السعودية: عزل المشتبه في إصابته بمجرد اكتشاف ارتفاع حرارته

بناء مستشفى بجوار جبل الرحمة وآخر بقرب مسجد نمرة وثالث في عرفات > 240 ألف حاج وصلوا للأراضي المقدسة ليس بينهم أي مصاب

لوحة إرشادية نصبتها وزارة الصحة السعودية في مواقع مختلفة لتنبيه الحجاج بكيفية تجنب انتقال العدوي (نيويورك تايمز)
TT

أكد الدكتور خالد مرغلاني، الناطق باسم وزارة الصحة لـ«الشرق الأوسط»، أنه لن يتم تعديل الخطة الاحترازية التي وضعتها الوزارة مسبقا لموسم الحج، مشيرا إلى أن السعودية مستعدة بشكل كامل لاستقبال حجاج هذا العام. وأوضح مرغلاني أن الخطة الموضوعة لموسم الحج تتضمن ضرورة التركيز على تقنية المعلومات وأجهزة الرصد والتتبع للحالات المرضية، لا سيما أنه تم توفيرها بكميات كافية، إلى جانب الكواشف في المختبرات، وتجهيز كافة المعامل والقطاعات الصحية لتكون تحت طلب الوزارة. وقال: عادة ما يتم تقديم الاشتراطات الصحية لدول العالم كافة بشكل سنوي، إلا أن الخبراء أكدوا على أهمية التزام الدول الأعضاء بما تقدمه وزارة الصحة السعودية لموسمي الحج والعمرة.

ولفت مرغلاني إلى أنه سيتم تحديد أماكن العزل، التي من المفترض أن تكون بداخل صالات الحجاج والمطارات أو بالقرب منها، مضيفا أنه سيتم عزل المشتبه بإصابته بمجرد اكتشاف ارتفاع حرارته في تلك الأماكن، لحين التأكد من نتيجة فحوصاته، وذلك حرصا على سلامة الباقين. وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن الوزارة جهزت جميع الاستعدادات في حال انتشار المرض بشكل فعلي في الحج، خاصة أن السعودية مرّت بعدة تجارب أهّلتها لوجود حج وعمرة بشكل آمن.

من جهته، أوضح حاتم قاضي، وكيل وزارة الحج لـ«الشرق الأوسط»، أن وزارته أنهت تحضيراتها مع جميع الجهات الخدمية للبدء باستقبال الحجاج القادمين إلى المشاعر المقدسة والذين بدأ وصول أول أفواجهم منتصف الشهر الماضي. وهو ما أكده الدكتور خالد ظفر، مدير الشؤون الصحية في مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط» بقوله إن وزارة الصحة لم تنقطع يوما عن تنفيذ مشاريع صحية، وأنها واصلت الساعة بالساعة منذ حج العام الماضي حتى حضّرت التجهيزات والمعدات والمهندسين والمقاولين، لإنشاء المستشفيات الصحية حتى يكون الاستعداد مبكرا وبكفاءة وجودة عالية.

وتابع أنه تم بناء مستشفى حديث بجوار جبل الرحمة باسم مستشفى جبل الرحمة في مشعر عرفات بسعة 140 سريرا وآخر بجوار مسجد نمرة وهو مستشفى نمرة بسعة 90 سريرا، بالإضافة إلى مستشفى عرفات العام بسعة 300 سرير، حيث يتوافد الحجاج في يوم المغفرة المشهود، أما مستشفى منى الوادي الذي تمت إزالته بعد حج العام الماضي، فقد تم إعادة بنائه بأحدث المواصفات بسعة 160 سريرا، ليكمل منظومة الخدمات الصحية بمشعر منى في حج 1430هـ.

وبحسب ظفر، تبلغ السعة السريرية لمستشفيات المشاعر المقدسة أكثر من ألف سرير، فضلا عن أكثر من 100 مركز صحي، مجهزة بكافة المستلزمات الطبية التي من شأنها تقديم الرعاية الكاملة لحجاج بيت الله الحرام. وفي سبيل تقديم منظومة خدمات متكاملة، تم تسخير المنطقة المحيطة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، لتدعيم خدمة ضيوف الرحمن بالمستلزمات الصحية والأقنعة الواقية وخدمات الطوارئ على مدار الساعة.

من جهة أخرى، قدرت مصادر مطلعه عاملة في مجال الحج والعمرة نسبة انخفاض الطلب على حملات حجاج الداخل ودول الخليج العربي خلال العام الحالي، بنحو 40 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي وأرجعت المصادر الانخفاض إلى تفشي مرض إنفلونزا الخنازير وتحديد أعمار الحجاج هذا العام.

وتوقع سعد القرشي رئيس لجنتي الحج والعمرة بغرفتي جدة ومكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط» زيادة الطلب في الأيام القادمة خصوصا مع ورود الأنباء عن وصول اللقاحات المضادة والتي من المتوقع أن توزع على الجهات ذات الصلة خلال الأسبوع المقبل.

وقال «إن أسباب العزوف من قبل حجاج الداخل عن التسجيل في رغبات أداء الفريضة لهذا العام يعود إلى أن الوقت مبكر لهم، وتفشي مرض إنفلونزا الخنازير، ومن المأمول بعد وصول اللقاح إلى المراكز الصحية والمستشفيات أن ترتفع نسبة التسجيل التي لا تزال ضئيلة حتى هذا الحين، ومن الممكن أن تشهد المؤسسات والشركات الخاصة بحجاج الداخل إقبالل جيدل بعد أن يتم تسلم الموظفين الحكوميين لرواتبهم أواخر شهر ذي القعدة».

وأوضح القرشي أنه من المحتمل في حال استمرار عزوف حجاج الداخل عن التسجيل، أن تبلغ خسائر شركات حجاج الداخل مبالغ عالية، قد تصل إلى مئات الملايين من الريالات.

ولفت القرشي إلى أن دمج عدة شركات لحجاجها داخل خيام معينة بعد أن يتم إيفاء الطلبات واستيفاء الشروط هو أمر مطالب به، وسيسهم في الحد من حجم الخسائر التي ستتكبدها الشركات، داعيا المؤسسات والشركات المعنية بحجاج الداخل بعدم فرض الوعود التي لا يمكن تحقيقها، وهو الأمر الذي في حال عدم تحققه سيحيل المخالفين إلى اللجنة الثلاثية التي ستنظر في المخالفات وستصدر حينها العقوبات.

وأكد القرشي أن شركات ومؤسسات حجاج الداخل نسقت مع شركات النقل والتغذية بخصوص إمكانية التخفيض للمطلوب منهم في حال حدوث نقص في أعداد الحجاج، كما أن التأشيرات يجري العمل عليها خلال الأسبوع الجاري لاستقدام الحافلات من خارج السعودية لنقل الحجيج.

واستدرك القرشي أن شركات العمرة ما زالت تعاني من خسائرها وأنها تحاول خلال الوقت الحالي الوصول إلى مفاهمات ودية لإنهاء جميع الالتزامات المترتبة عليها.

وأشار القرشي إلى أنه من المتوقع أن يحج هذا العام نحو مليوني حاج، منهم نحو 1.7 مليون من الخارج، وأن الطاقة الاستيعابية لمكة المكرمة في الوقت الحالي تبلغ نحو 5 ملايين شخص.

وبين رئيس لجنة الحج والعمرة أن أبراج منى تم إشغالها حتى الوقت الحالي بنسبة 40 في المائة، وذلك بسبب التخفيض في الأسعار من قبل ملاك الشركات المستأجرة لها، كما أن الشركات عملت على تأجيرها في هذا العام بشكل جيد أفضل من العام الماضي الذي تسلمتها فيه في وقت متأخر لم تستطع خلاله تسويقها»، مستدركا أن الخسائر التي تكبدتها الشركات العام الماضي تم تشكيل لجنة لتقصي خسائرها من أجل التعويض للشركات المتضررة خلال حج العام الماضي.

وأشار القرشي إلى أن التصاريح الخاصة بحجاج الداخل سيبدأ العمل بها من منتصف ذي القعدة الموافق الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، وأنهم بانتظار تشغيل النظام من قبل وزارة الحج والمرتبط بمركز المعلومات الوطني، وقال «إن مؤسسات وشركات حجاج الداخل لم يصل إليها أي تعميم بخصوص إلزام حجاج الداخل بتطعيم الحجاج الراغبين في الحج بلقاح إنفلونزا الخنازير بشكل إلزامي، وأن اللقاح سيصل قريبا وهو ليس إلزاميا للراغبين في الحج. وأفاد أن الوضع الصحي للحجاج القادمين من خارج السعودية مطمئن جدا وليس بينهم أي حالة إصابات بالإنفلونزا، مفيدا أن عدد من قدموا حسب آخر إحصائيات مطلع الأسبوع بلغوا نحو 270 ألف حاج نصفهم في مكة المكرمة والنصف الآخر في المدينة المنورة.