح تتهم حماس وإسرائيل بالتخطيط للتخلص من أبو مازن

المستوى الأمني سيرفع تقريرا لعباس يحذره من «كتاب أبيض» جديد كما حدث مع عرفات

TT

أعادت حركة فتح التحذير مما وصفته بمخططات لحركة حماس لاستهداف الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وقالت الحركة إن تلك المخططات تتقاطع مع أخرى إسرائيلية تصب في نفس السياق «التخلص من الرئيس الفلسطيني». وقال المتحدث الإعلامي باسم اللجنة المركزية لفتح محمد دحلان، «إن حماس وأعوانها على الساحة العربية تقود حملة منظمة إلى جانب إسرائيل تستهدف الرئيس عباس، والقيادات الفلسطينية في حركة فتح»، معتبرا «أن حملة التشكيك والتخوين والتكفير، معروفة الأهداف ومكشوفة لدينا، فهي بدأت على القائد الرمز أبو عمار واستمرت علينا وعلى القيادة قبل انقلاب مارس الدموي في قطاع غزة، وهي تستمر كحلقة من حلقات استكمال المشروع الانقلابي لحماس على القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني».

وأوضح دحلان في بيان، «أن الحملة الإعلامية المنظمة التي تقودها حماس منذ رفضها التوقيع على وثيقة المصالحة المصرية إنما تعكس خطورة مخططها، الذي يعد المناخ لتنفيذ تصفيات واغتيالات سياسية تطبيقا لما حدده مشعل بوضوح في خطابه في العاشر من الشهر الماضي». وحذر «القاعدة الفتحاوية والقيادات الفلسطينية من إمكانية استهداف شخصي لهم من قبل عصابات القتل المنتشرة لحماس وأعوانها».

ولم تأت اتهامات دحلان في سياق تحليلي، بل أكدت مصادر أمنية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» أن المستوى الأمني يعد تقريرا سيرفعه للرئيس، يحذره فيه من تقاطع الأهداف الحمساوية ـ الإسرائيلية للتخلص منه.

واطلعت «الشرق الأوسط» على مضمون التقرير الذي سيحذر أبو مازن من أن نتنياهو استدعى ضابطا رفيعا في الموساد الإسرائيلي للعمل في مكتبه كان مسؤولا مباشرة عما يعرف في إسرائيل «بالكتاب الأبيض» للرئيس الراحل ياسر عرفات. وسيقول التقرير إن استدعاءه يؤشر إلى أن إسرائيل تحضر لـ«كتاب أبيض» جديد لأبو مازن، ليقولوا إنه لا يوجد شريك.

وسألت «الشرق الأوسط»، اللواء عدنان الضميري، المفوض السياسي العام، عن احتمالات استهداف الرئيس، فقال «إن لغة التخوين والتكفير تؤشر بوضوح إلى أن حماس تخبئ لشيء. كأنها تقول للناس اقتلوا، وفي الماضي أقر لنا معتقلون منهم أنهم يخططون لذلك».

ويتفق الضميري مع دحلان، بأن هجوم حماس على عباس متزامن مع حملة اليمين الإسرائيلي. وقال «هما يتقاطعان في هدف واحد وهو تفجير الأوضاع في الضفة الغربية من أجل جرنا إلى مواجهة الإسرائيليين».

واتهم الضميري إسرائيل بأنها تحاول تقوية حماس، وإضعاف السلطة في الشارع الفلسطيني. ومضى يقول «إنهم يتحدثون عن صواريخ طويلة المدى فقط ليعطوها قوة معنوية». ويرى الضميري أن حكومة بنيامين نتنياهو تمر بأزمة ولهذا فهي «تهاجم الرئيس». ويتابع، «الإعلام الإسرائيلي اليوم ينشر أن رسالة الدكتوراه للرئيس عباس في الثمانينات أنكرت المحرقة، ويقولون إنه يرأس وحدة سرية لملاحقة سماسرة الأراضي في القدس لمنع بيع الأراضي لليهود، وأيضا أنه جاء بنتائج غير مرضية في مؤتمر فتح». وأضاف «هذه حملة محكمة وهم يريدون أن يصلوا إلى نقطة اللا شريك» وكان ماتي شتيمبرغ، مستشار سابق لعدد من رؤساء المخابرات العامة الإسرائيلية (الشاباك)، قال إن عباس، أفلت مؤخرا من مأزق كاد يفقده شرعيته، وأضاف لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «لو قبل أبو مازن الخطة الأميركية الجديدة لحل الصراع، لكان فقد شرعيته، ولما انتظر حتى يناير (كانون الثاني) المقبل لإجراء انتخابات خاصة بعد لعبة تقرير غولدستون». وأضاف أن حماس لن تشارك في الانتخابات، وستمنع إجراءها في القطاع، لافتا إلى أن كل هذه الأمور تفضي لانهيار تدريجي لسلطة أبو مازن. وأضاف أن الأمور بدأت تفلت من زمامه وبدأ يفقد شعبيته بالضفة.

وبعد انهيار السلطة ستملأ حماس حسب قوله الفراغ ليس على نمط السلطة، ولكن بشكل فعال ومحكم.

ويرى المستشار الأمني أن الحل الوحيد الذي يمكن أن تفعله إسرائيل لوقف هذا السيناريو هو أن تغير شيئا ما في موقفها الذي تصر عليه في المفاوضات وتعطي أميركا ضمانات لأبو مازن بوقف الاستيطان.