الصومال: اشتباكات بين خاطفي الزوجين البريطانيين وميليشيات قبلية

حركة الشباب تأمر سائقي السيارات بإيقافها وإنزال الركاب خلال أوقات الصلاة

TT

تجددت المعارك بين قوات الحكومة الصومالية ومقاتلي الحزب الإسلامي بوسط الصومال، واندلعت المعارك الأخيرة صباح أمس بين الجانبين في مدينة «بلدوين» عاصمة إقليم هيران بوسط الصومال (350 كم شمال مقديشو) بالقرب من الحدود الإثيوبية. وبدأ القتال بعدما شن مقاتلو الحزب الإسلامي هجوما مفاجئا على مواقع القوات الحكومية التي كانت تتمركز بالضاحية الشرقية للمدينة. وتمكن مقاتلو الحزب من استعادة المدينة بعد معركة عنيفة استمرت عدة ساعات، وخرجت القوات الحكومية من المدينة، واتجهت نحو منطقتي «كلابير» و«عيل جال»، على بعد نحو 15 كم شمالا إلى بلدوين. وأسفر هذا القتال عن مصرع 7 على الأقل وإصابة 11 آخرين معظمهم من الأطراف المتقاتلة.

وذكر الشيخ «موسي عرالي» المسؤول العسكري للحزب الإسلامي أن ميليشيات الحزب هاجمت مواقع تابعة لقوات الحكومة الصومالية صباح اليوم، وأنها تمكنت من طردهم من بلدوين، وقال «هاجمنا مواقع العدو وألحقنا بهم خسائر كبيرة، قتلنا عددا من الجنود وتم أسر الباقي وفرت فلولهم إلى الأدغال. وذكر عرالي أن مقاتليه يسيطرون حاليا علي مدينة بلدوين.

وكان إقليم هيران بؤرة للصراع بين قوات الحكومة الصومالية ومقاتلي الفصائل الإسلامية المعارضة من حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي، وكان الطرفان يتنازعان السيطرة على المدينة منذ عدة شهور. وشهدت مدينة بلدوين عاصمة إقليم هيران معارك كر وفر بين الطرفين. وكانت القوات الحكومة تتمركز في الفترة الأخيرة بالقرب من مدينة بلدوين، بينما كان الحزب الإسلامي يسيطر على المدينة؛ إلا أن الحكومة استعادت المدينة قبل يومين، تم خسرتها في معارك اليوم. من جهة أخرى أصدرت ولاية «جوبا» الإسلامية التابعة لحركة الشباب المجاهدين التي تسيطر على مدينة كيسمايو (500 كم جنوب العاصمة مقديشو) أوامر جديدة تتعلق بمنع حركة جميع السيارات في المدينة أثناء تأدية الصلوات في المساجد، وأُمر سائقي الحافلات بإنزال الركاب فورا إذا صادف دخول وقت الصلاة، كما تم إصدار أوامر مماثلة لأصحاب السيارات الخاصة بإيقاف سياراتهم وأداء الصلاة، ثم استئناف سيرهم بعد تأدية الصلاة، هذا وتجوب دوريات من مقاتلي الحركة شوارع كيسمايو أثناء أداء الصلاة لمطاردة الأفراد والسيارات التي تخرق هذه الأوامر، حيث تأمرهم بدخول المسجد لأداء الصلاة.

على صعيد آخر اندلعت اشتباكات أخرى بين مجموعة من القراصنة الذين يحتجزون الزوجين البريطانيين بول وراشيل تشاندلر، وبين ميليشيات محلية بالقرب من بلدة «باحدو» بوسط الصومال، حيث كان القراصنة قد نقلوا الرهينتين، وكان السكان المحليون قد طالبوا ميليشيات القرصنة بمغادرة المنطقة، إلا أن القراصنة رفضوا ذلك، وبعدها هاجمتهم ميليشيات قبلية غاضبة من احتجاز رهائن أجنبية في بلدتهم، وقال أحد سكان بلدة «باحدو» لا نسمح لمنطقتنا أن تستخدم لاحتجاز الرهائن والمخطوفين، أو أن تصبح معقلا للقراصنة، وأجبرناهم على مغادرة منطقتنا وأخذوا الرهينتين معهم».

وكان القراصنة الذين يحتجزون الزوجين البريطانيين قد نقلوا الرهينتين من شاطئ مدينة حراطيري (450 كم شمال شرق مقديشو) إلى منطقة باحدو التي تبعد نحو 125 كم من حراطيري، وذلك بعد ما نشب خلاف حاد بين ميليشيات القرصنة حول ما الذي ينبغي أن يفعلوه بشأن مصير الزوجين البريطانيين، هل يأخذون فدية مقابل الإفراج عنهما، أم يتم مقايضتهم بزملاء لهم محتجزين في عدد من البلدان الأوروبية.